قائمة الموقع

إغلاقُ المعبر يحول بين قصي وحضن أمّه

2017-08-01T07:11:49+03:00

رغم أن جميع الأطباء أخبروها بأن مرض ابنها نادر ولا يوجد له علاج وأنه حالته الصحية ستتدهور شيئاً فشيئاً إلى أن يفارق الحياة، إلا أن الأمل كان معلقا بقلبها، كانت تصلي وتدعو الله في كل سجدة بأن يحفظ لها ابنها "البكر" قُصي لتقر عينها به.

دعوات والدة الطفل قصي اعبيد لم تذهب هباءً فكان طريق النور والعلاج يحتاج إلى خطوة جديدة بالسفر إلى تركيا لتلقي العلاج هناك..

مرض نادر

تقول والدة قصي عن حالة ابنها:" قصي يعاني من مرض نادر في العضلات، لم أترك طبيبا في غزة إلا وذهبت له ولكن للأسف جميع الأطباء في غزة أخبروني أن مرضه صعب ولا يوجد له علاج نهائياً".

وأضافت: "وزارة الصحة التركية تبنت علاج قصي قبل شهرين ولكن العلاج لم يبدأ حتى الآن، بدأ العلاج يعتمد بشكل كبير على وجودي وكلما تأخر العلاج أثر ذلك عليه بشكل سلبي".

وأكملت الأم حديثها: "سافر زوجي مع ابني إلى تركيا ليرى هل هناك أمل في علاجه وبالفعل أخبره الأطباء أن هناك بعض الحالات المشابهة لمرض ابني وتم شفاؤها بحمد الله، ولكن العلاج يعتمد على وجود دعم نفسي للطفل، وهو منذ بداية سفره حتى اليوم يبكي طيلة الوقت ويسأل عني ستنتهي الفيزا والمعبر مغلق حتى الآن".

ومضت الأم بحديثها وهي تتلهف لرؤية ابنها: "زوجي ترك كل شيء في غزة حتى عمله من أجل علاج قصي، وطفلي يبكي ليل نهار لا يعرف والده ماذا يفعل له؟، كل يوم معاناتي تزداد وأنا لا أستطيع الوصول له بسبب المعبر".

صعوبات السفر

وقالت: "حاولت تقديم طلب للسفر عن طريق معبر إيرز وطلبوا مني تقديم طلب عدم ممانعة عن طريق الأردن ولكن حتى الآن لم أتلقَ ردًا ولا أعرف متى يمكن أن أحصل عليه؟".

وتابعت قولها وهي تبكي عجزاً لعدم مقدرتها على السفر لابنها:" كل يوم أتحدث مع ابني على الهاتف، طفل عمره 4 سنوات كل دقيقة يسألني متى سيفتح المعبر؟، حتى أنه عندما كان موجودا في غزة كان يشرب الحليب بشكل يومي ويحبه كثيراً لكن في تركيا يرفض شرب الحليب ويقول أريد ماما".

وأكملت قولها:" حتى زوجي تعب كثيراً لأن قصي يحتاج إلى رعاية خاصة ولا حتى يستطيع البحث عن عمل هناك كل حياته هناك مرتبطة بقصي وكل مكان يذهب له يجب أن يحمله معه".

بداية علاج قصي مرتبطة بسفر والدته له وكل يوم يتأخر فيه الأطباء عن إعطاء قصي العلاج اللازم يزيد من حالته الصحية سوءا، فتقف والدته عاجزة لا تستطيع فعل شيء أمام أنات ابنها الصغير ليل نهار أريد "ماما".

وقالت: "علاج المرض ليس بسيطا نحن بانتظار الحصول على العلاج من أمريكا وعند توفره يجب أن أكون موجودة مع قصي العلاج يحتاج إلى عمليات جراحية وجلسات علاج طبيعي ويجب أن أرعاه هناك هذا شرط".

حالة صعبة

وأضافت: "الأطباء في غزة فقدوا الأمل في حالته وزوجي قال لن أعود لغزة حتى أتمكن من علاج قصي حتى أنهم أخبروني أن المرض سيأكل عضلات قصي حتى يموت، كنا قد فقدنا الأمل في علاجه ولكن الله لا ينسى أحدا".

ثمن العلاج الذي يتلقاه قصي يصل إلى 750 ألف دولار وهو مبلغ خيالي بالنسبة لعائلة فقيرة في غزة.

وأكملت والدته قولها: "قدمت لكافة الجمعيات في غزة وحاولنا الحصول على تحويل لعلاجه بالخارج ولم يوافق أحد، بعدها قدم زوجي كتاب لمقر الرئاسة التركية وتمت الموافقة على علاج قصي في تركيا وتم الحجز في مستشفى سليمان القانوني وكل هذا ينتظر قدومي إلى تركيا والمعبر يحول دون ذلك".

إغلاق المعبر

قصي بدأ يفقد الأمل من قدوم والدته من معبر رفح وهو لا يعرف معنى بوابة أو إغلاق أو حدود تفصل بينه وبين والدته، فكل ما يعرفه أنه غاضب منها جداً ويرفض أن يكلمها لأنها وعدته أكثر من ألف مرة أن تأتي عندما يفتح المعبر ولم يُفتح حتى الآن.

وقالت والدة قصي: "أريد من كل مسئول أن يشعر بمعاناتنا نحن نموت في اليوم مائة مرة بسبب المرض والانتظار كل ما نسمعه أن المعبر مغلق بسبب الترميم، هناك وفود ستدخل من المعبر والخبر الأخير يتحدث عن فتحه فقط للحجاج خلال الأيام القادمة، أين نحن من كل هذه الوعود؟".

والدة قصي لم تفقد الأمل عندما أخبرها الأطباء في غزة أن ابنها لا يوجد له علاج وأن المرض سيأكل عظامه وعضلاته حتى يموت، لم تيأس ووجدت العلاج في بلد آخر ولكن بوابات معبر رفح تمنعها من السفر لابنها كي يكمل علاجه.

قُصي الذي كلما أخبرته والدته عن المعبر أغلق أذنيه وصرخ وصارت عقدته في الحياة بوابات المعبر المغلقة التي تحول بين الوصول إلى ذلك الحضن الدافئ إلى شقيقه الصغير الذي لم يتوقف ولو للحظة عن السؤال عنه.

وأكملت والدته قولها:" شقيق قصي لم يتجاوز الثالثة من عمره بعد، دائماً يسألني عنه يقول لن أضرب قصي بعد اليوم أريد أن ألعب معه بألعابي سأعطيه كل شيء لماذا لا يأتي ليعيش معنا مرة أخرى؟، اشتاق لوالده، أكثر من عام ونحن نعيش نفس المأساة ولا نعرف متى سنتمكن من السفر؟".

اخبار ذات صلة