فلسطين أون لاين

تقرير تحذيرات من تداعيات سيطرة المستوطنين على منزل أثري قرب "الإبراهيمي"

...
صورة أرشيفية
الخليل-غزة/ أدهم الشريف:

شكَّل استيلاء مستوطنين، الخميس الماضي، على منزل فلسطيني في البلدة القديمة بمدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة، شكلاً جديدًا من أشكال التهويد، بحماية جنود جيش الاحتلال المنتشرين والمدججين بالأسلحة في محيط المسجد الإبراهيمي.

ويصف مختصون سيطرة المستوطنين على المنزل الأثري بـ"الخطير"، محذرين من تداعياتها الخطيرة على الأملاك الفلسطينية التي تتعرض لمخطط تهويدي ينفذه الاحتلال منذ سنوات طويلة.

وحسب ما أعلن رئيس لجنة إعمار الخليل التابعة لبلدية الخليل عماد حمدان، فإن المستوطنين استولوا على منزل لآل جريوي يقع جنوب المسجد الإبراهيمي.

وشدَّد على أن هذه الخطوة "خطيرة"، ومن شأنها إحكام السيطرة على البلدة القديمة في الخليل، وقال إن مؤسسات الاحتلال الاستيطانية تعمل بكل طاقتها للاستيلاء على المنازل والمنشآت الفلسطينية بهدف السيطرة على البلدة القديمة.

وأضاف حمدان أن "هذا المنزل تحول إلى بؤرة استيطانية جديدة في منطقة كانت تخلو من المستوطنين".

وأكد أن سلطات الاحتلال تُحكم الخناق على السكان في مدينة الخليل، التي قسمت بحسب اتفاقية بين منظمة التحرير والاحتلال الإسرائيلي في 17 يناير/ كانون الثاني 1997، إلى منطقتي "H1"، "H2"، ولقد أعطت الاتفاقية (إسرائيل) السيطرة الكاملة على البلدة القديمة وأطرافها.

ويسكن في البلدة القديمة بالخليل قرابة 400 مستوطن، يحرسهم نحو 1500 جندي إسرائيلي، وفق تقارير محلية.

وقال المدير السابق للحرم الإبراهيمي الشريف حفظي أبو سنينة: إن الاحتلال يجثم على قلب مدينة الخليل، وتحديدًا شارع الشهداء، وباحات الحرم الإبراهيمي الشريف، وأصبحت البلدة القديمة كلها تخضع للسيطرة الإسرائيلية الكاملة.

وأكد أبو سنينة في تصريح لصحيفة "فلسطين"، أن سلطات الاحتلال لا تسمح لأحد بالدخول إلى الحرم الإبراهيمي إلا بقرار من جيش الاحتلال من خلال بوابات إلكترونية تؤدي إليه وللبلدة القديمة من مدينة الخليل، وليس بإمكان المصلين الوصول إلى بيوتهم إلا عبر هذه البوابات، التي يمكث عندها جنود الاحتلال على مدار الساعة.

وتابع: تطالعنا قوات الاحتلال باعتداءات متكررة على الحرم الإبراهيمي، وعلى شارع الشهداء والبلدة القديمة، وآخر هذه الاعتداءات استيلاء المستوطنين على منزل لعائلة جريوي، وهو يقع في قلب حارة أبو سنينة بالبلدة القديمة.

وأشار إلى أن مستوطنين استخدموا سلالم حديدية، ودخلوا إلى البيت عنوة واستولوا عليه، وما زالوا جاثمين فيه بلغة القوة والعربدة دون مبالاة لأحد، وهذا يدل على مساعي الاحتلال لتهويد المنطقة بالكامل، وإيجاد بؤر استيطانية ونقاط احتلالية جديدة لجيش الاحتلال والمستوطنين.

وأكد أبو سنينة استمرار محاولات الاحتلال لفرض لغة القوة والهيمنة والسيطرة على الممتلكات الفلسطينية وخاصة القديمة والأثرية منها، والتي تعود لآلاف السنين، كما حصل مع منزل آل جريوي.

واستدرك: "عمليات التهويد الإسرائيلي مستمرة، ويريد الاحتلال منها الوصول إلى مرحلة تهجير جميع المواطنين الفلسطينيين من الأماكن التي يريد السيطرة عليها، وما زال هذا المسلسل مستمرا لفرض السيطرة على أماكن حساسة جدًا في محيط المسجد الإبراهيمي وفق مخطط ممنهج تنفذه حكومة الاحتلال".

خداع إسرائيلي

وقال المستشار في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان محمد إلياس: إنه بالنظر إلى المحاولات السابقة استغل الاحتلال خلالها ضعف بعض أفراد العوائل الفلسطينية المالكة، سواء بالخداع أو الإغراء مقابل الحصول على توقيع للتنازل عن العقار المملوك لصالح المستوطنين.

وأضاف الياس في تصريح لـ"فلسطين"، أن الاحتلال الإسرائيلي يعمل بكل ما يملك من إمكانيات مادية ووسائل خبيثة للخداع والغش والتزوير للاستيلاء على أي عقار فلسطيني في مدينة الخليل وخاصة قرب المسجد الإبراهيمي، وغيره من المقدسات في الأراضي المحتلة.