فلسطين أون لاين

تقرير "معبد يهودي" بمنزل فلسطيني في سلوان.. مقدمة لـ"جريمة متوقعة"

...
صورة أرشيفية
القدس المحتلة-غزة/ ربيع أبو نقيرة:

بدأت سلطات الاحتلال الإسرائيلي إجراءاتها لإقامة مركز زوار ومعبد يهودي في منزل فلسطيني استولى عليه المستوطنون قبل 12 عامًا في بلدة سلوان بالقدس المحتلة.

وأعلنت سلطات الاحتلال مناقصة لبناء المركز اليهودي في حي بطن الهوى في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك.

وقرر وزير البناء والاستيطان في حكومة الاحتلال زئيف إلكين، ووزير القضاء جدعون ساعر، ضمن اتفاق مع جمعية "عطيرت كوهنيم" الاستيطانية وممثلين عن اليهود اليمنيين، البدء في المشروع وتخصيص مبلغ 4.5 ملايين شيقل لإقامة "المعبد التاريخي ومركز زوار مبتكر" في سلوان.

وحسب المخطط سيقام المعبد بطراز بناء قديم يحاكي البيئة والمنطقة المحاذية لأسوار المسجد الأقصى والبلدة القديمة وحي سلوان بأبنيتها التاريخية والقصور الأموية بطراز القباب العربية والأقواس.

روايات مزورة الباحث في شؤون القدس فخري أبو دياب، أوضح أن المنزل المستولى عليه يعود للمقدسي عبد الله أبو ناب، حيث استولت عليه جمعية استيطانية عبر محاكم الاحتلال التي منحتها لها بزعم أن الأرض تعود ليهود جاؤوا من اليمن في ثمانينيات القرن التاسع عشر ميلاديا.

ولفت أبو دياب في حديث لصحيفة "فلسطين" إلى أن الاحتلال طرد قبل نحو 12 عامًا عائلة أبو ناب المكونة آنذاك من ثمانية أفراد من منزلها، وألقى متاعهم في الشارع، فاضطروا للسكن في منزل مستأجر في المنطقة ذاتها.

وأشار إلى أن إغلاق الاحتلال المسار القانوني أمام العائلة جعلها ترفع ملفها "من قضاة الأرض إلى قاضي السماء"، منبها إلى أن المنزل مبني على طراز عربي قديم، وأن الاحتلال سيضيف إليه طابقا آخر ويوسعه لترويج روايات يهودية ومحاولة إثبات أن المنزل إرث يهودي ليهود يمنيين. وبين أن المركز سيضم ثلاثة طوابق من الحجر القديم، الطابق الأول يحتوي على كنيس يهودي، والثاني مركز للزوار والترويج لروايات تلمودية مزورة على حساب الرواية الفلسطينية، والثالث يشمل مطلة للمراقبة الأمنية والاطلاع على المنطقة المحيطة في المسجد الأقصى والبلدة القديمة في استهداف واضح لبلدة سلوان باعتبارها الحامية الجنوبية للمسجد الأقصى.

جريمة متوقعة وأفاد الباحث في الشأن المقدسي د.جمال عمرو بأن الاحتلال يتغول على الشعب الفلسطيني منتهزًا فرصة الرضى الأمريكي، مردفا أنه في صراع دائم مع الزمن والديموغرافيا والوجود الفلسطيني، ويريد تركيع شعبنا.

وبين عمرو لـ"فلسطين" أن المجتمع الصهيوني نشأ على ادعاءات كاذبة وأراجيف، ولم يعترف ولا يريد الاعتراف بحضارة فلسطين الكنعانية التي ملأت الكون، وهي أول حضارة في التاريخ البشري التي نقلت البشرية من الرعي إلى الزراعة ثم إلى التجارة، مشيرًا إلى أن المركز المراد إنشاؤه واحد من عشرات المراكز المقصود من ورائها إثبات أنهم أصحاب الأرض والتاريخ كذبا وزورا وبهتانا.

ورأى أن الاحتلال يريد من وراء إنشاء المركز التأصيل والتخطيط لتدمير حي بطن الهوى والأحياء المجاورة؛ عين اللوزة والبستان ووادي ياصول، منبها إلى أن المركز يحضر لجريمة متوقعة وهي تقديم رواية يهودية مصطنعة تزعم أحقيتهم في المكان.

ولفت عمرو إلى أن أحياء القدس وبلداتها تتعرض لما يتعرض له حي بطن الهوى من تهجير للأهالي وطردهم من منازلهم بادعاء أنها أملاك قومية للشعب اليهودي، مشيرًا إلى أن الهدف الأكبر هو تصفية الوجود العربي فيها وفرض وقائع تهويدية على الأرض.

ويتعرض حي بطن الهوى لاعتداءات إسرائيلية متواصلة ومحاولات للاستيلاء على عقاراته ومنازله، حيث تسعى جمعية استيطانية للسيطرة على 5 دونمات و200 متر مربع من حي الحارة الوسطى في الحي، بزعم ملكيتها ليهود من اليمن منذ عام 1881.