أسفر استمرار إغلاق سلطات الاحتلال الإسرائيلي حاجزي “كرم أبو سالم” جنوب شرق قطاع غزة، وبيت حانون (إيرز) شمالًا، أمس لليوم الثاني على التوالي، في إحداث نقص في السلع الغذائية والمحروقات والمواد الإنشائية، إلى جانب إعاقة وصول العمال والتجار إلى أماكن أعمالهم ووجهاتهم التجارية.
وأوضح المدير العام للجمارك بوزارة المالية جمال الزياني، أن قطاع غزة بدأ يواجه نقصًا في السلع الضرورية، خاصة الغذائية والمحروقات بسبب الإغلاق، وقال إن “إطالة المدة ستعِّقد من أوضاع المواطنين في قطاع غزة المحاصر”.
وبين الزياني لصحيفة “فلسطين” أنه يصل إلى قطاع غزة عبر حاجز كرم أبو سالم يوميًّا 400 شاحنة محملة ببضائع غذائية وملابس ومحروقات ومواد إنشائية إلى جانب المساعدات، وهذا توقف منذ الإغلاق.
وحذر الزياني من أن نقص المحروقات سيكون له تداعيات على محطة توليد الكهرباء الوحيدة، وسائقي الأجرة، كما ستتأخر أعمال البناء والتشييد لعدم سماح الاحتلال بتوريد المواد الإنشائية على رأسها الإسمنت.
ولفت إلى أن السلع والمحروقات والمواد الإنشائية التي تدخل من معبر رفح التجاري، لا تغطي جميع احتياج قطاع غزة، لذلك لا بد من إعادة فتح حاجز كرم أبو سالم التجاري فورًا.
وأغلقت سلطات الاحتلال أول من أمس، كلًّا من حاجز كرم أبو سالم وحاجز بيت حانون “إيرز” فجأةً، بادعاء خشية تعرض المستوطنات المحاذية لقطاع غزة لصواريخ المقاومة، عقب اعتقال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي بسام السعدي من مخيم جنين بالضفة الغربية المحتلة.
وفي السياق قال المدير العام للتجارة والمعابر في وزارة الاقتصاد الوطني رامي أبو الريش: إن استمرار الإغلاق سيعطل عمل المصانع نتيجة عدم دخول المواد الخام لها وسيؤدي إلى شلل تام في الحركة التجارية.
وأشار في بيان له إلى أن 80% من استهلاك السكان والحركة التجارية يعتمد على حاجز كرم أبو سالم، مطالبًا بضرورة الضغط على الاحتلال لوقف ممارساته وفتح الحاجزين عاجلًا.
من جانبه قال المدير العام لغرفة تجارة وصناعة غزة ماهر الطباع، إن إغلاق سلطات الاحتلال المعابر لا شك قد أربك حركة التجار ورجال الأعمال الذي يرغبون في استئناف أنشطتهم التجارية في أسواق الضفة والخارج.
وبين الطباع لصحيفة “فلسطين” أن المستوردين هم الأكثر تضررًا، إذ إن مُكْث البضائع مدةً من الوقت دون الدخول إلى قطاع غزة، يكلفهم أثمانًا إضافية للشركات الإسرائيلية المؤجرة.
على حين عدَّ رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين سامي العمصي، إغلاق الاحتلال الإسرائيلي حاجز بيت حانون/ إيرز أمام العمال، ابتزازًا سياسيًّا، بهدف خلق حالة من الضغط المعيشي الداخلي على القطاع.
وقال العمصي لصحيفة “فلسطين”: “إن الاحتلال يستخدم العمال ورقةَ ضغط دون مراعاة الظروف الإنسانية الصعبة لشريحة العمال وعائلاتهم، وأي يوم تعطيل يخسر العمال مبلغ ثلاثة ملايين شيكل يوميًّا، ما يسبب ضررًا كبيرًا للاقتصاد في القطاع”.
ودعا مؤسسات حقوق الإنسان والوسطاء للضغط على الاحتلال لفصل قضية العمال عن القضايا السياسية الأخرى، وعدم التلاعب بمشاعرهم وظروفهم.
وندد العمصي بأسلوب العقاب الجماعي الذي يستخدمه الاحتلال عبر وزير جيش الاحتلال بيني غانتس، “فتارة يقوم بتجميد حصة العمال وتارة يغلق حاجز بيت حانون، إضافة للمنع الأمني وسحب التصاريح من العمال ومراقبتهم مراقبة شديدة وتعرضهم للذل في أثناء بحثهم عن لقمة العيش”.