"أنا والد الشهيد بهاء عليان من القدس، وأنا والد الشهيد باسل الأعرج، وأنا والد الأسير محمد الحروب، وأنا والدة الشهيد القائد القسامي أحمد زهران الذي علّم على وحدة اليمام الإسرائيلية الخاصة".. هكذا عرّف ذوو الشهداء عن أنفسهم أمام والدة المطارد الشهيد إبراهيم النابلسي في مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة.
وتوافد العشرات من ذوي وأبناء الشهداء والأسرى من أنحاء متفرقة في الضفة الغربية إلى منزل عائلة الشهيد النابلسي، تضامنًا وإسنادًا لها، وتجديدًا لرسالة الشهداء، وتأكيدًا لدعم ومؤازرة عائلاتهم.
وكان المقاومان إبراهيم النابلسي وإسلام صبوح قد استشهدا الثلاثاء الماضي بعد اشتباكات ضارية مع قوات الاحتلال الخاصة التي حاصرت المنزل الذي كان يوجد فيه عدد من المقاومين بالبلدة القديمة في مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية، إلى جانب الفتى حسين طه.
ويعكس توافد عائلات الشهداء إلى منزل النابلسي ولقاء والدته التي أظهرت رباطة جأش عند وداعه، مدى وفاء الأهالي لبعضهم بعضًا، وإحياء ذكرى الشهداء ومواصلة المقاومة.
والد الشهيد محمد عليان يؤكد أن تجمع عائلة الشهداء وذهابهم إلى منزل الشهيد النابلسي ولقاء والديه هي زيارة وطنية لدعم عائلة الشهيد والوقف إلى جانبها في هذه الظروف.
ويقول عليان في حديثه لصحيفة "فلسطين": "عند ارتقاء شهيد نشكل وفدًا من جميع عائلات الشهداء ونذهب لدعم ومؤازرة عائلة ووالدي الشهيد، لنؤكد لهم أنهم ليسوا وحدهم"، مضيفًا "حين ذهبنا إلى عائلة الشهيد النابلسي عرّف الأهالي أنفسهم أمام والدته بكل فخر واعتزاز بأبنائهم الذين سبقوه شهداء".
وتابع: "نتحدث مع عائلات الشهداء ونفتخر بعمل أبنائنا، والدموع تختلط عند كل زيارة ونترك رسالة إنسانية ووطنية ونجتمع كعائلة واحدة" لتوجيه رسالة للمحتل أن جرحنا واحد وفخرنا بأبنائنا واحد.
وذكر والد الشهيد عليان أنهم شاهدوا وراء ابتسامة وقوة وفخر والدة النابلسي، الحزن أيضًا على فراقه، فهي أم ولديها قلب ومشاعر كأي إنسان في العالم يبكي على فقدان ابنه، مبينا أن أهالي الشهداء يتعمدون إظهار ابتسامتهم عند تشييع أبنائهم لإيصال رسالة بأنهم لا يُهزمون، وسيواصلون المعركة حتى تحرير الوطن.
ويشير إلى أن عائلات الشهداء هي أكثر فئة تؤازر بعضها، لكونها مرت بالتجربة ذاتها والفقدان.
بدورها، تقول سهام الأعرج والد الشهيد باسل: إن زيارتنا لوالدة الشهيد النابلسي تهدف إلى التضامن والافتخار بأهالي الشهداء "شعرت بحالة من الفخر حين ذهبت إلى بيت الشهيد المشتبك، وتذكرت اللحظات الأولى لاستشهاد ابني باسل الذي كانت ظروف استشهاده مشابهة للنابلسي".
واعتبرت الأعرج لـ"فلسطين" أن الشهداء يقتلون بفعل التنسيق الأمني بين أجهزة أمن السلطة والاحتلال.
كما تقول والدة الشهيد زهران: "ذهبت إلى والدة الشهيد النابلسي لشد أزرها ومباركة استشهاد ابنها"، مضيفة "رأيتها صابرة محتسبة وقوية حين استقبلت عائلات الشهداء، وكانت تتحدث بكل فخر عن ابنها وما قدم وكيف واجه الاحتلال".
وتوضح أنه الشهيد النابلسي استشهد كحال ابنها الذي استشهد خلال اشتباك مع جنود الاحتلال خلال محاولتهم اعتقاله.