فلسطين أون لاين

قتلى بالجملة في أشد موجات الحر فتكًا في التاريخ

...

 

مع تقلب أنماط الطقس في جميع أنحاء العالم، تتعرض البشرية لخطر موجات الحرارة المرتفعة والجفاف لفترات طويلة مع درجات الحرارة الآخذة في الارتفاع. 

وقد شهدت السنوات القليلة الماضية درجات حرارة قياسية من بين الأعلى في تاريخ البشرية.

إلا أن توفر الكهرباء وطرق التبريد والتكييف المختلفة اليوم جعل الخسائر البشرية الناتجة عن هذه الموجات قليلة.

ولكن من الناحية التاريخية، فإن العديد من موجات الحر القاتلة ليست حديثة، بل تعود لأوائل القرن العشرين، حين تسبب عدم انتشار وسائل التبريد مثل المكيفات وقلة توفر الكهرباء والثلج أيضًا بالإضافة إلى الاكتظاظ السكاني الكبير في بعض الدول، بخسائر بشرية هائلة ودمار اقتصادي كبير.

إحداها تسببت 70 ألف حالة وفاة في أوروبا وأخرى دامت صيفًا كاملًا وقتلت 56 ألف شخص في روسيا وحدها، إليكم قائمة بأشد موجات الحرارة فتكًا على الإطلاق في التاريخ.

قبل حصول موجة الحر الشهيرة في ثلاثينيات القرن الماضي، كانت هذه الموجة التي حصلت عام 1901 تعتبر الأكثر دموية في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية.

إذ تأثر النصف الشرقي من البلاد بأكمله، وأصبحت مدينة نيويورك خاصة شديدة الحرارة لدرجة أن خيول المدينة انهارت وماتت بأعداد هائلة وصلت لـ250 حصانًا في غضون أيام قليلة.

وفي أعقاب موجة الحر التي استمرت شهرين كانت فيها درجات الحرارة تقارب 43 درجة، فقد ما يقرب من 10 آلاف شخص حياتهم.

في عام 1936، تعرضت الولايات المتحدة لموجة حر شديدة بعد سنوات من الجفاف والعواصف الترابية المستمرة، حين ارتفعت درجات الحرارة إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق في 12 ولاية ، متجاوزة 49 درجة مئوية في بعض المناطق.

كما وصل تأثير هذه الموجة القوية إلى المقاطعات الكندية في أونتاريو ومانيتوبا التي شهدت أيضًا ارتفاعًا كبيرًا في درجات الحرارة في ذلك الصيف. 

ومع ارتفاع درجات الحرارة، بدأت معدلات الإصابات والوفيات بالارتفاع بشكل مرعب. على سبيل المثال، في مدينة نيويورك، أصيب 75 خياطًا بشكل جماعي وفي مصنع واحد بالإغماء الناتج عن ارتفاع درجات الحرارة.

وفي مدينة ديترويت، انهار الأطباء والممرضات أثناء علاج المرضى بسبب الحرارة والإرهاق، واكتظت المشرحة بالجثث.

وبحلول نهاية الصيف، مات أكثر من 5000 مواطن أمريكي و1100 مواطن كندي لأسباب مرتبطة بالحرارة أو بسبب الغرق أثناء محاولتهم تبريد أنفسهم في الأنهار والبحيرات، وفقًا لما ذكره موقع Washington Post.

تعرضت أجزاء من جنوب وغرب الولايات المتحدة لدرجات حرارة عالية للغاية طوال صيف عام 1980. وكانت هذه الموجة الحارة واحدة من أطول الموجات المسجلة في التاريخ على الإطلاق، وتشير بعض التقديرات إلى أن إجمالي عدد الوفيات فيها وصل إلى 10000 شخص.

في معظم أنحاء البلاد، لم تنخفض درجات الحرارة إلى ما دون 32 درجة ووصلت لـ43 درجة لعدة أشهر متتالية. وسُجلت أضرار بنحو 20 مليار دولار من المصادر الزراعية المتضررة من الجفاف الذي أعقب ذلك، كما تسببت بنفوق الماشية مما زاد الخسارة المالية. ولم تنتهِ موجة الحر حتى وصول إعصار عرف باسم "آلن".

