قال عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي محمد الهندي، إن تصريحات رئيس السلطة محمود عباس في ختام لقائه بالرئيس الأمريكي جو بايدن في بيت لحم أول من أمس، هو تسليم بأن ما يسمى "حل الدولتين" قد انتهى.
وكان عباس قد صرَّح في مؤتمر مشترك مع بايدن في مقر رئاسة السلطة بمدينة بيت لحم جنوب الضفة المحتلة باستعداده لتحقيق تسوية مع (إسرائيل)، قائلا: "هذا ما واصلنا فعله منذ اتفاق أوسلو".
وعدَّ الهندي في تصريح خاص لصحيفة "فلسطين" اللقاء شكليًّا وهامشيًّا وليس له أي أهمية، لأن الإدارة الأمريكية ليست في وارد الاهتمام بالقضية الفلسطينية حتى في القضايا الهامشية، كموضوع نقل السفارة وغيرها إذ لم يتلقَّ عباس أي وعود.
وأضاف: "أراد عباس بحديثه أن يقيم الحجة بأن الاستيطان والاعتقالات يتصاعدان وهذا لا يساعد على حل الدولتين، وأن القفز للتطبيع بين (إسرائيل) والدول العربية لا يصنعُ سلامًا، وأن السلام والاستقرار في المنطقة يبدأ في فلسطين، وهذا ليس موقفًا سياسيًّا يقف بمستوى رئاسة السلطة".
وأكد أن السلطة ربطت مصيرها بالشراكة مع الاحتلال في مشروع سياسي فاشل وفرطت بأوراق القوة، منذ اللحظة الأولى عندما اعترفت بالاحتلال ونبذت المقاومة.
وتابع عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد: "إن كل ذلك فعلته السلطة مقابل الدخول في مفاوضات ولكي يعترف الاحتلال بالمنظمة بأنها هي الطرف الذي يتفاوض معه".
واستدرك: "ما دامت المفاوضات تعكس موازين القوى فإن السلطة التي فرطت في كل أوراقها، لن تحقق أي نتيجة حتى لو استمرت 100 عام، فالمراهنة تتمثل في امتلاك أوراق القوة لانتزاع الحقوق والسلطة ليس لديها بدائل".
وأشار إلى أن اتفاق "أوسلو" فتح الأبواب أمام من يريد أن يتخفف عبء القضية، وصولًا لاتفاقات "أبرهام" التي نقلت بعض الحكام العرب إلى حالة العداء مع فلسطين والتحالف مع الاحتلال.
وشدد على أن "إفشال محاولات تصفية القضية يقع على عاتق الشعب الفلسطيني ومقاومته التي تشكل قوة حقيقية يحسب لها ألف حساب، ولها وزنها في المعادلات الإقليمية"، مؤكدًا أن أولى أوراق القوة هي حماية خيار المقاومة وتوحيد الصفوف عليها وممارستها في كل الأحوال.