ككل طلاب التوجيهي جلس الطالب حمدان واوي منتظرًا نتيجته على الهاتف المحمول برفقة أفراد عائلته، معتقدًا أن وزارة التربية والتعليم استجابت لمناشدات والدته صبيحة يوم اعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيلي عشية انعقاد امتحان مبحث التكنولوجيا، لتصل له رسالة بأنه غير مستكمل لرسوبه في ذلك المبحث.
يحاول "حامد" والد الطالب، وهو من قرية بيت سيرا برام الله بالضفة المحتلة، تجاوز الصدمة التي يعيشها ابنه والعائلة، كما يقول لصحيفة "فلسطين".
ويوضح أن الاحتلال منذ ثلاثة أشهر يشن حملة ضد ابنه حمدان لأجل حرمانه من نيل شهادة الثانوية العامة من خلال الاستدعاءات المتكررة، والاعتقالات.
ويذكر واوي الذي يعمل مدرسًا في وزارة التربية والتعليم منذ 26 عامًا، أن الاحتلال اعتقل حمدان برفقة شقيقيه، في حين اعتقل هو بعد عودته من السفر.
ففي فترة تقديم حمدان الامتحانات التجريبية اعتقل الأشقاء الثلاثة وحقق معهم في سجن المسكوبية لمدة أربعة عشر يومًا.
يقول واوي: "المشكلة أني لا أعرف سبب إقدام الاحتلال على ذلك، ففي ليلة امتحان التكنولوجيا وفي أثناء استكمال دراسته للمنهاج خطف الاحتلال حمدان وزج به في زنازين سجن عوفر. حاولت والدته إقناع ضابط المخابرات بتركه ليقدم آخر امتحان وتسليم نفسه بعد ذلك، ولكنه أخبرها أن الهدف من اعتقاله هو حرمانه من التوجيهي".
"لا تحلم إنك تعيش فرحة النجاح بالتوجيهي"، هكذا قال الضابط لحمدان وعائلته.
وبعد إعلان النتائج يعيش حمدان حالة نفسية صعبة بعد أن أفسد عليه الاحتلال فرحة النجاح في هذه المرحلة المصيرية، فهي فرحة العمر التي ينتظرها الجميع بترقب ليحصدوا نتائج اجتهاد 12 عامًا من الدراسة.
ويوضح والده أن ابنه نجح بتفوق في المباحث الدراسية كافة التي تقدم لها إلا أنه حصل على "صفر" في التكنولوجيا، "ليس فشلًا أو عدم اهتمام، بل بسبب اعتقاله من قبل الاحتلال ليلة تقديم الامتحان، والزج به في السجون فلم يستطع أن يتقدم للامتحان".
ويتابع حديثه مخاطبًا وزارة التربية والتعليم في منشور كتبه على شبكة "فيسبوك": "أهان عليكم أن تضعوا علامة صفر لطالب التوجيهي في مادة التكنولوجيا الاختيارية بعد أن خطفه الاحتلال ليلة الامتحان وزج به في زنازين سجن عوفر؟".
ويضيف: "أو هانت عليكم دموع والدته التي بكت ألما صبيحة هذا اليوم على تصرفاتكم بدلا من أن تدمع عيناها فرحًا لفلذة كبدها كبقية أمهات الوطن، وتطلق العنان لزغرودة تغيظ بها الاحتلال وضباطه وتفسد مخططاتهم التي لم تشفع عندهم صرخاتها لهم ليلة اعتقاله بأن يتركوه ولو لساعات ليتقدم لامتحان التكنولوجيا؟".
وأوضح أن قوات الاحتلال أفرجت عن حمدان بعد أربعة أيام من اعتقاله دون أن توجه إليه أي تهمة، وكان أمامه فرصة تقديم امتحان استثنائي في مادة التكنولوجيا، خاصة أن الاحتلال أفرج عنه في الوقت الذي كان لا يزال فيه تصحيح امتحان التكنولوجيا جاريًا، لكن وزارة التربية والتعليم لم تتواصل مع العائلة ولم تستجب للمناشدات، وفق حديثه.
ويضيف أن سلطات الاحتلال تحاول الانتقام من العائلة دون أي سبب يذكر، لإفساد الفرحة عليهم، فقبل إتمام عرس شقيق حمدان بأيام تم اعتقال شقيقه العريس، واليوم يعيد الكرة في ظروف أخرى.
ويعيش حمدان حالة من التوتر والارتباك خشية تكرار المشهد مرة ثانية حين إقدامه على تقديم الامتحان في الدورة الثانية، "ليحرمه من شهادة الثانوية العامة، مفسدًا عليه مخططاته التي رسمها منذ بداية العام الدراسي بالالتحاق بتخصص التجارة والمحاسبة، فلدى حمدان ميول إلى الدراسات التسويقية"، ليوجه والده رسالة للوزارة أن تراعي نفسية حمدان الذي يواجه "مستقبلًا غامضًا".