يتساءل الأرمل محمد أبو قايدة عن الذنب الذي ارتكبته زوجته المسنة نعامة (62 عامًا)، ليقتلها جيش الاحتلال الإسرائيلي في يوم زفاف نجلها أكرم البالغ (23 عامًا).
ويقول أبو قايدة من سكان عزبة بيت حانون، شمالي قطاع غزة: إننا لم نتوقع أن يستهدفنا جيش الاحتلال دون أن نشكل أي خطر، لقد كان الاستهداف مباشرا لمراسم الفرح.
وأضاف أن زوجته كانت في طريقها مع نجلها وعروسه بعد انتهائها من الكوافير، وأوصلوها إلى منزل العائلة، أمس.
وما إن أرادت مغادرة بيت العروس ومعها نجلها وأحفاد لها، سقطت قذيفة أطلقها جيش الاحتلال وأحالت كل شيء هناك إلى دماء ودخان وأشلاء.
وأصيب في جريمة استهداف مراسم زفاف عائلة أبو قايدة، 3 من الأطفال، واحدة منهم يبلغ عمرها (9 أعوام) قرر الأطباء بتر قدمها بفعل عمق الجروح التي أصابتها، وآخر يخضع للعلاج على أسرَّة العناية المكثفة بسبب إصابته الحرجة.
ويرفض أبو قايدة كما يقول لصحيفة "فلسطين"، أي مزاعم تتحدث عن أي نشاط عسكري في المكان المستهدف، إذ كانت العائلة تستعد لزفاف نجلها، الذي حُوِّل إلى مأتم وحزن وبكاء.
واستدرك: جريمة الاحتلال بحقنا في يوم زفاف ابننا لا يجب أن تمر مرور الكرام، لقد تحول حفل الزفاف إلى بيت عزاء.
وشدّد على ضرورة توثيق جريمة الاحتلال هذه، ونشرها على أوسع نطاق واستدعاء ردود فعل دولية على استهداف المدنيين الآمنين.
وانتشرت صورة الشهيدة أبو قايدة وهي ملفوفة بالكفن الأبيض في ثلاجات الموتى بالمستشفى الإندونيسي، شمالي القطاع، على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي، وأثارت تعاطف وتنديد رواد هذه المواقع من داخل فلسطين وخارجها.
ويتعمد جيش الاحتلال استهداف المدنيين في كل عدوان يشنه على غزة، ويوقع خسائر كبيرة بأعدادهم وممتلكاتهم من شقق سكنية ومؤسسات أيضًا.
وتستقبل عائلة أبو قايدة العزاء باستشهاد المسنة أبو قايدة في عزبة بيت حانون، وسط أجواء أمنية صعبة ما زالت تفرض نفسها على القطاع الساحلي.