ولقي أكثر من ألف يوناني مصرعهم في صيف عام 1987 بعد موجة حر استمرت لفترات طويلة اجتاحت المنطقة. كان الجو حارًا جدًا في بعض الأحيان لدرجة أن حفاري القبور اضطروا إلى الحصول على الجليد من أسواق الأسماك المحلية لمنع الجثث من التلف قبل أن يتم دفنها.

وصلت درجات الحرارة في أثينا إلى 45 درجة مئوية، وهي أعلى بكثير من متوسط درجات الحرارة في الصيف في المنطقة. كما أدى نقص مكيفات الهواء في العديد من المستشفيات إلى تفاقم عدد الوفيات ليتراوح بين 1300 و1500 شخص خلال أسبوع فقط قبل أن تعود درجات الحرارة إلى مستوياتها الطبيعية.

تم تأكيد ما لا يقل عن 1200 حالة وفاة خلال موجة الحر الشديدة التي ضربت الهند عام 2002، والتي استمرت لأكثر من شهر. ووقعت أكبر حالات الوفاة في ولاية أندرا براديش الهندية الواقعة في جنوب شرق البلاد.

إذ فقد أكثر من 1000 شخص حياتهم في أسبوعين فقط، مما جعلها أحد أكثر الأسابيع دموية في تاريخ البلاد. كما انتشرت الرياح من شمال غرب الهند الجاف في جميع أنحاء البلاد، مصحوبة بدرجات حرارة عالية بشكل استثنائي وصلت لـ43 درجة مئوية.

كان صيف عام 2003 هو الأكثر سخونة في أوروبا منذ عام 1540، أي منذ ما يقرب من 500 عام؛ إذ فقد عشرات الآلاف من الأشخاص حياتهم في دول متعددة بسبب درجات الحرارة الحارقة.

وقد تأثرت فرنسا بشكل خاص؛ حيث تشير التقديرات إلى أن عدد القتلى فيها لوحدها بلغ حوالي 14000.

فقد كانت درجات الحرارة في النهار قاسية وصلت غالبًا لـ40 درجة، ونادرًا ما كانت تنخفض حتى في الليل.

وكان سبب الوفاة الأساسي هو ركود الهواء الذي تسبب في تراكم الملوثات والسموم الأخرى في الجسم بسبب بطء الدورة الدموية خلال موجة الحر. بالإضافة للإصابات بضربات الشمس والجفاف، خاصة لكبار السن، مما تسبب بوصول حالات الوفاة في القارة لـ70 ألف حالة.

كما كلفت موجة الحر القارة خسائر مادية قُدرت بالمليارات بسبب المحاصيل الزراعية التالفة وأضرار أخرى. 

في عام 2010، شهدت روسيا أشد موجة حرارة منذ أكثر من قرن؛ إذ تجاوزت درجات الحرارة 38 درجة مئوية طوال الصيف ووصلت حتى 44 درجة، وهو أمر نادر للغاية في روسيا.

تسببت موجة الحر في إحداث فوضى في البلاد بأسرها، بما في ذلك تدمير كمية كبيرة من المخزون الزراعي في البلاد. كما تسببت حرائق الغابات أيضًا بمشاكل كبيرة، وكان استنشاق الدخان عاملًا رئيسيًا في عدد القتلى الهائل الذي وصل لـ56 ألف حالة، مما أدخل هذه الموجة كتاب غينيس للأرقام القياسية كأثر موجة حر قاتلة ضربت بلدًا بعينه.

اجتاحت موجة حر شديدة معظم أنحاء باكستان في ذروة شهر رمضان من عام 2015 وأصبح الوضع خطيرًا لدرجة حثت الشخصيات الدينية المسلمين على الإفطار إذا أوصى الطبيب بذلك للحفاظ على حياتهم في حال وجود حالة صحية تستلزم ذلك بعد أن وصلت درجات الحرارة لـ49 درجة مئوية.

وقد وصل عدد القتلى إلى 1500 في مدينة كراتشي وحدها إثر تأثرها الشديد بالموجة القاتلة، مما شكل عبئًا على مشرحة المدينة، التي غمرتها الجثث، بالإضافة لـ500 حالة وفاة في باقي أنحاء البلاد.

المصدر / فلسطين أون لاين