نددت شخصيات مقدسية بتمادي جماعات "الهيكل" المزعوم بمخططاتها الاستيطانية في المسجد الأقصى ومحيطه، بوتيرة متسارعة لخلق واقع جديد، وتغيير المعالم الإسلامية والتاريخية في المكان.
وتنوي هذه الجماعات، بحسب مصادر إعلامية عبرية، ومن خلال مخطط تفصيلي عرضته يوم الأحد الماضي على مسؤولين في حكومة وبلدية الاحتلال والأجهزة الأمنية، توسيع "باب المغاربة"، وإزالة التلة الترابية والجسر الخشبي الموصل إلى وسط ساحة البراق، وبناء جسر ثابت وواسع مزخرف بالنقوش والعبارات التوراتية.
وعلق رئيس "الهيئة الإسلامية العليا" بالقدس الشيخ عكرمة صبري على المخططات الجديدة بالقول "إن هذا المشروع قديم حديث يقصدون به تغيير معالم المنطقة، ولا يجوز أن يتم ذلك دون إشراف دائرة الأوقاف الإسلامية، لأن المنطقة بأكملها هي وقف إسلامي، ولا نسمح لسلطات الاحتلال بالترميم أو تغيير المعالم".
وأكد صبري لـ "قدس برس" وجوب استرداد مفتاح باب المغاربة المغتصب منذ عام 1967، موضحاً أن "اغتصاب المفتاح يؤدي إلى الاقتحامات المباشرة من المتطرفين"، واستنكر "أي إجراء يقوم به الاحتلال في منطقة باب المغاربة وساحة وحائط البراق".
وعبّر الشيخ عكرمة عن رفضه لتحديد مدة اقتحام المستوطنين لساحات المسجد الأقصى، قائلا "لأننا لا نوافق أصلا على الاقتحامات، بالتالي فإن زيادتها تزيد من التوتر في المنطقة".
من جانبه، قال نائب المدير العام لدائرة الأوقاف في القدس الشيخ ناجح بكيرات إن "الاحتلال يمعن في الإيذاء والاعتداء على المعالم المقدسية وخصوصا في محيط المسجد الأقصى، من قبل جمعية تطوير ساحة البراق، ووزارة الآثار الإسرائيلية والجامعة العبرية، ويرصد سنوياً أكثر من مليون دولار لتهويد ساحة البراق.
وبيّن أن ما تقوم به سلطات الاحتلال "هو اعتداء على وقف إسلامي وجزء من المسجد الأقصى.. وتغيير الواقع الموجود.. نحن نستنكره ونرفضه ولا نعترف به".
كما أكد رفضه لاقتحامات المستوطنين لساحات الأقصى صباحاً وظهراً ومساء، وأضاف "المسجد الأقصى حق خالص للمسلمين، وكل هذه الاقتحامات باطلة، واعتداء سافر لا يمكن القبول فيه بأي شكل من الأشكال".
بدوره ندد مفتي القدس الشيخ محمد حسين بالمخطط الاستيطاني الذي طرحته "جماعات الهيكل المزعوم" على حكومة الاحتلال وسلطاته.
وقال المفتي في بيان صحفي اليوم الأربعاء، إن هذا المخطط يهدف إلى السيطرة على مداخل المسجد الأقصى المبارك، وبالتالي السماح لقوات الاحتلال وقطعان مستوطنيها باقتحام المسجد الأقصى المبارك خلال ساعات النهار والليل دون حسيب ولا رقيب"
وحمّل المفتي سلطات الاحتلال النتائج المترتبة على هكذا عدوان يمس ثالث مقدسات المسلمين على وجه الأرض.