فلسطين أون لاين

الأولى على قطاع غزة في الفرع الشرعي

تقرير أسماء تركت العلمي وأرضت مزاجها وتجنبت الضغط العصبي للمذاكرة

...
أسماء دياب - تصوير محمود أبو حصيرة
غزة/ هدى الدلو:

قبل موعد انطلاق المؤتمر الصحفي لوزارة التربية والتعليم لإعلان أسماء الأوائل على مستوى الوطن اجتمع جميع أفراد العائلة منتظرين نتيجة شقيقتهم أسماء دياب، لم يستطع أحد أن يسألها في اللحظة الأخيرة عن توقعاتها، فالتوتر سيطر على الأجواء، حتى علا صوت رنين هاتف والدتها.

تقول الأم: "تسارعت دقات قلبي مع رنين رقم غير مسجل لديّ، كان المتصل رئيس متابعة العمل الحكومي عصام الدعاليس الذي هنأني بحصول ابنتي على المرتبة الأولى على الفرع الشرعي في قطاع غزة، لتعلو أصوات الفرح في المكان".

تستهل أسماء حديثها لصحيفة "فلسطين" بحمد الله على تفوقها في هذه المرحلة التي وصفتها بـ"الصعبة"، معبرة على فرحتها الكبيرة بالنتيجة التي استطاعت حصادها من بين كل الأوضاع الصعبة التي مرت بها عائلتها.

تقول أسماء: "النتيجة التي حصلت عليها لم أكن أتوقعها، خاصة بسبب الظروف التي تمر بها العائلة، فمنذ بداية العام الدراسي علمنا بمرض والدي الذي سافر برفقة والدتي لغرض العلاج، ما تسبب لي بتوتر نفسي وإرباك في حياتي".

وتضيف: "في المراحل الدراسية الفائتة حققت تفوقا، إلا أنني لم أتوقع الحصول على هذا المعدل".

وتمضي إلى القول: "مع بداية العام الدراسي حولت من الفرع العلمي إلى الفرع الشرعي، القرار لم يكن سهلًا، إلا أنني ليست لدي القدرة والمزاج للجلوس على المكتب لساعات لأجل الدراسة".

وترى أن المناهج الدراسية صعبة وطويلة وتحتاج إلى جهد كبير، إلا أنها خلال العام لم تعتمد على نظام محدد في الدراسة كوضع جداول دراسية أو تحديد ساعات للمذاكرة، بل عملت على إرضاء مزاجها في المشاركة في مختلف المناسبات الاجتماعية وتجنب الضغط العصبي الناتج عن المذاكرة، لتسمع ممن حولها "أنتِ ناوية تحملي كم مادة؟" فترد عليهم بابتسامة عريضة على وجهها لكونها تعرف من هي أسماء.

ومع اقتراب موعد الامتحانات عقدت النية للجهد والاجتهاد سعيًا لإدخال الفرحة على قلب والديها.

وعن علاقاتها بزميلاتها تقول: "لم أكذب يومًا على زميلاتي في المدرسة عند سؤالهم عن دراستي كما هو متعارف بين الطلبة الأوائل، وترى ذلك أحد أسباب تفوقها"، لكن أسماء تقول إنها سعت إلى وضع حدود لتلك التساؤلات لكونها ابنة معلمتهم، "فكنت تحت الملاحظة دومًا".

تتحدث والدتها التي أضاءت الفرحة وجهها: "كنت معلمةً لابنتي في المدرسة بالفرع الشرعي، ورغم أنها متفوقة فإنها كانت تسعى دائمًا أن تكتب في الامتحان الإجابة النموذجية كما وردت في الكتاب الوزاري".

وتذكر أن الجميل في شخصية ابنتها أسماء حبها الخير لزميلاتها والدعاء لهم بالتوفيق، مضيفة: "كنت أتمنى أن أعيش شعور أن تكون ابنتي الأولى على الوطن، بالفعل المشاعر لا توصف ويعجز اللسان عن التعبير عنها".

وقبل أسبوع من صدور النتيجة عمدت والدتها إلى إعداد بعض الترتيبات استعدادًا لاستقبال النتيجة بدهان البيت، وشراء الزينة، وفي الليلة التي سبقت النتيجة سهروا حتى الساعة 12 ليلًا لأجل تعليقها.

وتريد دياب الالتحاق بتخصص الاقتصاد والعلوم السياسية لتتمكن من الدفاع عن قضيتها الفلسطينية.

وتهدي أسماء تفوقها لنفسها ووالديها وكل أفراد العائلة الذين ساندوها طوال الظروف الصعبة التي مرت بها، ولجميع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، ولكل من يهتم بالقضية الفلسطينية.