فلسطين أون لاين

المقاومة ستنهي مسارهما السياسي

تقرير مراقبون: العدوان على غزة محاولة لـ"غانتس" و"لبيد" لكسب الانتخابات الإسرائيلية

...
قوات الاحتلال تقصف شقة سكنية وسط مدينة غزة تصوير/ رمضان الأغا
غزة/ أدهم الشريف:

عدَّ محللون سياسيون العدوان العسكري على غزة الذي أطلق عليه جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية "بزوغ الفجر"، ستشكل المسمار الأخير في النعش السياسي لكل من رئيس حكومة الاحتلال يائير لبيد، ووزير جيشه بيني غانتس.

واتفق المحللون في تصريحات صحفية تابعها مراسل صحيفة "فلسطين" على أن دوافع العدوان على غزة سياسية بحت، الهدف منها كسب الناخب الإسرائيلي لصالح قادة الاحتلال الحاليين.

ونفّذ جيش الاحتلال، أمس، سلسلة غارات على أهداف متفرقة في غزة أدت إلى استشهاد قائد المنطقة الشمالية في سرايا القدس الجناح العسكري للجهاد تيسير الجعبري، ومواطنين آخرين بينهم طفلة (5 أعوام).

ورأى المحلل السياسي على الأعور أن الناخب الإسرائيلي أصبح يرى في توجيه الضربات العسكرية للفلسطينيين يؤدي إلى إبقاء حالة الردع، ولذلك لا بد من استمرار الحرب في نظرهم.

وذكر الأعور أن الأيديولوجية العسكرية الآن موحدة لدى الناخب الإسرائيلي، وأن الهدوء لا يعطي اليمين المتطرف أصواتًا بقدر ما تعطيهم الحرب أصواتًا في "الكنيست"، وهذا ما يسعى قادة الاحتلال إلى تحقيقه.

ونبَّه إلى أن غانتس يريد تزعم المشهد في كيان الاحتلال، ومن هنا كانت الضربة المخادعة، متوقعًا أن ذلك سيجعل المنطقة في حالة غليان لا يعرف أحد مدى استمرارها وعقباتها على الاحتلال.

من جهته، قال المختص في الشأن الإسرائيلي عماد أبو عواد، إن الاحتلال عندما ذهب إلى العدوان العسكري انطلق بناء على أن ردًّا سيأتي من غزة بعد اعتقال القيادي البارز في الجهاد بسام السعدي، وقرر هو البدء اعتقادًا منه أن ذلك سيعطيه قوة ومساحة في الردع.

قواعد المعركة

لكنه في الوقت نفسه نبَّه إلى إدراك (إسرائيل) أن المقاومة هي من ستحدد قواعد المعركة خاصة بعد إعلان حركة حماس وجناحها العسكري بأن المقاومة وأذرعها العسكرية وفصائلها موحدة في المعركة، وستقول كلمتها بكل قوة.

وتابع: "ما يؤرق الاحتلال اندماج حركة حماس في المعركة، رغم أن القصف طال خلايا للجهاد لإزالة تهديد عيني وفق بيانات الجيش"، مشيرًا إلى حالة القلق والشلل الكبير في المستوطنات القريبة من غزة، وما يرافق ذلك من انتشار واسع لشرطة الاحتلال ومنع الدخول والخروج من عدة مستوطنات.

وبيّن أن انتخابات الكنيست والعدوان العسكري هي متلازمة بالنسبة لقادة الاحتلال، لكنها في الوقت نفسه تعد مجازفة كبيرة بالنسبة لهم، قد تؤدي إلى إنهاء مستقبلهم السياسي بفعل ردود المقاومة.

وأشار إلى أن الاحتلال يدرك جيدًا حجم رد المقاومة؛ وهي التي قصفت "تل أبيب" لأول مرة في تاريخها بعد اغتيال الرجل الثاني في كتائب القسام أحمد الجعبري، في نوفمبر/ تشرين الثاني 2012.

ولفت أبو عواد إلى حالة التذمر الدائمة لدى المستوطنين تحديدًا في المستوطنات المحيطة بغزة، مرجحًا أن العدوان سيكلف (إسرائيل) خسائر في الأرواح والاقتصاد.

من جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي وسام عفيفة، إن تصعيد الاحتلال بغزة يأتي بعد أيام من حالة توتر وحشود إسرائيلية قرب غزة، وذلك بعد تصعيد طويل في الحلبة السياسية الإسرائيلية.

وبيَّن عفيفة إلى أن المستوى السياسي والعسكري في كيان الاحتلال يحاول التصعيد ضد غزة استجابة لدعوات المستوطنين بضرورة استهداف القطاع، وتوجيه ضربة قاسية؛ في المقابل حتى اللحظة الأخيرة التي سبقت اغتيال الجعبري لم يكن هناك أي إشارات بأن تصعيد سينطلق من غزة.

وعدّ أن حجم الاستهداف والشخصية التي اغتالها الاحتلال باستهداف شقة في برج سكني مكتظ بالسكان، معطيات تشير إلى أن النية مبيتة لدى الاحتلال.

وتابع: الساعات المقبلة ستكون حاسمة وهناك موقف واضح من المقاومة بأن هذا العدوان لن يمر، مرجحًا أن المهمة ستكون صعبة على الوسطاء لاستعادة الهدوء.

تجاوز الخطوط

ورأى عفيفة أن الاحتلال تجاوز الخطوط الحمراء، وبذلك تصبح يد المقاومة طليقة في اختيار آلية الرد، فجريمة الاحتلال كبرى بسبب استشهاد مدنيين بينهم طفلة، وأن المقاومة ستحدد طريقة الرد بشكل تشاوري وجماعي بما يناسب البعد الأمني والعسكري حتى لا تتعرض هي لمخاطر أو خسائر كبيرة.

وكان الأمين العام لحركة الجهاد زياد النخالة، أعلن في تصريحات "أن لا مهادنة بعد هذا القصف ولا وساطات بعد اليوم والمقاومة ستكون موحدة، وذاهبون للقتال و(تل أبيب) ستكون هدفًا لصواريخنا"، وحمَّل الاحتلال مسؤولية عدوانه.

وفي 2021 خاضت المقاومة معركة سيف القدس ردًّا على انتهاكات الاحتلال في القدس المحتلة ومحاولاته لتهجير سكان حي الشيخ جراح، واستمرت المعركة حينها 11 يومًا، وغطت صواريخ المقاومة التي انطلقت من غزة فلسطين المحتلة، ورافقها هبة الكرامة في الداخل المحتل منذ سنة 1948.