نجا إياد حسونة وعائلته من موت محقق، في إثر غارة نفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي قرب منزله برفح جنوب قطاع غزة، لكن قلبه الآن يعتصر ألمًا على فقد نجله محمد ومنزله الذي تحول إلى ركام في لمح البصر.
وكان الطيران الحربي الإسرائيلي شن غارة جوية مدمرة على مخيم الشعوث وسط رفح، مساء أول من أمس، ما أسفر عن استشهاد سبعة فلسطينيين وإصابة العشرات بجراح وتدمير 12 منزلًا على الأقل.
وانتشل مسعفون ورجال من الدفاع المدني عشرات الناجين وبينهم حسونة وابنته سعاد وأطفال ومسنون إضافة إلى سبعة شهداء من تحت ركام منزل المخيم المدمر.
وظلت تلك الطواقم تعمل حتى صباح الأول من يوم أمس، وسط مساعدة وإسناد من الأهالي في المدينة.
وقال مركز حقوقية فلسطينية إن طائرات الاحتلال الحربية هاجمت بستة صواريخ عند حوالي الساعة 21:33 من يوم السبت، عدة منازل متلاصقة في مخيم الشعوث، وهي منطقة مكتظة بالسكان، ما تسبب في استشهاد (7) مواطنين، من بينهم طفل واحد، وسيدتان اثنتان، كما أوقع الهجوم (35) جريحاً.
وتقيم عائلة حسونة عند أقربائها الآن، وهي واحدة من بين عشرات العائلات التي فقدت منازلها من جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
ومخيم الشعوث يضم مجموعة من البيوت المتلاصقة وبعضها مغطاة بالصفيح، وممرات للتنقل لا يتجاوز عرضها المتر أو المتر ونصف في أحسن الأحول.
وهذا الهجوم الأعنف لجيش الاحتلال الإسرائيلي على مخيم رفح منذ سنوات وفق ما وثقت مؤسسات حقوقية ومدنية فلسطينية.
وودع حسونة نجله محمد (14 عامًا) بالنظرات، في حين كان ممددًا على سرير الاستشفاء في مستشفى أبو يوسف برفح، أمس، حيث يتلقى العلاج مع ابنته سعاد التي تخرجت حديثا من الثانوية العامة.
وشهد قصة نجاة سعاد ووالدها تفاعلًا على وسائل التواصل الاجتماعي، وتداول نشطاء مقطع فيديو لها، تعبر فيه عن فرحتها بمعدل 94 بالمئة في امتحان الثانوية.
وعبر مركز الميزان لحقوق الإنسان، عن استنكاره الشديد لأعمال القتل والتدمير الإسرائيلية المتواصلة التي تستهدف المواطنين وممتلكاتهم والأعيان المدنية في انتهاك صريح لقواعد القانون الدولي، لا سيما مبدأ التناسب والتمييز.
وشدد المركز في بيان صحفي أمس على أن قتل الآمنين وتدمير ممتلكاتهم على هذا النحو من التعمد وبشكل منظم، يشكل جرائم حرب تستوجب من المجتمع الدولي ضمان وقفها على نحو عاجل، وملاحقة ومساءلة مرتكبيها ومن أمروا بارتكابها، ولا سيما بعد تعمد قوات الاحتلال قصف وتدمير المنازل على رؤوس ساكنيها.
كما اتهمت مديرية الدفاع المدني في غزة أمس، أن الاحتلال الإسرائيلي دمر عدة مبانٍ فوق رؤوس ساكنيها في القطاع، دون الاعتبار لوجود مدنيين وأطفال ونساء.
وقالت سعاد حسونة بعد خروجها من المستشفى: "رغم أن أخي استشهد، وأبي مصاب بالمستشفى، وبيتنا راح، وكل أحلامي تهدمت، لكني سأعود وأعمل على تحقيق أحلامي لأصبح طبيبة من أجل مساعدتي أهلي وشعبي".