افتتح في مدينة غزة، اليوم الأحد 4-12-2016، معرض العملات والطوابع الأول في فلسطين، بمشاركة 12 هاوياً، وفق رؤية تهدف إلى تعزيز الهوية الفلسطينية بماضيها وحاضرها ومستقبلها.
وضم المعرض بين جنباته زاويتين، الأولى للطوابع وشملت تلك التي استخدمت في فلسطين وأخرى عالمية عربية وأجنبية، بينما شملت الزاوية الثانية قسم العملات النقدية الورقية والمعدنية على مر العصور والحكومات التي تعاقبت على أرض فلسطين.
وعلى ألواح خشبية عرض المنظمون وتحت رعاية مؤسسة "بيت الصحافة" مقتنياتهم التاريخية من عملات وطوابع تعود إلى ما قبل الحكم الإسلامي العثماني لفلسطين وحتى عهد حكم الإدارتين المصرية والأردنية لفلسطين المحتلة، وأخرى فرنسية وأمريكية وإسبانية وايرلندية.
وحرص القائمون على المعرض على إبراز الجنيه الفلسطيني بفئاته المختلفة، وذلك بطباعته على مجسمات كبيرة توسطت المعرض.
تثقيف الجمهور
وقال الأمين العام لرابطة هواة العملات والطوابع محمد الزرد "إن معرض العملات والطوابع الفلسطينية يهدف إلى تعريف الجمهور بالعملات والطوابع بشكل عام، وتوعيته بتاريخ الفلسطينية منها على وجه الخصوص كجزءٍ من توثيق تاريخ الشعوب، وما تعكسه من تراث وعادات وأماكن مهمة".
وأضاف:" يحمل المعرض طابعا فنيا، لكنه في ذات الوقت يقدم رؤية ويعكس الحالة الاقتصادية والسياسية التي تعبر عنها تلك العملات والطوابع فترة تداولها ".
وأشار الزرد إلى أن المعرض يحمل طابعاً فنيا وجماليا من خلال إحياء هذه الهواية في قلوب محبيها، الذين أخرجوها إلى النور بعد أن طمس الاحتلال معظمها في محاولة مستمرة للسطو على الهوية الفلسطينية".
صكوك توثق التاريخ
وعلى يمين المعرض يقف المسن أبو حازم عنان، أمام مجموعة من القطع النقدية الفضية، وعملات ورقية وطوابع مصرية وعثمانية، وصكوك فضية أخرى تعود إلى فترة حكم الملكة ماريا تيريزا.
ويقول عنان :"إن بعضا من تلك الصكوك استخدمت في مملكة الحجاز وكانت توسم باسم "الحجاز" لتمييزها عن غيرها".
والملكة "تريزا" حكمت النمسا وهنغاريا وبوهيميا بين عامي 1740 وحتى 1780 الفضية، واستخدمت صكوكها الفضية التي حملت صورتها في التجارة العالمية حتى نهاية الحرب العالمية الثانية بأماكن مختلفة من العالم العربي خصوصا السعودية واليمن ومسقط وعمان، بالإضافة إلى الهند.
وتعود أقدم قطعة نقدية إسلامية يملكها الهاوي "عنان" إلى عام 1333 هجري وهي "صك من الفضة يزن 27 جراماً"، مشيراً إلى أن تلك الصكوك كانت تستخدم في البيع والشراء ومهوراً للزواج.
كما تضم مجموعته قطعاً نقدية أمريكية تعود إلى عام 1888.
بينما يؤكد الشاب براء السوسي الذي بدأ بممارسة هواية جمع الطوابع والعملات في سن الثانية عشرة من عمره أنه يميل إلى جمع الطوابع والعملات الورقية الأوروبية القديمة، حيث تضم مجموعته فئات متعددة من الروبال الروسي تتراوح بين واحد و 100 روبل.
وأشار إلى أن أقدم ورقة مالية لديه قيمتها في حينه (25 وربل) وتحمل صورة الإمبراطور ألكسندر الثالث.
بينما يقول إياد الخالدي المهتم بجمع الطوابع :"إن تاريخ مجموعته يمتد بين عام 1990 وحتى يومنا هذا"، ملفتا إلى أنه اقتنى تلك الطوابع بالتبادل والشراء.
وأوضح أن سعر اقتناء الطابع يختلف من واحد إلى آخر وفقا لعمره الزمني وجودة حالته وفيما إذا كان جديداً أو مستعملاً، مشيراً إلى أن أعلى مجموعة حصل عليها دفع مقابل الحصول عليها من وزارة والاتصالات الفلسطينية قيمة ألفي دولار.
حدث تاريخي
وعدّ "الزرد" المعرض حدثاً تاريخياً وحضارياً هاماً، يبرز الشعب الفلسطيني كشعب واع ومثقف ومدرك لحضارته ومهتم بالحضارات الأخرى.
وقال:"إقامة معرض متخصص يجمع بين العملات والطوابع سابقة أولى في تاريخ فلسطين، إذ لم يقم قبل ذلك إلا معارض للطوابع في مدينة بيت لحم".
وأكد أن عملية جمع الطوابع والعملات "وإن كان يغلب عليها الهواية إلا أنها ليست عملية سهلة تتم في يوم أو يومين، وإنما بعضهم استغرق مدة 30 عاماً لتشكيل مجموعته".
ولفت الزردإلى أن الرابطة تضم كوادر من مختلف الأعمار بين شيوخ وأطفال شغوفين بجمع العملات والطوابع التاريخية.
وتأسست رابطة هواة العملات والطوابع في قطاع غزة في السابع من أيار/ مايو 2015، وبدأت كفكرة وصحفة على شبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، بغرض فتح المجال أمام الهواة للتعرف على بعضهم وتبادل الخبرات، وكذلك لمقايضة ما يملكونه من عملات وطوابع مع بعضهم البعض.
وأقيم أول معرض للطوابع في فلسطين في مارس/ آذار 2011، وثق فيه عشرة من الهواة أكثر من 3000 طابع عن فلسطين استخدمت إبان الحكم العثماني وصولاً إلى إعلان الحكم الذاتي بعد توقيع اتفاق أوسلو عام 1993، بينما افتتح أول معرض دولي لهواة جمع الطوابع في فلسطين بعنوان "روسيكا 2014" في نيسان/ إبريل 2014 بمدينة بيت لحم، بدعم من المركز الروسي للعلوم والثقافة.