الفرح الذي أدخلته المتفوقتان فرح عبد الهادي وشهد أبو غليبة على قلوب أفراد عائلتيْهما هو الأول من نوعه؛ لكونهما "البكر" لذويهما، فقد أهدتا لقلوب أفراد عائلتيْهما فرحاً وبهجة جعلتاهما تتمنيان أنْ تعيدا طقوس الفرح ذاتها مع جميع أشقائهما من بعدهما.
في بيتها الواقع في مخيم النصيرات التقينا بالطالبة المتفوقة فرح محمد عبد الهادي الحاصلة على المركز الثاني على الوطن في الفرع الأدبي بمعدل 99.4%، التي عجّ منزلها بالمهنئين والوفود من مختلف الفصائل، بعد أن حازت ما كانت تتمناه منذ طفولتها بتسجيل اسمها في قائمة أوائل الوطن.
وتنصح عبد الهادي المقبلين على الثانوية العامة ألا يخافوا من هذا العام الدراسي، وأن يحافظوا على نفسيتهم لأنها الركيزة الأساسية في النجاح، "فلا تجبر نفسك على الدراسة حتى لو تعبت، يمكنك التوقف قليلاً".
وتضيف: "أنت طبيب نفسك، فلا تهمل أي مادة على حساب أخرى، ولا تعتمد على الدروس الخصوصية بل على شرح المدرسين بالمدرسة، وليكن صديقك كتابك المدرسي فلا تعتمد على أي ملخصات أو توقعات، بل ادرس كل ما في الكتاب".
وتشير إلى أن والدتها كانت رفيقتها وصديقتها طوال العام الدراسي، حتى أنها حفظت المنهاج عن ظهر قلب، فكانت دائماً تُسمِّع لها ما تحفظه، "فخورة بأنني لم أخيب ظنها وأدخلتُ الفرح على قلبها".
أما مديرة مدرستها "العروبة الثانوية للبنات" زكية الحافي فأبدت سعادتها لكون فرح لم تخيب توقعات مدرساتها بأنْ تكون من أوائل الوطن، مشيرةً إلى أن المدرسة مدرسات وإدارة أولت فرح اهتماماً كبيراً لتفوقها وانضباطها.
في حين عبر والدها "علي عبد الهادي" عن سعادته الغامرة بتفوق ابنته البكر "فرح"، قائلاً: "منذ صغرها وهي متميزة وكانت تضع نصب عينيها معدلاً مرتفعاً في الثانوية العامة وأخيراً تحقق حلمها".
وفي "القسطل" شرق دير البلح تشابهت أجواء الفرح في منزل موسى عيد أبو غليبة مع سابقتها، إذ حازت ابنتهم البكر "شهد" على المركز السابع على الوطن (99.3%) في الفرع الأدبي، بمعدلٍ فاق توقعاتها.
تقول: "كنتُ أتوقع معدلا مرتفعا لا يتجاوز الـ98% لكن ما حصلتُ عليه من معدل فاجأني، خاصة أنني واجهتُ بعض الصعوبة في حل بعض أسئلة الامتحانات، فلم أطمئن أنه يمكنني أن أحوز العلامات الكاملة".
منهجية مثمرة
وتشير إلى أنها لم تنهك نفسها خلال العام الدراسي، وقد ساعدها على التفوق أسلوب مدرسات "خولة بنت الأزور" في التعامل مع "الثانوية العامة" كأي سنة دراسية عادية.
تقول: "كنا نخضع لاختبارات شهرية وأخرى قصيرة أولاً بأول، فندرك فوراً مواطن الضعف لدينا ونعالجها، وما زاد من إقبالنا على الدراسة أن المعلمات كنّ يُكرمن المتفوقات في كل اختبار، ويشجعن كل مَنْ أخفقت".
وتلفت إلى أن "منهجية" مدرستها في التعامل مع "التوجيهي" حالت دون تراكم الدروس على الطالبات، وأبقتهن على تماس مباشر بالمنهاج دائما.
هذه المتابعة المستمرة جعلت "شهد" قادرة على تقديم الاختبارات بشكل يسير، إذ إنها رغم تعرضها لوعكة صحية قبيل امتحان التاريخ لم تقم سوى بمراجعة سريعة للمنهاج فوجدت أنها تحفظه جيداً.
وتشير "شهد" إلى أوقات ما بعد الظهيرة ووقت الفجر بصفتها أفضل الأوقات للدراسة، "خاصة وقت الفجر، فأي معلومات كنت أدرسها في تلك الأوقات أجدها راسخة في ذهني في أثناء المراجعة".
لم تتابع "شهد" المؤتمر الصحفي لإعلان أوائل الوطن، لكن اتصال ابن عمها فاجأ ذويها يخبرهم فيه أن اسمها ذُكر من بين الأوائل.
تقول: "لم نصدق الخبر في البداية، استغرقنا ثلث ساعة كي نستوعب الأمر. فخورة بأنني حققتُ التفوق مدفوعة برغبتي في إدخال السعادة على قلبي والديّ".
وترى "شهد" أن التفوق في التوجيهي لا يحتاج لقدرات عقلية خارقة بل لإعداد قائم على المتابعة والاجتهاد وعدم إهمال مادة على حساب الأخرى، وعدم تعريض النفس للضغط العصبي وجعل الترفيه جزءًا أساسيًا من يوم الطالب.
والدا "شهد" وفرا لها الدعم النفسي والمعنوي، فوالدتها منى تبين أن شهد متفوقة منذ بداية مسيرتها الدراسية، وهذا جعلها ووالدها يوفران لها كل أنواع الدعم، كي تحصل على المعدل الذي تتمناه، "فالحمد لله حققت ما تمنيناه وزيادة، فكانت فرحة لا توصف بتاتاً خاصة أنها ابنتي البكر".