نصائح لطلبة الثانوية العامة عند اختيار التخصص الجامعي
وجه مدير عام هيئة الاعتماد والجودة في وزارة التربية والتعليم د. علي أبو سعدة، عدة نصائح لطلبة "التوجيهي" عند اختيار تخصصاتهم الجامعية.
وقال أبو سعدة، إن تخصصك الجامعي هو مهنتك في المستقبل، وليس مجرد سنوات دراسة وشهادة جامعية، اهتم جيداً بتحديد التخصص والجامعة التي ستدرس فيها، فهما سيشكلان مسار حياتك المستقبلية، اسأل من حولك من أهل الخبرة والثقة، ولا تكتفي بالسؤال من أهل الثقة فقط، ربما ينصحك أحدهم بحسن نية عن تخصص معين كان مناسباً له في فترة سابقة، ولكنه اليوم بعيد كل البعد عن سوق العمل.
وأضـاف، أنه عند اختيار تخصصك الجامعي تعامل مع معادلة تسمى (رفق)، وهي مشتقة من الكلمات رغبة، فُرصة، قُدرة.
(رغبة)
اختر التخصص الذي تحبه بشغف، لأن هذا سيكون محفزاً كبيراً للإبداع في تخصصك وأن تحصل على أعلى الدرجات.
اقرأ كثيراً حول التخصص الذي ستختاره لأنه سيكون مهنتك طوال عمرك، ابحث في اليوتيوب واسأل أهل الاختصاص قبل اتخاذ القرار. لأن ماضي من قبلك قد يكون مستقبلك، لذا استشر واستخر.
أكتب ثلاث خيارات للتخصص مرتبة حسب الأولوية بالنسبة لرغبتك.
(قُدرة)
اعلم عزيزي أن كل مخلوق مُيسّر لما خُلق له، وأن ما يناسب غيرك قد لا يناسبك حتى وإن أحببته، لذا عليك أن تعرف إمكانياتك وقدراتك بشكل واضح. مثلاً قد أكون أحب مجال الفنون بشكل كبير، ولكني لا أمتلك المهارة الفطرية الفنية، وقد أحب مجال القانون والشريعة ولكن قدرتي على الحفظ ليست عالية.
بمعنى، تعرف على إمكانياتك وقدراتك وتعرف على متطلبات التخصص بشكل جيد، وكلما توافقت قدراتك مع متطلبات التخصص كلما كنت أقدر على التكيف والتفوق.
(فُرصة)
ربما هي الأهم، أدرس جيداً فرص العمل المستقبلية في التخصص، وقد يكون لظروفنا في غزة خصوصية بسبب قلة الوظائف، فإذا اخترت تخصص يعتمد على الرغبة والقدرة ولكن فرص العمل شبه منعدمة حاول الابتعاد عنه، واختر تخصصاً قريب من رغباتك وقدراتك تكون فرص العمل فيه أفضل، لأنك وحدك ستتحمل نتيجة اختيار تخصصك.
وهنا أنصح التوجه للتخصصات التي لا تعتمد على وظيفة رسمية تقليدية، وتكون فيها فرص العمل عن بُعد مثل تخصصات الحاسوب وغيرها. الهند يوجد بها الآن أكثر من (15 مليون شخص) يعملون عن بُعد بمتوسط دخل (19 دولار) في الساعة، ويوجد حالياً في غزة المئات من حالات النجاح في هذا المجال.
ابتعد بقدر الإمكان عن التخصصات التقليدية والتي أصبح عدد الخريجين فيها بعشرات الآلاف وفرصها في التوظيف أو حتى في العمل الخاص محدودة جداً ومجال المنافسة فيها عالٍ. تأمل من حولك لبعض التخصصات البراقة وستجد آلاف الخريجين لا يجدون عملاً بتخصصهم ويعملون بمهن أخرى إن وجدوها.
التخصصات المهنية أيضاً مجالها رائع، وخصوصاً التخصصات التي تستطيع العمل بها بشكل مستقل ويكون لك مشروعك الخاص. ولا تستمع لكلام الناس بأن هذا التخصص مستواه أقل أو أكثر وادرس ما تراه يحقق طموحك وأحلامك واستفد من تجارب من سبقك.
اهتم جيداً بالتأكد من الاعتراف الرسمي من وزارة التربية والتعليم العالي بالتخصص المطلوب والاعتراف بالجامعة في فلسطين وخارجها.
من أسأل حول اختيار تخصصي؟ اسأل من ما مارس المهنة، اسأل من يُدرس التخصص في الجامعات، اسأل من له علاقة بسوق الوظائف في هذا التخصص.
عند اختيارك لأي تخصص غالباً ستنجح فيه وتحصل على الشهادة ويحتفل بك الأهل أنك أصبحت خريج، ولكن كُن على ثقة أن جهات التوظيف والعمل توظف دائماً الأفضل والأقدر في امكانياته ومهاراته، فلا مجال اليوم أن تكون على معرفة بسيطة بتخصصك أو نجاح بمعدل متواضع، احرص على أن تكون خريجاً متميزاً مبدعاً ممتلكاً للمهارة الكافية وليس فقط خريج.
واعلم أنه من عمل بلا رغبة فلن يستمر، ومن عمل بلا قُدرة فلن يُبدع، ومن فقدهما (الرغبة والقدرة) فلن يُنتج، ومن امتلكهم سيصل للنجاح المُبهر.