لم يكن المنزل الذي تحصن فيه المطارد إبراهيم النابلسي ورفاقه قبل أن تغتالهم قوات الاحتلال الإسرائيلي في البلدة القديمة بمدينة نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة بعيدًا سوى مئات الأمتار عن مقار الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة، التي غابت عن تقديم أي مساعدة للشهداء.
ولم تكتفِ أجهزة السلطة بعدم تقديم المساندة للمقاومين، بل كانت تطاردهم وتحاول اعتقالهم، ضمن التزامها بـ"التعاون الأمني" مع الاحتلال.
وكشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أمس، عن أنّ معلومات استخباراتية وصلت لجيش الاحتلال من ضباط بأجهزة السلطة الأمنية عن دخول الشهيد إبراهيم النابلسي إلى أحد المنازل، وتم تنفيذ العملية فورًا.
نهج المقاومة
ويؤكد القيادي في الجهاد الإسلامي ماهر الأخرس، أن شهداء نابلس الثلاثة كان بعضهم مطاردا لأجهزة أمن السلطة، وآخرون اعتُقلوا في سجونها، رغم أنهم ملاحقون لجيش الاحتلال.
وقال الأخرس لصحيفة "فلسطين": "من المعيب أن تقوم أجهزة أمن السلطة باعتقال مطاردين للاحتلال بدلًا من تشكيل حماية لهم".
وأضاف: "الاحتلال هو فقط خصمنا، ومن غير المعقول أن تقوم أجهزة السلطة باعتقال مطاردين دون أي تهمة قانونية، أو مخالفة للقانون ودون ارتكابهم أي جنحة".
وبين أن التعاون الأمني يشكل خطورة على المطاردين والمقاومين بالضفة الغربية، ويضعف المقاومة، والإرادة الفلسطينية، لذلك يجب الوحدة على نهج المقاومة والسلاح.
وأردف الأخرس: "رغم قيام الاحتلال باعتقال أصحاب البيوت التي تحتضن المقاومين، فإن الناس لا تزال تشكل حاضنة للمقاومين وتساعد المطاردين".
وأشار إلى أنه من دون تقديم المساعدة للمقاومين من قبل الحاضنة الشعبية فلن يكتب للمطاردين والمقاومين النجاح.
من جانبه، أكد عضو التجمع الوطني الديمقراطي الفلسطيني، عمر عساف، أن ملاحقة السلطة للمطاردين والمقاومين، يأتي ضمن التزاماتها الأمنية ضمن اتفاقياتها الموقعة مع الاحتلال.
وقال عساف لصحيفة "فلسطين": "التنسيق الأمني الذي تقوم به السلطة خطر على الحالة الفلسطينية، لكونه يقدم كل المعلومات وما لدى السلطة للاحتلال الإسرائيلي، ليكون تحت تصرفها.
وأضاف: "التنسيق الأمني يعد عارا على الحالة الفلسطينية، والمطلوب التخلص منه وفق قرارات المؤسسات الفلسطينية الرسمية، والتنصل من كل ما يترتب على اتفاق أوسلو.
وبين أن ما تعيشه الضفة الغربية في الوقت الحالي وتقديم السلطة للاحتلال معلومات أمنية، تعد حالة شاذة واستمرارها من شأنه أن يبقي كل المطاردين والمناضلين ومن يقاوم الاحتلال، في خطر دائم.
وأوضح عساف أن الاحتلال يوظف المعلومات التي تصل إليه من السلطة عبر "التنسيق الأمني" لاعتقال المناضلين والمقاومين.
ولفت إلى أن الحاضنة الشعبية بالضفة الغربية المحتلة، تعد مكشوفة لأجهزة أمن السلطة، وهو ما يضع الصعوبات أمامها للقيام بدورها في احتضان المقاومين.