قال رئيس الوزراء الاسباني، بيدرو سانشيز، اليوم الأربعاء، إن موجة الحر التي ضربت إسبانيا لنحو عشرة أيام تسبّبت بمقتل "أكثر من 500 شخص".
وأضاف خلال جولة إلى أراغون، المنطقة الشمالية من البلاد المتضررة من الحرائق، أنه "خلال موجة الحر، توفي أكثر من 500 شخص بسبب ارتفاع درجات الحرارة، بحسب بيانات"، في إشارة إلى تقديرات الوفيات الزائدة التي نشرها معهد الصحة العامة.
وفي اليونان، أجلت السلطات مئات الأشخاص، في ساعة مبكرة اليوم، فيما نُشر عناصر الإطفاء ومروحيات لمكافحة حريق غابات يجتاح لليوم الثاني إحدى الضواحي الجبلية شمال أثينا.
وهُرع قرابة 500 إطفائي و120 عربة وثلاث طائرات وأربع مروحيات فجرا لمنع امتداد النيران إلى الضواحي بينتيلي وباليني وأنثوسا ويراكاس، التي يسكنها قرابة 29 ألف شخص.
وذكرت وسائل إعلام يونانية أن رجلا في الثمانين من عمره في أنثوسا، انتحر يأسا بسبب النيران التي اندلعت بعد ظهر أمس.
وتفادت اليونان حتى الآن درجات الحرارة الخانقة التي تسببت بحرائق غابات، حصدت أرواحا في فرنسا والبرتغال وإسبانيا، وأتت على مساحات شاسعة من الأراضي. لكنها تعرضت لرياح عنيفة هذا الأسبوع.
وتسببت الرياح القوية ليلا في تأجيج حرائق الغابات المندلعة على سفح جبل بينتيلي شمال أثينا.
وقال مسؤول الدفاع المدني، فاسيليس كوكاليس، إن "هناك حاليا جبهتين ... الرياح قوية بدرجة تعجز معها الطائرات عن إلقاء المياه وإصابة أهدافها". وأضاف أن الحريق يهدد متاجر وشركات على طريق سريع رئيسي في أثينا.
وتم إجلاء الأهالي في عدة مناطق ومن مستشفى للأطفال والمرصد الوطني في أثينا، على سبيل الاحتياط. وقالت الشرطة إن نحو 600 شخص نقلوا إلى أماكن آمنة ليلا.
وتم تعليق حركة المرور في أجزاء من الطريق الدائري المحيط بأثينا، على ما ذكرت الشركة المشغلة على تويتر.
وأقامت اليونان خلية أزمة وكافحت فرق الإطفاء 117 حريق غابات في البلاد في الساعات ال24 الماضي.
وفي بريطانيا، أدت موجة الحر التي بلغت درجات قياسية، إلى توقف حركة السفر لليوم الثالث، فيما ظل رجال الإطفاء في حالة تأهب، اليوم، رغم هطول الأمطار والغيوم التي خففت من درجات الحرارة الشديدة التي شهدتها البلاد في الأيام الأخيرة.
ويتوقع خبراء الأرصاد انخفاض درجة الحرارة في لندن إلى 26 درجة مئوية، اليوم، مقارنة بالدرجة القياسية التي سجلت أمس في كونينغسبي في شرق إنجلترا والتي بلغت 40.3 درجة مئوية.
وبرغم ذلك، سيظل خط القطار الرئيسي من لندن إلى إدنبرة مغلقا حتى الظهر، حيث تعمل أطقم الصيانة على إصلاح خطوط الكهرباء ومعدات الإشارات التي تضررت بسبب حريق ناتج عن الحرارة، أمس.
وقال عمدة لندن، صادق خان، إن فرقة الإطفاء شهدت، أمس، أكثر أيام عملها ازدحاما منذ الحرب العالمية. وتلقى رجال الإطفاء أكثر من 2600 مكالمة وفي وقت كانوا يواجهون فيه 12 حريقا في وقت واحد، مشيرا إلى أن الحرائق تسببت في تدمير ما لا يقل عن 41 عقارا.
وأشار خان إلى أنه بالرغم من انخفاض درجات الحرارة، إلا أن أخطار الحريق لا تزال مرتفعة بسبب حرارة الطقس التي أدت إلى جفاف المناطق العشبية في جميع أنحاء المدينة.
وقال خان لـ"بي بي سي" إنه "بمجرد أن تشتعل فيها النيران تنتشر بسرعة مذهلة، مثل حرائق الغابات التي نشاهدها في الأفلام أو في حرائق كاليفورنيا أو في أجزاء من فرنسا. لقد تحدثت للتو إلى رئيس هيئة الإطفاء الذي لا يزال يشعر بالقلق من جفاف الأرض وسرعة انتشار النيران".