أظهرت دراسة حديثة صادرة عن مجلة إدارة السياحة (Tourism Management) أن السفر يعد من العلاجات النفسية التي قد تكون مفيدة حتى للأشخاص الذين يعانون من الخرف.
وقال الباحثون إن العلاج بالسفر مفيد أيضًا للذين يعانون من مشاكل الصحة العقلية الأخرى، وذلك من خلال تأثيره في التفكير وتنمية الخبرات الحسية وتطوير التجارب النفسية الإيجابية.
وقالت الطبيبة النفسية تايش مالون، لمجلة "فري ويل مايند" المتخصصة في الصحة النفسية، إن الدراسة توضح أن إعادة هيكلة عقلك تحدث عندما تتغير المحفزات والبيئة والناس.
وأفادت أن التحفيز الحسي والمعرفي مهم للصحة العقلية، وأن السفر يعني بيئة جديدة وثقافة مختلفة، وأوصت الطبيبة بالتأكد من اختيار الأماكن التي تلبي الاحتياجات العامة لكل شخص.
وذكرت مالون أن المحفزات هي الحصول على الراحة النفسية والتعرض والارتباط بثقافة أخرى، قبل أن تزيد أنه "بغض النظر عن السبب وراء السفر، يجب أن يتبنى العقل أفضل ما تقدمه التجربة".
وأشارت الدراسة إلى أن السفر المتكرر يمكن أن يجعل الحياة أكثر سعادة.
وتقول عالمة الأعصاب والأخصائية الاجتماعية الإكلينيكية رنتا ويفر، لـ"فري ويل مايند"، إن السفر إلى بيئات جديدة يوفر تجربة اجتماعية وعاطفية تعزز هرمونات السعادة، وتؤدي إلى التعلم بطرائق تختلف عن الهيكل المعتاد لبيئتنا اليومية.
ولاحظت ويفر أن هناك بالفعل دليلًا على أن النشاط الإبداعي والتجارب تساعد في تحفيز الدماغ، ووقفت عند مدى أهمية الاسترخاء بعد العمل.
وتساءلت "كم منا يتطلع إلى عطلة نهاية الأسبوع؟ نحتاج جميعًا إلى طرق للهروب عقليًا وجسديًا، يبحث دماغنا دائمًا عن طريقة لمساعدتنا على استعادة الشعور بالتوازن".
وترى ويفر أن السفر لفترة قد يوفر هذا الهروب العقلي أو العاطفي، وأنه “يمكن أن يساعدنا أيضًا في تغيير منظورنا وتذكيرنا بأن مشاكلنا صغيرة مقارنة بضخامة العالم".
وأفادت المتخصصة في علم الأعصاب أنه "في غياب الأنشطة والتجارب المحفزة، يشعر دماغنا بالملل وينام"، فيما تطلق تجربة السفر الدوبامين والسيروتونين والأوكسيتوسين، التي تؤدي إلى شفاء أجسامنا وجعلها تعمل بشكل جيد.