فلسطين أون لاين

تقرير مع مواصلة تنصُّل الاحتلال من التفاهمات.. الأسرى يستعدون للتصعيد والمواجهة

...
أسرى داخل سجون الاحتلال (أرشيف)
غزة/ محمد أبو شحمة:

مع استمرار انتهاكات سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحقّ الأسرى في السجون، والتنكيل بالمئات منهم، والتضييق عليهم، ورفضها الاستجابة لمطالب المضربين عن الطعام، ستتجه الحركة الأسيرة إلى إعادة تفعيل لجنة الطوارئ، وبدء تصعيد جماعي بدءًا من أيلول/ سبتمبر المقبل.

وأدى تراجع إدارة سجون الاحتلال عن الاتفاق مع الأسرى بعد الإضراب الذي انتهى في 25 مارس/آذار 2022، في إثارة غضبهم، خاصة أنّ الاحتلال صعّد من إجراءاته القمعية في السجون، واستهدف إنجازات الحركة الأسيرة.

وستعلن الحركة الأسيرة في الأيام القادمة البرنامج التصعيدي لها، الذي يتوقع أن يشهد البدء في سلسلة من الخطوات التصعيدية ضد إدارة سجون الاحتلال.

ويأتي إعلان الحركة الأسيرة اليوم، وبالتزامُن مع مواصلة 4 أسرى، الإضراب عن الطعام رفضًا لاعتقالهم الإداري، وتمديد حبسهم حتى الانتهاء من الإجراءات القضائية.

بدوره يؤكد رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدري أبو بكر، أنّ ذهاب الأسرى في سجون الاحتلال إلى التصعيد، يأتي بسبب تراجع سلطات الاحتلال عن الكثير من التفاهمات من ممثلي الأسرى، الأمر الذي دفع الأسرى لإعادة تقييم الوضع والاتجاه إلى التصعيد، وتفعيل لجنة الطوارئ داخل السجون.

ويقول أبو بكر في حديثه لـ"فلسطين": "لجنة الطوارئ داخل سجون الاحتلال التي تم إعادة تفعيلها تمثل كل الفصائل داخل السجون، وسيتم من خلالها دراسة الخطوات التي سيتم اللجوء إليها خلال الأيام القادمة".

ويضيف أبو بكر: "سيتم الإعلان عن الخطوات التصعيدية من قبل الأسرى بعد التفاهم وإجراء حوار فيما بينهم، والخروج بجدول زمني، في بداية سبتمبر القادم".

ويوضح أبو بكر أنّ إدارة سجون الاحتلال، منعت عن الأسرى الإنجازات المتعلقة "الكانتينا"، مع زيادة الأسرى داخل العزل الانفرادي، وزيادة أسرى الاعتقال الإداري الذي وصل عددهم إلى 670 أسيرًا، ومستمرة في اعتقال أسرى من كبار السن، والأطفال والنساء.

ويشير إلى أنّ تراجع الاحتلال عن التفاهمات التي توافَق عليها مع الأسرى، يعود إلى تشدد الحكومات المتعاقبة، وقرب انتخابات الكنيست الإسرائيلي التي يكون الدم الفلسطيني المُحرّك لها.

هجمة غير مسبوقة

من جانبه، يؤكد الناشط في مجال الأسرى، منتصر الناعوق، أنه بعد عملية نفق الحرية تعرضت الحركة الأسيرة لهجمة غير مسبوقة، وإجراء تنقلات بين الأسرى، وتكثيف الاقتحامات، وزيادة العزل.

ويقول الناعوق في حديثه لـ"فلسطين": "بعد الهجمة الإسرائيلية أقرّت الحركة الأسيرة برنامجًا نضاليًّا متصاعدًا، حتى شهر مارس 2022".

ويُبيّن الناعوق، أنّ الحركة الأسيرة اتخذت قرار إعادة تفعيل لجنة الطوارئ، وهي خطوة تكتيكية ورسالة للاحتلال بأنه سيكون هناك مواجهة قريبة من أجل استعادة حقوقهم.

ويُوضّح أنّ الأسرى يخوضون حاليًّا مشاورات مكثفة لوضع برنامج نضالي احتجاجًا على ما تقوم به إدارة سجون الاحتلال.

ويلفت إلى أنّ أيّ قرار يُطبّق من قِبل إدارة سجون الاحتلال، هو مدخل لبدء قرارات للتضييق على الأسرى، حيث يتم البدء بالقرارات البسيطة، ثم القرارات التصعيدية تباعًا.

وبلغ العدد الإجمالي للأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال نحو 4550 أسيرًا، حتى نهاية شهر تموز/يوليو 2022، من بينهم 27 أسيرة، و175 طفلًا، ونحو 670 معتقلًا إداريًّا، وِفق مؤسسات تعنى بشؤون الأسرى.

كما ارتفعت قائمة عمداء الأسرى مجددًا لتصل إلى 261 أسيرًا مع دخول أسرى جدد عامهم الـ21 على التوالي في الأسر، كان آخرهم الأسير محمود علي الردايدة من بيت لحم المحكوم بالسجن المؤبد، وفقًا لمركز فلسطين لدراسات الأسرى.

وتوقّع المركز أن يصل عدد عمداء الأسرى حتى نهاية العام إلى ما يزيد على 300 أسير، نتيجة وجود العشرات من الأسرى المحكومين بأحكام مرتفعة، ومضى على اعتقالهم ما يقارب 20 عامًا متواصلة.