فلسطين أون لاين

توأم القدس "عليان": تفوُّقنا في الثانوية العامة رسالة تحدٍّ للاحتلال

...
القدس المحتلة-غزة/ جمال غيث:

لم يذُق التوأم "سيف الدين ومحمد" عليان من مدينة القدس المحتلة، طعمًا للنوم ليلة أمس، وهما في حالة انتظار إعلان نتائج الثانوية العامة.

وما إن أشرقت شمس اليوم، حتى جلس التوأم عليان أمام شاشة التلفاز بانتظار المؤتمر الصحفي لوزارة التربية والتعليم لإعلان نتائج الثانوية العام، وكلما اقتربت عقارب الساعة من التاسعة يزداد خفقان قلبهما وترتعش أيديهما.

وبمجرد أن بدأ المؤتمر، وأُعلن اسم "سيف الدين" وحصوله على المرتبة الأولى على مستوى القدس للفرع العلمي، والخامس مكرر على فلسطين، بمعدل 99.6%، وشقيقه التوأم محمد، على 98.9%، في الفرع ذاته، سجدا شكرًا لله عز وجل، ودموع الفرح تنساب من عينيهما.

إلغاء التراخيص

وقال سيف الدين، الذي يقطن في بلدة العيسوية شمال شرقي مدينة القدس، إنه توقع وشقيقه "محمد" أن يكونا من أوائل الطلبة، فطوال العام وهما يدرسان ويراجعان دروسهما إلى أن تكللت جهودهما بفضل الله عزّ وجل بالنجاح.

وأضاف سيف الدين لصحيفة "فلسطين"، أنّ وجود توأم له ساعده على التفوق في الدراسة، لافتًا إلى أنه كان يشارك شقيقه ويسألان بعضهما طوال الوقت للتعرف إلى الأسئلة الصعبة والسهلة وإجاباتهما النموذجية.

وبيّن أنّ ساعات الدراسة في اليوم الواحد كانت لا تقل عن أربع ساعات، ويتم خلالها مراجعة الدروس السابقة والجديدة، ومحاولة وضع أسئلة جديدة والإجابة عنها وهو ما مكنهم من التفوق.

ونصح سيف الدين، طلبة الثانوية العامة بتنظيم أوقات الدراسة وتحديد الأهداف واعتبار المدرس المصدر الأول للمعلومات، وعدم إضاعة الوقت.

وعدَّ أنّ إقدام الاحتلال على إلغاء تراخيص ست مدارس في القدس، الخميس الماضي، بذريعة تدريس مضامين تحريضية في الكتب الدراسية، هي ذريعة لإغلاقها.

وأشار سيف الدين، وهو من مدرسة الإيمان، التي سحب الاحتلال ترخيصها، إلى أنّ نجاحه وحصول ثلاثة طلبة على معدلات مرتفعة على مستوى القدس وفلسطين رسالة تحدٍّ للاحتلال وبأنّ مدارس القدس ستبقى صامدة مهما نكّل بها.

مدارس القدس

وإلى جوار "سيف الدين"، جلس توأمه "محمد" قائلًا لصحيفة "فلسطين": إنّ فرحته لا توصف خاصة أنهم من القدس، إذ أثبتوا قدرتهم على تسجيل أعلى الدرجات مع ما يتعرضون له من مضايقات على أيدي الاحتلال.

وبيّن أنه وشقيقه عاشا حالة من التوتر والضغط النفسي قبل إعلان نتائج الثانوية العامة وفترة الامتحانات لكنهما تغلّبا عليها وحصدا مستويات متقدمة.

ويرغب التوأم عليان، دراسة الطب كوالدهما من أجل خدمة أبناء القدس وأحيائها، وللتخفيف عن معاناتهم ولا سيما أنهم يتعرضون لمضايقات مستمرة.

واستقبل اختصاصي طب الجراحة د. بلال عليان، نجاح توأمه البكر بفرحة لا تُوصف ولا سيما أنهما حصلا على علامات متقدمة.

وعبّر عليان الأب لصحيفة "فلسطين"، عن فخره بنجاح ابنيه، مشيرًا إلى توقعه حصولهما على مثل تلك الدرجات نظرًا لمواظبتهما على الدراسة.

وعدّ أنّ نجاح ولديه رسالة قوة لأهالي القدس الذين يعانون أوضاعًا صعبة جدًّا بسبب الاحتلال وما يحيكه بحقّ مدارس المدينة المقدسة.