تسهل سلطات الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين يوميًّا اقتحام باحات المسجد الأقصى، وتوفر الحماية لهم، بهدف تغيير الوضع الديني والقانوني والتاريخي للمسجد الأقصى.
وسمحت سلطات الاحتلال في المدة الأخيرة للمستوطنين بتأدية صلوات تلمودية في باحات المسجد الأقصى، وأمام أبوابه، ولا سيما ما يسمى "السجود الملحمي"، بهدف تحويل الأقصى لمركز روحي لليهود.
وخلال شهر يوليو/ تموز الماضي، اقتحم 3041 مستوطناً المسجد الأقصى، واعتقلت قوات الاحتلال 153 مقدسيا (بينهم أكثر من 5 نساء و10 أطفال)، وقرر الحبس المنزلي لـ19 مقدسياً، في حين أبعد 13 عن القدس والأقصى، وفقاً لتقرير صادر عن منصة "القدس البوصلة".
بدوره يؤكد مدير مركز القدس الدولي، حسن خاطر، أن الاقتحامات في المسجد الأقصى تشهد تطورا كبيرا وخطيرا، وتأخذ أبعادا أكثر خطورة من السابق.
ويقول خاطر: "الاقتحامات بدأت مع التحضيرات التي تقوم بها سلطات الاحتلال قبل عملية الاقتحام، وتنفيذ ما يسمى الاقتحام الآمن للأقصى، وتأمين الأمان للمقتحمين، وهو ما ناقشه مسؤولون إسرائيليون".
ويوضح أن شرطة الاحتلال بدأت بالفعل في تأمين الاقتحام للمستوطنين منذ صلاة الفجر، عبر منع دخول المصلين إلى المسجد الأقصى، ووضع قيود، واعتقال حراس المسجد.
وأشار خاطر إلى أن التوحد بين دولة الاحتلال وأجهزتها المختلفة ومنظمات الهيكل ينذر بمخاطر كبيرة على المسجد الأقصى والمصلين داخله، ويرفع نسبة الخطر على حياتهم إلى أعلى درجة.
ويحذر من إمكانية حدوث مجزرة بالمسجد الأقصى بين المصلين كما حصل بالحرم الإبراهيمي في تسعينيات القرن الماضي، خاصة أن المقتحمين للأقصى هم أخطر المتطرفين في دولة الاحتلال.
ويوضح أنه لا يوجد أي ضمانات للمصلين، خاصة في ظل التطرف وحماية الاحتلال للمستوطنين عند اقتحام الأقصى.
من جانبه، يؤكد نائب المدير العام للأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة، ناجح بكيرات، أنه قبل اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى، يتم توزيع أدوار بين شرطة الاحتلال، والمخابرات والمتطرفين، ورؤساء الجمعيات الاستيطانية.
ويقول بكيرات في حديثه لـ"فلسطين": "تحضر سلطات الاحتلال المستوطنين المتطرفين بشكل مبكر وتعمل على تجميعهم في ساحة البراق، وتسجيل أسمائهم، ثم تسهيل اقتحامهم للمسجد الأقصى وإخراجهم".
ويضيف بكيرات: "الأوقاف بمدينة القدس المحتلة رفضت منذ البداية التنسيق مع الاحتلال في إدخال المقتحمين، والمرابطون والمصلون على أهبة الاستعداد للوقوف أمام المقتحمين ورفضهم الدخول إلى ساحات المسجد الأقصى".
ويبين أن سلطات الاحتلال فعَّلت القانون البريطاني ضد المقدسيين حيث يتم تنفيذ ‘بعاد المرابطين والمصلين بشكل جماعي عن المسجد الأقصى لتسهيل اقتحام المتطرفين للأقصى.
ويلفت بكيرات إلى أن الهدف من الاقتحامات المستمرة للمسجد الأقصى، يتمثل في تغيير الوضع الديني والتاريخي للمسجد الأقصى، ونقل الرموز التوراتية المخفية التي كانت ميتة إلى قداسة إسلامية.
ويستطرد القول: "كل الطقوس التي يقوم بها المتطرفون داخل باحات المسجد الأقصى من الانبطاح ورفع علم الاحتلال وترديد الهتافات لن تغير من الوضع التاريخي للمسجد الأقصى أو تضعف الوجود الإسلامي فيه، فالأقصى حق خالص للمسلمين بمساحته البالغة نحو 144 دونمًا".