فلسطين أون لاين

تقرير استشهاد وحيدَي والديهما أحمد ومؤمن النيرب ينكأ جرح العائلة النازف منذ 2014

...
تشييع جثمان الشهيدين النيرب
غزة/ أدهم الشريف:

وسط أجواء خيَّم عليها الحزن بقوة، شيعت عائلة النيرب وجماهير غفيرة، أمس، جثماني الطفليْن الشقيقيْن أحمد ومؤمن النيرب، اللذين استشهدا في قصف إسرائيلي استهدف مجموعة من المواطنين قرب مسجد عماد عقل في معسكر جباليا، شمالي قطاع غزة، مساء السبت الماضي.

ونكأ رحيل الطفليْن الشقيقيْن جرح العائلة النازف منذ العدوان على غزة صيف 2014، إذ كان جيش الاحتلال قد استهدف منزلاً في حي الصبرة، جنوبي مدينة غزة في الأول من آب/ أغسطس من تلك السنة، واستشهد من جراء ذلك أحد أفراد العائلة وهو وحيد والديه ومعه زوجته وأطفالهما الثلاثة؛ أنجبتهما والدتها بعد سلسلة عمليات زراعة وقتلتهم غارة إسرائيلية دفعة واحدة.

وتستغرب عائلة النيرب تعمد جيش الاحتلال استهداف المواطنين الآمنين بينهم أطفال ونساء دون تفرقة بين كبير وصغير، أو امرأة ورجل، كما يقول لصحيفة "فلسطين" فريد النيرب من أقارب الشهداء.

وقال النيرب: إن القصف الذي استهدف المواطنين في معسكر جباليا كان موجعًا لجميع أهالي منطقة مسجد عماد عقل.

وتابع: لقد لجأ المواطنون إلى الشارع بسبب انقطاع التيار الكهربائي بحثًا عن مكان يتلمسون فيه الهواء في منطقة مكتظة سكانيًا، لكن القصف الإسرائيلي باغتهم على حين غرة، وارتقى الشهداء وغالبيتهم أطفال.

وأضاف أن أحمد ويبلغ عمره (10 أعوام) ومؤمن (6 أعوام)، هما وحيدا والديهما، ورحلا تاركين خلفهما شقيقتيْن اثنتيْن أصغر منهما سنًا.

وتابع: لا نعرف لماذا استهدف جيش الاحتلال بصواريخه المواطنين؛ ما أدى إلى استشهاد 7 منهم بينهم أحمد ومؤمن وأطفال آخرون.

وأكمل فريد النيرب: أن العائلة لم تستوعب بعد جريمة جيش الاحتلال سنة 2014، ليأتي ويقتل طفليْن آخرين من نفس العائلة.

وبحسب قوله، فإن والد الشهيدين محمد النيرب وزوجته ياسمين، يمران بأسوأ ظروف طيلة حياتهما، فهما لم يصدقا بعد أن أحمد ومؤمن رحلا عنهما دون رجعة بفعل الغارة الإسرائيلية.

وأكثر اللحظات المؤثرة في والدي الشهيدين، كانت عند وداعهما وتشييعهما إلى مثواهما الأخير، حيث انهارا بالكامل.

وكان جيش الاحتلال بدأ عدوانه، الجمعة الماضية، باغتيال قائد المنطقة الشمالية في سرايا القدس تيسير الجعبري في مدينة غزة، وطالت غارته الجوية قائد المنطقة الجنوبية في السرايا خالد منصور بمدينة رفح، جنوبي القطاع.

وتعمد خلال عدوانه قصف منازل المدنيين واستهداف التجمعات؛ ما أدى إلى ارتقاء عشرات الشهداء بينهم أطفال ونساء.

وأكمل النيرب: إن "تغول جيش الاحتلال في انتهاكاته ضد النساء والأطفال جرائم حرب، وصمت المؤسسات الدولية وعدم كبح الاحتلال جرائمه، يجعله أكثر تغولاً في دمائنا".

من جهته، قال مدير مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان في غزة علاء السكافي: إن ضحايا جيش الاحتلال في كل عدوان يشنه على غزة يكون العدد الأكبر منهم أطفال ونساء، كنتيجة حتمية لعدم اكتراث دولة الاحتلال للأعراف والقوانين الدولية والمبادئ الخاصة بالقانون الدولي الإنساني.

وعدَّ السكافي في تصريح لصحيفة "فلسطين"، استهداف جيش الاحتلال المدنيين إمعانا وتغولا في جرائمه بحق الشعب الفلسطيني.

وأضاف أن قادة الاحتلال السياسيين والأمنيين يصرون على أن العدد الأكبر من ضحايا العدوان يجب أن يكون من الأطفال الفلسطينيين والنساء، بدلالة تباهي هؤلاء بإنجازاتهم خلال كل عدوان وبعد انتهائه.

ورأى السكافي أن "صمت المجتمع الدولي ومؤسسات الأمم المتحدة المعنية بحالة حقوق الإنسان في فلسطين المحتلة، أمام عدوان الاحتلال الإسرائيلي دفع الأخير لمزيد من القصف والاستهداف".

ونبَّه إلى أن المؤسسات الحقوقية توثق جرائم الاحتلال وتعد ملفاتها لتقديمها إلى الأمم المتحدة، وهي تجمع البيانات والشواهد التي تدلل على ارتكاب جيش الاحتلال جرائم حرب نتيجة استهداف المدنيين الآمنين والأطفال.

"ويجب أن يرافق ذلك إرادة سياسية لدى المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية والضغط على المدعي العام بالمحكمة الجنائية لتحريك الدعاوى والشكاوى الفلسطينية ومخاطبة كيان الاحتلال والتحقيق في جرائمها ومحاسبتها" بحسب الحقوقي السكافي.