فلسطين أون لاين

​لتدمير أسرتِك.. كن رجلًا "عسكريًا"

...
غزة - مريم الشوبكي

لكل إنسان شخصيته التي تميزه عن الآخر، ومن الأنماط الموجودة نمط الشخصية العسكرية "المستبدة" التي لا تعرف سوى إلقاء الأوامر وسماع أوامر الولاء والطاعة من عائلته وزوجته، وهذه الشخصية لا تمنح مجالا للنقاش أو حتى تقبل النقد.

للتحدث أكثر عن نمط الشخصية العسكرية، حاورت "فلسطين" الأخصائية النفسية إكرام السعايدة.

مستبدة

بينت السعايدة أن الرجال الذين يتسمون بالشخصية العسكرية سواء يعملون في السلك العسكري أم لاء، هم لا يقيمون حدا فاصلا بين حياتهم المهنية وحياتهم الشخصية.

وأوضحت أن الشخصية العسكرية تفرض سلطتها بالقوة وتوجيه الأوامر إلى الطرف الآخر كأنه تابع له، ونتائج هذا النمط يصنع حاجزا بينه وبين الآخرين، ويخلق جوا من النفور والمشاحنات والبغضاء، ويخسر محبة الطرق المحيط به، كما يؤدي إلى نشوب خلافات ومشاكل عائلية تؤدي إلى تدخل أطراف خارجية أو قد تصل للمحاكم في حال تأزمها، ممكن أن يُلحِق ضررا جسديا ونفسيا.

ولفتت السعايدة إلى أن الرجل المستبد أسلوبه له أثر سلبي على شخصية الأطفال حيث يفقدون الأمان والاستقرار العاطفي فالأم تصبح غير قادرة على إعطاء جرعات من الحنان والأمن النفسي.

وأشارت إلى أن الأطفال الذين يعانون من أب عسكري يصبحون ذوي شخصية مهزوزة وضعيفة وغير قادرين على تحمل المسئولية، والنبرة العالية والصراخ يجعلان الأطفال مرتبكين ومتوترين وتنتج عنهما مشاكل نفسية تنعكس على النطق لديهم ويصابون بالتأتأة.

وشددت السعايدة على أن أولى خطوات العلاج تستوجب ادراك الرجل بأن لديه مشكلة تستوجب العلاج، فإذا كان شخصية مرموقة من الصعب عليه تقبل العلاج، لذا فإن العلاج عملية متكاملة لا تقتصر على طرف واحد.

وذكرت أن وعي الانسان بذاته أنه واقع بمشكلة معينة، وليست بالعيب، كلنا نقع باعتلالات نفسية في حياتنا، تتوجب عليه، آليات الرعاية الذاتية بحيث يضع جانبا مشاكل الشغل، ويقوم بتمارين الاسترخاء للتكيف مع الضغوطات، ممارسة الرياضة التي تعمل على ضبط المشاعر والانفعالات.

ونصحت السعايدة الزوج بأن يبادر بالتوجه للحديث مع أخصائي نفسي أو شخص يتوسم فيه الثقة ليعطيه الحلول، بحيث يحيد لغة العمل عن حياته الأسرية.

وأشارت إلى أن الطرف الآخر والمتمثل بالزوجة يقع عليها هامش من المسئولية، لابد من البداية أن تعرف كيف تتعامل مع الزوج الذي يحب أن يسمع كلمة "نعم" "حاضر" لغة القبول والخضوع، وتجنب كلمة لا، لذا عليها عدم مجابهته، ومسايرته، وأن تستغل أوقات صفائه وهدوئه لكي تمهد له، وتختار لغة حوار متزنة وهادئة لحل الخلافات، ومن الممكن أن تستشهد بفيديو معين.

ونصحت الرجال بألا يكونوا كالإسفنجة يتشربون كل ما يتلقونه، يجب أن يكونوا موضوعيين ومتزنين وأن يحيدوا حياتهم العملية عن الشخصية.