أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أن العدوان الصهيوني على قطاع غزَّة جريمة نكراء لن تكسر إرادة شعبنا وصلابة مقاومته، ويدعونا إلى التلاحم في الميدان صفاً واحداً لدحر الاحتلال.
وقالت حماس في بيان أصدرته مساء اليوم الإثنين: "إنَّ الجريمة النّكراء التي أقدم عليها الاحتلال خلال الأيَّام الماضية، باستهدافه الغادر لقادة المقاومة في حركة الجهاد الإسلامي، ولأهلنا الآمنين من المدنيين العُزَّل في قطاع غزَّة، فارتقى خلالها أكثر من 40 شهيداً بينهم أطفال ونساء، ومئات الجرحى والمصابين، لهو عدوان وتصعيد خطير".
وتابع "أن العدوان يكشف مجدّداً سادية الاحتلال وسياسته القائمة على ارتكاب المجازر بحقّ شعبنا الفلسطيني، عبر تاريخه الأسود الملطّخ بالدَّم الفلسطيني، في محاولة يائسة منه، لإخماد جذوة المقاومة، وكسر صمود شعبنا، ونضاله دفاعاً عن حقوقه وأرضه ومقدساته".
وشددت حماس على أنّ جرائم الاحتلال ومجازره التي ارتكبها في هذا العدوان على القطاع، وغيرها من جرائمه وانتهاكاته المستمرة في الضفة المحتلة والقدس والداخل المحتل، لن تسقط بالتقادم، وستظل حيّة في ذاكرة شعبنا الفلسطيني.
وجددت دعوتها لكل المنظمات الحقوقية والإنسانية إلى التحرّك بقوّة لمحاسبة قادة الاحتلال كمجرمي حرب أمام محكمة الجنايات الدولية.
وأشادت حماس بصمود شعبنا في قطاع غزّة وتلاحمهم وتضامنهم مع المقاومة في مواجهة هذا العدوان الغاشم، وترحَّمت على أرواح الشهداء، وفي مقدّمتهم قادة المقاومة في الجهاد الإسلامي.
وشدّدت على أنَّ دماء الشهداء وتضحيات شعبنا وصموده هي مناراتٌ على الطريق، لانتزاع حقوقنا المشروعة في التحرير والعودة.
وذكرت أنَّ الجهود السياسية والدبلوماسية التي بذلتها الحركة بقيادة رئيس مكتبها إسماعيل هنية مع جميع الدول والأطراف المعنيَّة، تنبع من الإيمان بمسؤوليتها التاريخية في حماية شعبنا الفلسطيني، وصولاً إلى وقف العدوان الصهيوني الهمجي على قطاع غزّة.
وقال البيان "إن حماس ستمضي بكل مكوّناتها وعناوينها، في مسيرتها النضالية القائدة والأمينة والحارسة للحقوق والثوابت والمقدسات، معبّرة عن تطلّعات شعبنا الفلسطيني، وعنواناً لوحدته والتفافه حول خيار المقاومة الشاملة، سبيلاً للدفاع عن الأرض والمسرى والأسرى وحتى زوال الاحتلال".
وحثت حماس جميع الفصائل الفلسطينية وقوى شعبنا الحيّة، في قطاع غزّة والضفة الغربية والقدس والداخل المحتل، وفي الشتات ومخيمات اللجوء، إلى تعزيز الوحدة الوطنية والتلاحم الشعبي، والتكاتف صفاً واحداً، وفق برنامج نضالي شامل وموحّد لمواجهة الاحتلال، ولاستعادة حقوقنا الوطنية.
وجددت حماس التعبير عن رفضها لكل أشكال التطبيع، ودعت الدول المطبعة إلى التراجع عن هذا المسار الخاطئ، انتصاراً لقيم العروبة والإسلام الرّافضة للاحتلال والعدوان، وعدت أن استمرار بعض الدول العربية في مسار التطبيع مع العدو، يشكّل غطاءً له على ارتكاب المزيد من الجرائم ضدّ أرضنا وشعبنا.
وعبرت عن بالغ استنكارها لسياسة المعايير المزدوّجة التي تنتهجها الإدارة الأمريكية وبعض الدول الغربية، في تعاملها مع قضية شعبنا وحقوقه المشروعة، وفي انحيازها للاحتلال وعدوانه ضد شعبنا الفلسطيني المُحاصَر، ودعتهم إلى الكفّ عنها احتراماً لقيم الإنسانية والقوانين والأعراف الدولية.
وشن الاحتلال عدوانا على قطاع غزة، عصر الجمعة الماضية، واستمر حتى مساء أمس الأحد، وأدى إلى استشهاد 45 مواطناً، وإصابة 360 مواطناً بجراح متفاوتة، فيما دمرت 9 بنايات سكنية، ولحقت أضرار بأكثر من 1500 وحدة سكنية، منها 16 دمرت كليا، و71 باتت غير صالحة للسكن، و1400 وحدة سكنية تضررت ما بين بليغ ومتوسط.