لم تتمالك يُمنى أحمد العصار من مخيم النصيرات وسط قطاع غزة نفسها وهي تتلقى اتصالاً يُفيد بأن اسمها قد ذُكر عبر المؤتمر الصحفي لوزارة التربية والتعليم، حاصلة على المرتبة الثانية على مستوى الوطن "مكرر" في الفرع الأدبي، لتختتم سنة دراسية عدَّتها الأجمل في مسيرتها التعليمية بمرتبة شرف فاقت توقعاتها.
ففي منزل عائلة العصار كانت أجواء الفرح غامرة بنجاح "آخر العنقود" التي حققت تفوقاً فاق توقعات ذويها، فعلى الرغم من أنها كانت من المتفوقات طوال حياتها الدراسية فإن العائلة لم تحلم يوماً بأن تكون ابنتها من أوائل الوطن.
تقول يُمنى: "أبليت بلاء حسناً في اختبارات الثانوية العامة، إلا أنني تفاديت تأميل أهلي كثيراً، فلم أفصح لهم عن المعدل الذي أتوقعه تحديداً. اكتفيت بطمأنتهم بأنني سأحرز معدلاً فوق التسعين. توقعتُ أنْ أحوز 99% لكن لم أحلم يوماً بأن أكون من أوائل الوطن أو أخطط لذلك".
ولذلك فإن العام الدراسي مرّ بسلاسة على "يُمنى"، فكان عاماً جميلاً، تعَلمَت فيه تحمل المسؤولية، فلم تكن تدرس أكثر من ست ساعات يومياً، وكانت تعتمد على المتابعة أولاً بأول، ولم تكثف جهدها سوى في نهاية العام، لذا تنصح طلبة "التوجيهي" بالابتعاد عن الضغوط النفسية والتخلص من الرهبة بما يمكنهم من تحقيق المعدل الذي يريدونه.
وتفاجأ ذوو يُمنى بنتيجتها كثيراً، فهم لم يناموا الليل وهم يترقبون نتيجتها، ولم تغفُ عيناها وهي تنتظر الساعة التاسعة، لتعم حالة من الفرح العارم بيت العائلة، احتفاءً بـ"مسك الختام" التي أدخلت على قلوبهم فرحة لنْ تُنسى.
والدتها أحلام العصار بينت أنه بالرغم من أن يُمنى متفوقة منذ صغرها لكنهم لم يكونوا يتوقعون هذا المعدل، "كنا نريد معدلاً مرتفعاً فقط، فلم نضغط عليها أبداً، وكنتُ أوليها الثقة بأنها على قدر المسؤولية، وتعرف مصلحتها، ومتى تدرس، وكيف تدرس".
وتضيف: "جاءنا اتصال من أحد مدرسيها يخبرنا بأنها قد حازت على المرتبة الثانية على الوطن وفق مؤتمر وزارة التربية والتعليم، لم نصدق في البداية واعتقدنا أنه يمزح، تبعه اتصال آخر من مديرة مدرستها "ممدوح صيدم الثانوية" تؤكد كلام المدرس، وشيئاً فشيئاً استوعبنا الأمر، وعمّت البهجة المنزل".
الشعور ذاته كان لدى والد "يُمنى" أحمد العصار الذي بدت معالم الفرح البالغ على وجهه، يقول: "شعور بالفرح لا يمكن وصفه حالياً، تفاجأنا كثيراً بالمعدل المرتفع الذي حصلت عليه يُمنى".
ويبين أنه طوال العام الدراسي لم يضغط على يُمنى بتاتاً فهو يعرف أنها دائماً مرتّبة في أمور حياتها وتدرك ماذا تريد، مشيراً إلى أنه سيسمح لها بدراسة التخصص الذي تريده في الجامعة ولن يمارس عليها أي ضغط، "فهي تميل غالباً لدراسة اللغة الإنجليزية التي تحبها كثيراً".