فلسطين أون لاين

في الذكرى الثلاثين لاستشهاده

صحيفة "فلسطين" تفتح صفحة العمليات البطولية التي خطط لها القائد القسامي "النمروطي"

...
خان يونس/ نور الدين صالح:

تصادف اليوم الذكرى الثلاثين لاستشهاد القائد القسامي ياسر النمروطي من مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، في إثر اشتباك عنيف خاضه مع قوة كبيرة من جنود الاحتلال من نقطة الصفر في منطقة حي الزيتون جنوب غزة.

في الخامس عشر من يوليو/ تموز 1992، فرضت قوّة من جنود الاحتلال الإسرائيلي حصاراً شاملاً على حي الزيتون جنوب غزة بأكمله، ودأبت على جمع الرجال والنساء في ساحات المدارس ثم شنّت عملية تفتيش دقيقة للمنازل بحثاً عن قائد كتائب القسام الذراع العسكري لحركة حماس آنذاك "النمروطي"، إلى أن اشتبك معهم من مسافة صفر وارتقى شهيداً.

أسس الشهيد القائد أول خلية قسامية حملت اسم "كتائب الشهيد عز الدين القسام" في مدينة خان يونس وترأسها عام 1992، بعدما جرى اعتقاله في قطاع غزة عام 1989، في إثر أسر حركة حماس جنديين إسرائيليين، وقضى حكماً بالسجن لمدة عامين وغرامة مالية قدرها سبعة آلاف شيقل.

وبعد ذلك تولى "النمروطي" قيادة كتائب القسام في القطاع، وشارك في تأسيس جهاز مجد الأمن برفقة الأسير المحرر يحيى السنوار، حيث يُعتبر القائم العام الأول لـ "القسّام".

وقد تعرّضت حماس إلى ضربة بليغة، تنظيمياً وعسكرياً، عام 1989، في ذلك الحين، أدّت إلى كشف أغلبية البنى الحركية واعتقال معظم أعضائها، ومنها التنظيم الأمني "مجد"، والتنظيم العسكري "المجاهدون الفلسطينيون" وفق ما ذكر الكاتب والمحلل السياسي وسام أبو شمالة. 

ومنذ تلك اللحظة بدأ العمل العسكري والتخطيط للعمليات الفدائية ضد قوات الاحتلال، إذ تم اعتقال إحدى المجموعات القسامية في ديسمبر عام 1991، وعلى إثر ذلك في السابع من يناير من ذات العام داهمت قوات عسكرية منزل "النمروطي"، لكنه رفض أن يسلّم نفسه.

وبدأت موجة من الهجمات التي شارك بفاعلية التخطيط لها "النمروطي" الذي يُكنى بـ "أبو معاذ"، أولها التخطيط للهجوم على مركز تابع للاحتلال في حي الشيخ رضوان بغزة، حيث أغار مجاهدو القسام في الخامس والعشرين من ديسمبر 1992 عليه، وأسفر الهجوم عن مقتل جندي إسرائيلي، وعودة المجاهدين إلى قواعدهم بسلام.

وفي ذات العام شارك في التخطيط لعملية "مصنع كارلو" قرب منطقة ناحل عوز شرق حي الشجاعية، والتي أدت إلى مقتل اثنين من جنود الاحتلال.

كما شارك أيضاً في العملية البطولية التي أدت إلى مقتل المستوطن "كوهين" قرب بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، إضافة إلى سلسلة من العمليات البطولية الأخرى، إلى أن ارتقى شهيداً في الخامس عشر من يوليو من ذات العام.

وآنذاك نعاه الشيخ الشهيد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي بقوله: "نودع اليوم بطلاً لم نشهد له مثيلاً في هذا الزمان". 

تجدر الإشارة أن "النمروطي" ظلّ مطارداً من قوات الاحتلال لمدة عامين، لكنه لم يتوانَ عن العمل من أجل توفير كل الإمكانيات اللازمة لمجاهدي القسام، حتى أنه اشترى سلاحاً شخصياً له لمواجهة الاحتلال.

المصدر / فلسطين أون لاين