سادت مظاهر الفرحة منزلَ الطالبة المتفوقة في الثانوية العامة مروة عيسى في محافظة رفح جنوب قطاع غزة.
ومنح معدل 99.7% الطالبة مروة ترتيب "الأولى مكرر" على مستوى الضفة الغربية وقطاع غزة في الفرع العلمي.
الطالبة مروة توقعت الحصول على معدل 98% الذي أخبرت عائلتها به، بعدما انتهت من تقديم الاختبارات وتقييم إجاباتها.
المعدل الذي حصلت عليه كان "صدمة"، فهي لم تأخذ في الحسبان أنها ستكون الأولى على الضفة والقطاع، ولا سيما أنها واجهت أسئلة صعبة في عدد من الاختبارات.
وأصبح منزلها في حي الجنينة شرق رفح، مزارا للوفود والمهنئين من الجيران والأصدقاء والأحباب والفصائل والمؤسسات، إلى جانب الصحفيين.
وعلت أصوات الزغاريد داخل المنزل والألعاب النارية خارجه، في حين اضطرت العائلة لاستقبال المهنئين بجوار المنزل.
مروة قالت في حديثها لصحيفة "فلسطين": "فرحتي لا يمكن وصفها بالكلمات، ولا سيما أنها جاءت بعد سنة دراسية صعبة".
ولم تحدد مروة التخصص الذي ستخوض غماره، لكنها أعربت عن أمنياتها بالتميز دوما في أي تخصص تدرسه وأن يكون لها اسم وبصمة.
وأهدت تفوقها لأهلها ولكل من وقف إلى جانبها وخصوصا معلماتها، قائلة: "كما أهدي نجاحي إلى الوطن فلسطين والقدس والأسرى وإلى أرواح الشهداء وكل من ضحى وناضل من أجل الوطن".
وأوضحت أن دراسة الثانوية العامة لا تحتاج للبدء بطاقة ومجهود كبيرين، قائلة: "يكفي أن يتابع الطالب دروسه أولًا بأول، وألّا يسمح بتراكم المنهاج عليه، وأن يسيطر على الخوف والتوتر".
أما والدتها شفا عيسى فحمدت الله تعالى أن منَّ على ابنتها مروة بالتفوق، مشيرة إلى أنها كانت متفوقة منذ بدايتها في المسيرة التعليمية في الصف الأول الابتدائي".
وأشارت في حديثها لصحيفة "فلسطين" إلى أن ابنتها طالبة مثابرة ومجتهدة وكانت تحرص على تنظيم وقتها وتنجز واجباتها أولًا بأول، قائلة: "وفرنا لها كل الظروف الملائمة للدراسة".
وتابعت: "من أسرار تفوقها أنها كانت تلتزم مواعيد جدولها، بين دراسة وترويح عن النفس ونوم وراحة"، معربة عن سعادتها الغامرة والكبيرة بتفوقها، موضحة في الوقت ذاته أن حصولها على الترتيب الأول هو فضل ومنَّة من المولى عز وجل.
أما والدها فقد استقبل الخبر بفرحة عارمة، باتصال من رئيس متابعة العمل الحكومي بغزة عصام الدعليس، وكان أول من بشر العائلة بالنتيجة.
وقال في حديثه لصحيفة فلسطين: "مروة بذلت جهدا جبارا، واجتهدت وحصدت ثمرة اجتهادها"، مشيرا إلى أنه وعائلته وفروا كل السبل والإمكانات المتاحة من أجل تهيئة مناخ مناسب للدراسة، إلى جانب الدعم النفسي.
وتابع: "نهدي هذا التفوق الباهر إلى فلسطين كل فلسطين، وإلى قدسنا وأقصانا وأسرانا وأرواح شهدائنا".