فلسطين أون لاين

عودة التوتر إلى العلاقات بين المغرب والجزائر

...
خريطة الصحراء الغربية أصل الخلاف بين المغرب والجزائر
​الرباط / الجزائر - قدس برس

عاد التوتر ليطفو على سطح العلاقات المغربية - الجزائرية، بعد اتهامات وجهتها الرباط للجزائر بتحويل جزء من المساعدات الإنسانية الأوروبية الموجهة للاجئين الصحراويين بمخيمات تندوف إلى الجزائر.

ولم تمض أيام معدودات عن تعيين سفير مغربي جديد للجزائر، هو الديبلوماسي حسن عبد الخالق، وشيوع أنباء عن إمكانية حلحلة في العلاقات بين الرباط والجزائر، حتى عادت الحرب الديبلوماسية والإعلامية بين البلدين إلى سالف عهدها.

البداية كانت من إشراف رئيس الاركان الجزائري الفريق أحمد قايد صالح في تشرين ثاني (نوفمبر) الماضي على "تمرين بياني وتفقد وتفتيش بعض وحدات القطاع العملياتي جنوب تندوف"، في مناورات، قال صالح بأنها تهدف لـ "اكتساب المهارة والتمرس والخبرة القتالية الضرورية بغرض إبقاء الوحدات في كامل جاهزيتها العملياتية والقتالية".

ثم جاءت القمة العربية - الإفريقية الرابعة في مالابو عاصمة غينيا الاستوائية الشهر الماضي، لتؤكد مرة أخرى أن أصل الخلاف المغربي - الجزائري أقوى بكثير من النوايا الحسنة التي تمت إشاعتها في بعض وسائل الإعلام عن امكانية تقارب مغربي - جزائري.

فقد انسحب المغرب وعدد من الدول العربية من قمة الدول العربية ـ الافريقية الرابعة احتجاجا على حضور وفد لـ "جبهة البوليساريو".

ولم تمض أيام قليلة، حتى استضافت الخارجية الجزائرية ملتقى دولي حول مساهمة الجزائر في تصفية الاستعمار بإفريقيا، بحضور شخصيات وطنية جزائرية وإفريقية، كانت "القضية الصحراوية" على رأسها.

ثم جاءت الآن قصة الاتهامات المغربية بشأن المساعدات المالية الأوروبية للاجئين الصحراويين في مخيمات تندوف، وأن جزءا منها يتم تحويله للجزائر، وهي اتهامات قالت الخارجية الجزائرية إن ديوان المفوض الأوروبي المكلف بالمساعدات الانسانية قد نفاها بشكل قاطع.

ويأتي التوتر المغرب -ـ الجزائري أيضا بالتزامن مع توجه مغربي آخذ في التصاعد لجهة دعم الرباط لعلاقاتها مع الدول الإفريقية، من خلال ديبلوماسية يقودها الملك محمد السادس، الذي كان قد زار عددا من الدول الإفريقية منذ تشرين أول (أكتوبر) الماضي، ومنها رواندا وتنزانينا وإثيوبيا ومدغشقر والآن يزور نيجيريا ثم كينيا، وما صاحب ذلك من اتفاقيات اقتصادية ضخمة.

وكانت الرباط قد تقدمت بطلب رسمي للعودة إلى "الاتحاد الإفريقي" الذي انسحب منه عام 1984 احتجاجا على قبول عضوية جبهة البوليساريو، وإنهاء ما يإعرف بـ "سياسة الكرسي الشاغر" في هذه المنظمة الإقليمية.

ويقول المغرب "إن الصحراء الغربية، وهي مستعمرة إسبانية سابقة واقعة حاليا تحت السيطرة المغربية، جزء من أراضيه التاريخية، بينما تقول جبهة البوليساريو إن المغرب يحتل المنطقة المتنازع عليها، وتطالب بإجراء استفتاء على تقرير المصير".

لكن الاستفتاء تعثر وواجه مشكلة من يحق لهم المشاركة فيه، بسبب الخلاف بين طرفي الأزمة، لذلك قدم المغرب مبادرة سياسية لتجاوز هذا الخلاف ممثلا في ما يُعرف بـ "الحكم الذاتي"، الذي يعطي الصحراويين صلاحيات واسعة في ظل السيادة المغربية، لكن "البوليساريو" مدعومة من الجزائر رفضت ذلك، وتمسكت بـ "حق تقرير المصير".