أكد مراقبون أن حالة المقاومة التي تشهدها نابلس هي امتداد لتصاعد المقاومة في الضفة الغربية، وتثبت فشل الاحتلال الأمني من خلال سياسات قص العشب والاعتقال الإداري، عدا عن فشل أهداف التنسيق الأمني.
وتشهد مناطق الضفة الغربية تصاعدًا في مقاومة الاحتلال ومواجهة اقتحاماته اليومية والتصدي لها، حيث شهدت البلدة القديمة بنابلس، فجر أمس الأحد، تصديًا لاقتحام الاحتلال واشتباكات عنيفة من قبل المقاومين مع قواته، أدت لاستشهاد المقاومين محمد العزيزي وعبد الرحمن صبح.
وأكد الكاتب والمحلل السياسي محمد القيق، أن حالة المقاومة التي شهدتها نابلس، هي امتداد لحالة المقاومة في جنين والتي تشعبت في طوباس، وانتقلت مؤخرا بشكل نسبي إلى رام الله والخليل.
مقاومة ممتدة
وأوضح القيق أن هذه المقاومة الممتدة في الضفة ملهَمة من معركة "سيف القدس"، التي ثبتت قواعد جديدة في المواجهة مع الاحتلال، وعززت نظرية الجبهة الداخلية الفلسطينية والحاضنة الشعبية للمقاومة.
وقال: "إن حجم الجماهير التي شاركت في التشييع وحجم التفاعل مع المواجهات، يصفع نظرية الاحتلال الترويضية للضفة الغربية من خلال خطة دايتون ومولر، أو من خلال الخطة الأمنية الاقتصادية التي بناها نتنياهو سابقا".
وأضاف: "في ظل هذا التطور للمقاومة، وجب على الفصائل أن تعطي قرارا بتحريك قواعدها وجماهيرها ليكونوا إسنادا من خلال التفاعل السلمي الشعبي الثوري في مدن الضفة الغربية، ولا يكفي أن نقوم بإدانة وشجب الجريمة، ولا يكفي أن نحيي مقاوما يواجه الاحتلال".
ولفت القيق إلى أن "عملية كاسر الأمواج التي تشنها قوات الاحتلال لكسر المقاومة، ليست سهلة، ويجب ألا نبخس منها، بقدر ما يجب أن نواجهها كي تكون قواعد مواجهة جديدة وموسعة".
وشدد على ضرورة مواجهة عملية الاحتلال لكسر المقاومة بالحاضنة الشعبية والدرع الشعبي، من خلال الفصائل وقواعدها وتفعيلها بالضفة الغربية، عبر مسيراتها وفعالياتها؛ حتى يكون شعبنا أمام المجتمع الدولي شعبًا ينشد حقه، ويحمي مقاومته ويسند نفسه.
فشل للاحتلال
من جانبه، قال الناشط خالد براهمة إن الاحتلال بات يدرك أن اقتحاماته لمدن الضفة ليست مفروشة بالورود.
واعتبر براهمة أن تصاعد حدة الاشتباكات المسلحة واتساعها في مدن الضفة ومن ضمنها نابلس، يؤكد على الحالة الطبيعية لهذا الشعب وأصالته المتجذرة في مقاومة الاحتلال.
وأضاف: "مواجهة الاحتلال بالاشتباكات المسلحة أثناء اقتحامات مدن الضفة، يثبت فشل حملات قص العشب وسياسة الاعتقال الإداري، بالإضافة إلى فشل أهداف التنسيق الأمني".
وأشار إلى أن انتقال المقاومة من حالة الدفاع وصد اقتحامات الاحتلال إلى مهاجمة حواجز الاحتلال العسكرية واستهداف المستوطنات، يعكس حالة التعافي التي تعيشها المقاومة في الضفة.
إصرار على المواجهة
بدوره، أوضح المختص في الشأن الصهيوني عماد أبو عواد، أن شهداء نابلس ومواجهتهم القوية لمواجهات الاحتلال حظيت اهتمامًا واسعة لدى إعلام الاحتلال.
وقال أبو عواد: "يستغربون تصاعد المواجهة والمقاومة، كأنّهم تشربوا كذبة بن جوريون أنّ الصغار سينسون، لكن الواقع على الأرض يؤكد أنّ الاحتلال إلى زوال وبأنّ الجيل الفلسطيني الجديد على درب الأجداد وعمله أكثر تأثيرا، وهذا الوضع الطبيعي لأي شعب يخضع تحت الاحتلال".
وتابع: "المشكلة أنّ ما يعيه الاحتلال بأنّ القوّة الفلسطينية في تصاعد وأكثر إصرارا على مواجهته، هناك أطراف فلسطينية لا زالت تعزف على وتر تأجيج الصراع الداخلي، بدل الالتحام مع قوى الشعب المختلفة".