نظم مركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية، حفل إشهار كتابين للأسير في سجون الاحتلال أمجد أمين السايح من مدينة نابلس بالضفة الغربية المحتلة.
وأُقيم حفل إطلاق الكتابين اللذين حملا اسم: "بسمة وداع"، و"حكايات مراش" بالتعاون مع رابطة الكتاب والأدباء الفلسطينيين، في فندق الكومودور غرب مدينة غزة، بمشاركة نخبة من الأدباء والأسرى المحررين وممثلين عن المؤسسات المعنية بشؤون الأسرى.
وقال الأسير السايح في رسالة نقلها مدير مكتب إعلام الأسرى أحمد القدرة: "في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال والهجمة الشرسة المتواصلة عليها، وفي ظل الأجواء الملتهبة في الضفة والقطاع والقدس أبعث لكم هذه الكلمات من بين ثنايا الأسر والصمود والتحدي لأشارككم هذه المناسبة الطبية على قلبي في إشهار سيرة أخي الشهيد بسام".
وأضاف أن "الحديث عن الشهداء له شجون، فهم أحياء يرزقون وأخي بسام أحد هؤلاء العظام ونحسبه كذلك، وقد مثل نموذجًا حيًّا لبطولات المقاومة والمقاومين من الشعب الذي سطر بدمائه أسمى آيات الفخر والانتصار رغم كثرة التحديات وصعوبة الظروف".
وأوضح أن شقيقه "بسام" أكمل مسيرته الجهادية رغم ظروفه الخاصة فلم يثنِه المرض ولم تمعنه القضبان عن استكمال طريقه الذي نشأ عليه منذ عشرات السنين حتى لقي الله شهيداً مكبل اليدين والرجلين.
وبيّن أن كتاب "بسمة وداع" يرسم مسيرة شقيقه الشهيد، ويعكس مشهدًا من مشاهد معاناة الأسرى في سجون الاحتلال خاصة المرضى منهم، مشيراً إلى أن مئات الأسرى الأبطال يكابدون ظلم السجان والإهمال الطبي ويصارعون الموت في كل لحظة.
ولفت إلى أن عيادة سجن الرملة "سيئ الذكر" يضم في جنباته عدداً من الشهداء الأحياء الذين ينتظرون الموت كأنه هدية السماء كأمثال الأسير البطل ناصر أبو حميد.
وتابع السايح في رسالته: "نحتفي بهذه السيرة التي كتبتها بكل صدق ووفاء ورسمتها بكل عواطفي وعشت معها أياما جميلة خلف القضبان وسهرت معها ساعات في ليل سجني الطويل، حيث كان رمزا للتحدي في كل مراحله ومدرسة في العطاء".
ونبه إلى أن جثمان "بسام" لا يزال مسجى في ثلاجات الاحتلال مع العشرات من الشهداء، مقدماً شكره لكل من ساهم بإنجاح هذا العمل.
بدوره، ذكر القائم بأعمال الهيئة العامة للشباب والثقافة محمود بارود، أن الحفل يأتي قبل أيام من تحرر الأسير السايح من سجون الاحتلال، "لنؤكد أن معركتنا مع المحتل لا تنتهي".
وقال بارود في كلمة ألقاها أمام الحفل، إن "الانسان خارج الوطن يقاوم ويرتاح لكن الأسير كل يوم يعيش صراعاً في كل منجزاته، حيث يدافع عنها بأمعائه الخاوية".
وأشار إلى أن كتاب "بسمة وداع" يسرد فيه السايح مناقب شقيقه "بسام" الذي استشهد بعد أن أمضى خمس سنوات في سجون الاحتلال، نتيجة الإهمال الطبي.
في الإطار نفسه، أوضح أن كتاب "حكايات مراش" يوثق قصصًا لأسرى جرحى اعتقلوا مضرجين بدمائهم فمارس الاحتلال الإسرائيلي ضدهم أشكالًا مختلفة من التعذيب على أسرة عيادة سجن الرملة.
ولفت إلى أن مصطلح "مراش" هو اختصار لمستشفى سجن الرملة، ويذكر فيه السايح تجربته داخل العيادة التي لا تتوافر فيها المتطلبات الصحيحة للرعاية الطبية.
يشار إلى أن الأسير السايح معتقل منذ عام 2002 ومحكوم بالسجن 20 عاما، وهو شقيق الشهيد القائد القسامي بسام السائح الذي ارتقى في سجون الاحتلال في إثر معاناته من مرض السرطان الذي أصاب الدم والعظام بعد رفض الاحتلال علاجه والإفراج عنه.
والشهيد بسام أحد مخططي عملية إيتمار التي نفذتها مجموعة من كتائب القسام في 1 أكتوبر 2015، شرقي نابلس والتي قتل فيها مستوطنان أحدهما ضابط كبير في جيش الاحتلال؛ ثأرًا لجريمة إحراق عائلة دوابشة.