قائمة الموقع

مزاعم كشف نفق بغزة.. محاولة إسرائيلية لترويج إنجازات وهمية

2022-08-16T08:49:00+03:00
إحدى أنفاق المقاومة (أرشيف)

تسعى قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى ترميم صورتها الضعيفة التي أوجدتها المقاومة في قطاع غزة، أمام المجتمع الإسرائيلي وخاصة المستوطنين المتطرفين، عبر تسجيل إنجازات "وهمية" تتمثل في الإعلان عن اكتشاف نفق يتبع المقاومة، حسب مراقبين.وهو ما اكدته حركة المقاومة الإسلامية حماس على لسان الناطق باسمها فوزي برهوم.

وقال برهوم :" إن ادعاءات الاحتلال الإسرائيلي باكتشاف نفق للمقاومة شمالي قطاع غزة تهدف للتغطية على جرائمه التي ارتكبها بغزة، وتسويق إنجازات وانتصارات وهمية للمجتمع الإسرائيلي؛ لاستخدامها في "البازار الانتخابي".

وشدد برهوم في تصريح صحفي أمس على حق المقاومة في العمل بكل الطرق لتعزيز إمكاناتها وتطوير مقدراتها أمام غطرسة وإجرام الاحتلال وارتكابه المجازر بحق أبناء شعبنا.

وزعمت مصادر عبرية أمس، أن جيش الاحتلال دمَّر تفرّعًا من نفق لكتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس شرقي مدينة غزة.

وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أن الأمر متعلق بنفق دمّره جيش الاحتلال خلال عدوان مايو/ أيار 2021، وأعادت القسام تأهيل أحد تفرعاته قرب "العائق الأرضي" المقابل لكيبوتس "ناحال عوز".

هذه المرّة ليست الأولى التي يُعلن فيها الاحتلال اكتشاف أنفاق للمقاومة على حدود قطاع غزة، لكنه أراد تضخيم الحدث في التوقيت الذي يحمل أهمية كبيرة، ولا سيّما أن الساحة السياسية الإسرائيلية مقبلة على انتخابات جديدة في الفترة القريبة القادمة.

يقول المختص في الشؤون الأمنية والاستراتيجية د. هشام مغاري، إن اكتشاف الأنفاق "ليس غريباً" لكن الاحتلال يحاول من خلال هذه المزاعم تحسين صورته لدى المجتمع الإسرائيلي.

وأوضح مغاري لصحيفة "فلسطين"، أن اكتشاف الاحتلال للأنفاق وتدميرها لم يؤثر في سلوك المقاومة وأدائها، معتبراً أن الإعلان يندرج ضمن أهداف نفسية موجهة للمجتمع الإسرائيلي.

ورأى أن الاحتلال يحاول إيصال رسالة أنه استطاع كسر قواعد الاشتباك مع قطاع غزة وإثبات أنه لا يزال مستمراً في تحقيق المُنجزات على حساب المقاومة، مستدركاً "لكن هذا الأمر أمام المقاومة والمجتمع الفلسطيني لا يمثل شيئاً".

وبحسب مغاري، فإن قوات الاحتلال تسعى لإقناع المجتمع الإسرائيلي باستعادة قوة الردع بعيداً عن التفاصيل الأمنية والعسكرية ولا يزال -من وجهة نظره- يحقق إنجازات على ساحة المقاومة ومن ذلك اكتشاف نفق".

ويرى المختص في الشأن الأمني والعسكري محمد أبو هربيد، أن مزاعم كشف الأنفاق ضمن حسابات الاحتلال يأتي في إطار مسألتين الأولى طمأنة الجبهة الداخلية للمجتمع الإسرائيلي، وخاصة المستوطنين.

والمسألة الثانية وفق ما ذكر أبو هربيد لصحيفة "فلسطين"، هي التقليل من قدر المقاومة وأن الاحتلال لديه القدرة على اكتشاف المزيد من الأنفاق، بهدف إضعاف المقاومة.

وبيّن أنه "ليست المرة الأولى التي يزعم فيها الاحتلال اكتشاف أنفاق، لكن تضخيم هذا الحدث عبر الإعلام يهدف للحفاظ على سُمعة الجيش التي اهتزت في أكثر من جولة تصعيد".

وأضاف أن "هناك إشكالية حقيقية يعانيها مستوطنو الغلاف إذ يشتكون من حالة التصعيد المستمر مع القطاع، سواء من القذائف الصاروخية أو الأنفاق، لذلك يسعى الاحتلال لطمأنته"، لافتاً إلى أن الاحتلال لا يزال غير قادر على إقناع الجمهور الإسرائيلي بقدرته على منع المخاطر القادمة من غزة عنهم.

يؤيد ذلك الخبير في الأمن القومي د. إبراهيم حبيب، إذ يرى أن الاحتلال وقيادته السياسية يحاول أن يصور نفسه "المُنتصر" على المقاومة في قطاع غزة.

وقال حبيب لـ"فلسطين"، إن الاحتلال يريد أن يُراكم أمام جمهوره نجاحات متتالية على حساب المقاومة الفلسطينية، ولا سيّما بعد العدوان الأخير على القطاع.

دعاية انتخابية

ويجمع المراقبون على أن تضخيم الاحتلال لحادثة اكتشاف النفق، لها أهداف تتعلق بالصراعات بين الأحزاب الإسرائيلية مع قرب الانتخابات.

ويرى مغاري، أن الأحزاب الحاكمة في (إسرائيل) تحاول أن تُظهر مزيدًا من الإنجازات في ظل المنافسة الانتخابية، مشدداً على أن "هذا الأمر ينطلي على المجتمع الإسرائيلي وليس على الفلسطيني وخاصة في قطاع غزة".

وبيّن أن رئيس وزراء حكومة الاحتلال الحالي يائير لبيد ليس لديه تاريخ عسكري لذلك يحاول إثبات أنه قادر على ممارسة الدور العسكري المطلوب وتغيير قواعد الاشتباك في محاولة منه لكسب المزيد من الأصوات في الساحة الإسرائيلية.

وهذا ما أكده أبو هربيد، أن الموضوع الأمني حاضر في المنافسة الانتخابية، إذ يحاول المستوى السياسي أن يُوظف ما يُسميها إنجازات لصالح الجهة التي تُدير العمل الحكومي في دولة الاحتلال.

وأوضح أن أزمة مستوطني "غلاف غزة" هو ملف لتصفية الحسابات لدى الأحزاب الإسرائيلية، كجزء من المنافسة الانتخابية، معتبراً أن مزاعم اكتشاف النفق "محاولة لتسويق عمل الجيش وقدرته على ضبط الأوضاع في الجنوب من جهة، وتحريض ضد الشعب الفلسطيني من جهة أخرى".

أما حبيب، فرأى أن استخدام الاحتلال للإعلام بهذا الشكل في المرحلة الحالية يأتي في إطار الدعاية الانتخابية لخدمة لبيد.

اخبار ذات صلة