النموذج الفلسطيني الجديد الذي يخرج من الضفة الغربية، هو نتاج سنوات من الحاضنة الشعبية التي انتصرت على محاولات الاحتلال والولايات المتحدة لصناعة الفلسطيني الجديد وفقًا للرؤية الإسرائيلية القائمة على صناعة فلسطيني جديد يؤمن بالتعايش مع الاحتلال ترعاه السلطة الفلسطينية اقتصاديًّا وأمنيًّا وثقافيًّا يستسلم للاحتلال كاملًا ويتخلى عن فلسطين التاريخية ويؤمن يهودية الدولة لصالح الاحتلال يسيطر الاحتلال على ما يتجاوز 90% من فلسطين التاريخية ليكون نصيب الفلسطيني أقل من 10% يكون فيها أجيرًا يعمل للاحتلال يطارد كل من يتبنى نهج المقاومة لمواجهة الاحتلال كما فعل مع إبراهيم النابلسي وزملائه.
نموذج النابلسي لم يظهر عبثًا ولم يأتِ بسهولة بل تراكم سنوات شكلت الحاضنة الشعبية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي وتربى في أسرة وعائلة ترى في المقاومة سبيلًا لمواجهة الاحتلال، وأن مشاريع التسوية التي يراد لها أن تنجح في الضفة الغربية هي مشاريع خيانية تقوم على خداع الشعب الفلسطيني والسماح إراقة الدماء على حواجز الاحتلال الإسرائيلي ومصادرة أراضٍ وأن يعيش الفلسطيني يأكل ويشرب فقط، دون أي مقومات للعزاء والكرامة التي تليق بالفلسطيني.
أمثال إبراهيم تزداد يومًا بعد يوم وينجحون في مقاومة الاحتلال، ويلقون الدعم من عائلاتهم وأسرهم بل من جماهير غفيرة، تزداد يومًا بعد يوم في الضفة الغربية وتشكل حاضنة شعبية تقدم لهم الحماية والرعاية ويصبحون مصدر فخر واعتزاز للشعب الفلسطيني لما يقومون به وما يبذلونه من تضحيات ودماء. لذلك يتشكل اليوم الفلسطيني الجديد الذي نشأ من بيئة وحاضنة المقاومة، يعيش ويرغب بالعيش بكرامة، ويرفض الخنوع والاستسلام لمشاريع التسوية التي أرادتها السلطة عبر سياسة القمع والإرهاب ومصادرة الحريات وقتل المعارضين واعتقال المقاومين وتعذيبهم وملاحقتهم، وستبقى الضفة الغربية هي محور الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي والمواجهة والتي من خلالها بناء المشروع الوطني الفلسطيني القائم على مواجهة الاحتلال والتصدي له وإنهاء المشروع الاستيطاني والتخلص من مشروع التنسيق الأمني بين السلطة والاحتلال وبناء مشروع مقاوم يحمي الشعب الفلسطيني من دخول الاحتلال على كل مناحي الحياة الفلسطينية هناك.
سيظهر إبراهيم نابلسي جديد قد يكون في نابلس أو جنين أو رام الله أو الخليل أو أي مكان آخر، وأكثر من ذلك سيكون من أمثاله العشرات الذين يتبنون الفكرة، وبات النابلسي مصدر إلهام للعيش بكرامة وعزة، وأن هذا الجيل يمثله النابلسي ورعد وأحمد جرار وعاصم البرغوثي وغيرهم.