حالة السخرية التي عمت الساحة الإعلامية والجماهيرية الفلسطينية والعربية من الانتصارات الوهمية, التي روجتها بعض وسائل الإعلام العربية, حول تدخل بعض الملوك والرؤساء العرب في فتح أبواب المسجد الأقصى، أظهرت مستوى الوهن والضعف الذي تعيشه تلك الأنظمة وتسوقه عبر وسائل إعلامها، بل تتبجح بعمليات السرقة لما يمكن أن نسميه انتصار الإرادة الذي حققه المقدسيون الأسبوع الماضي.
النظام العربي المهترئ لم يترك المقدسيين في حالهم وهم يقاتلون بدماء أبنائهم على أبواب الأقصى, ويدافعون عن كرامتهم ويضعون حدًا لعنجهية الاحتلال وتدنيسه المسجد الأقصى، وهم يمتلكون إصرارًا كبيرًا على مقاومته يتقدمهم المرابطون والمرابطات, ومدعومين بشكل كبير من الفلسطينيين بالداخل المحتل والمقاومين بالضفة الغربية, وبشكل كبير من الدعم الإعلامي والجماهيري والسياسي من غزة.
نسي الجميع في الأيام الماضية حجم الانتهاكات التي يتعرض لها المسجد الأقصى, وانشغل في سرقة انتصار المقدسيين, حيث قام المستوطنون بتدنيس المسجد الأقصى بأفواج كبيرة تعتبر الأعلى منذ احتلاله عام 1967، ونسي السارقون من العرب معاناة المقدسيين تحت الاحتلال, من قتل وإعدام وتهجير وهدم للمنازل وإبعاد عن المسجد الأقصى والتدنيس اليومي للمسجد الأقصى.
عاد العرب بغنيمتهم الإعلامية ليواصلوا دورهم في الفرقة العربية وتشويه الإسلام وتبرير القتل والحروب في سوريا والعراق واليمن ومصر وليبيا, دون وازع من ضمير، وهم على دين ملوكهم في ذلك.
لا ينتظر الفلسطينيون وخاصة المقدسيون كثيرًا من العرب, فقد جربوهم عندما باعوا القدس وسلموها للاحتلال, واليوم يعودون من جديد ليسرقوها ويسجلوا انتصارات وهمية على حساب دماء المقدسيين ليبدو الحال أننا لم نعد بحاجة لكم أو طلب المساعدة منكم.
ويواصل المقدسيون سبيلهم نحو مواجهة العنجهية الصهيونية وسياسات الاحتلال التهويدية في القدس.