كانت الدموع هي السبيل الوحيد لإخلاص حكمت عاشور للتعبير عن فرحتها بحصولها على معدل 99.3%، السادسة على مستوى الوطن في الفرع الأدبي، والثانية على مستوع قطاع غزة.
وقالت الطالبة عاشور لصحيفة "فلسطين": "الحمد لله، ربنا لم يخيب أملي. كنت أنتظر انتهاء المؤتمر لأعرف نتيجتي، حتى أنني قلت لوالدتي: لمَ نتابع المؤتمر؟ يفترض أن يتوفر البحث عن النتيجة منذ لحظة بدء المؤتمر بدلًا من التوتر والقلق، واستمرت والدتي في السماع حتى نطق اسمي، واعتقدت أنه تشابه أسماء، لكنه لا مجال للخطأ، فاسم والدي مميز، وبعد ثوانٍ استوعبت الأمر، لأعبر عن فرحتي بالدموع والأحضان".
وأوضحت أن العام الدراسي كان صعبًا، لكنها وضعت نصب عينيها منذ بداية العام أعلى هدف بأن تكون من أوائل الوطن، ليكون دافعًا للدراسة ولمواصلة الطريق، مضيفة: "وبعد صعوبة الامتحانات التي قدمتها فقدت الأمل في كل شيء".
وتابعت عاشور حديثها: "الظروف التي مررنا بها بسبب كورونا والتعليم الإلكتروني زرعت الخوف بداخلي، حيث إننا منذ عامين لم نقدم امتحانات نهائية، وشعرت أني انتقلت من الصف العاشر إلى التوجيهي مباشرة، كما أن العام الدراسي كان طويلًا ومرهقًا".
ولكنها تؤمن أن الإنسان هو من يشكل الظروف ويصنعها، فبالرغم من الدور الكبير الذي تبذله المدرسة فإنه لا يطغى على دور الطالب في اجتهاده وتنظيم وقته، لذلك لا بد من المراجعة اليومية، والابتعاد عن الضغوط وكل ما يشتت الجهد، وخاصة الجانب النفسي، والخوف الذي يؤثر في الجهود المبذولة.
وستتبع عاشور شغفها في الدراسة الجامعية بدراسة تخصص أدب إنجليزي: "أحب هذه اللغة، وأتمنى الحصول على منحة خارجية للدراسة، رغم أن العالم يتوجه نحو الوسائط المتعددة وغيرها فإنها تعتقد أنه يمكن تحصيل وتغطية تلك المجالات عبر الالتحاق بدورات من أجل نقل الظلم الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني على يد الاحتلال وممارساته العدوانية التي لا تنتهي".
وحاولت والدتها وصف شعورها بهذه الفرحة الكبيرة، فسعادتها لا توصف، قالت: "لم أكن أتوقع أن تكون من أوائل الوطن، كانت بعد عودتها من الامتحان تخبرني بصعوبته فأخاف، ولم أحاول يومًا مراجعتها، ولكن قبل النتائج جلست معها وأخبرتني أنها تتوقع أعلى من 90".
ولكن جاءت نتيجتها لتنسف كل التوقعات، وتدخل قلبهم دون استئذان، خاصة أنها بكر والديها، فأول مرة يخوضان تلك التجربة، ورغم أنها متفوقة في كل مراحلها الدراسية فإن معدلها هذا العام لم يكن متوقعًا.
وأشارت والدتها إلى أنها كانت تعتمد على إخلاص في الكثير من أمور البيت لكونها أما عاملة، ولكنها عملت على تفريغها وتهيئة الأجواء الدراسية لها خلال هذا العام.
وترى أن نتيجتها ومعدلها العالي جاءا كبلسم ينسيهم كل التعب والوجع، متمنية أن تدخل تلك الفرحة قلب كل أم وأب، فهي لا تضاهيها أي فرحة أخرى.
الشعور ذاته كان لدى والد إخلاص الذي بدت على ملامحه السعادة والفرح، "شعور لا يوصف، فإخلاص رفعت رأسنا بمعدلها، وأتمنى لها مستقبلا باهرا في حياتها القادمة".