فلسطين أون لاين

​مشروعٌ ضخم سيزيل الكثير من المعالم

الشارع الاستيطاني في "النبي إلياس" يطمس مظاهر الحياة

...
قلقيلية - مصطفى صبري

بدأت معالم الشارع الاستيطاني شرق قلقيلية تظهر للعيان بــبنيةٍ تحتية ضخمة تخدم المستوطنات الجاثمة على الأراضي الشرقية لقلقيلية.

يقول حسن شبِيطة مدير دائرة العلاقات العامة والإعلام في بلدية عزون لـ"فلسطين": "بعد تجريفٍ لمدةٍ تزيد عن الثلاثة أشهر للشارع الاستيطاني شمال قرية النبي إلياس؛ والذي يبدأ من الناحية الغربية بالقرب من مدخل قلقيلية الشرقي؛ ويتجه شرقاً عبر أراضي قرية النبي من الجهة الشمالية بطول ثلاثة كيلومترات، بدأت تظهر معالم هذا الشارع الذي يتم تأسيس بُنية تحتية ضخمة على جوانبه؛ من خلال ما يشاهد من أنابيب بــقطرٍ تزيد عن المتر؛ والتي ستستخدم لوضع الكهرباء والمياه والهواتف".

وأضاف شبيطة: "حين نشاهد ما يجري تأسيسه من خدمات للمستوطنات على حساب الأرض الفلسطينية ، بينما التجمعات السكانية التي يمتلك أصحابها هذه الأرض تفتقر إلى الكثير من الخدمات، يتبين أن الاحتلال يمارس العنصرية بكامل تفاصيلها، ذلك أن قرية النبي الياس محاصرة؛ و كذلك الحال في بلدة عزون بست بوابات أمنية؛ كما أن مداخلها تغلق بين الحين والآخر؛ والمزارعين يمنعون من دخول أراضيهم خلف البوابات الزراعية ويحرمون من تأسيس بنية تحتية".

وعلاوة على ما سبق فإن الاحتلال يهدد المتنزه العام للبلدة بالهدم ، ويمنع إقامة الملعب البلدي شمال البلدة ويشترط تغيير مسار الدخول اليه بطريق بعيدة؛ وفق قوله.

وبدا أهالي قرية النبي الياس مصدومين من الأعمال الواسعة التي تهدف إلى تأسيس الشارع الاستيطاني الذي أقيم على أراضيهم ، فيما هم يعيشون في ظل بنيةٍ تحتية بسيطة.

ويقول سميح اخليف :"أشاهد ما يجري من تأسيس لـبنيةٍ تحتية في الشارع الاستيطاني، فينتابني شعور بالغصة والصدمة، نحن في القرية لا نستطيع عمل أي مشروع صغير، بل إننا نُلاحق في حال إجراء أعمال بنية تحتية قريبة من الشارع الرئيس الذي يمر من وسط القرية ويستخدمه المستوطنون ، فضباط الإدارة المدنية يقفون لنا بالمرصاد".

وعبَّر أصحاب ورش التصليح التي اشتهرت بها القرية بعد انتفاضة عام 2000م؛ عن تخوفهم من إغلاق ورشهم، "هذا الشارع قضى على كل مظاهر الحياة في القرية التي طمسها الاستيطان".

ويقول صاحب محل الأثاث معين قادري :" بعد الانتهاء من أعمال الشارع الاستيطاني سيكون مصير محلي الإغلاق؛ لأني اعتمد على الزبائن الذين يستخدمون الشارع الرئيس؛ وها هو سيتحول الى شارع فرعي مهجور، فمن أجل راحة المستوطنين يُقضى علينا بالضربة القاضية المُوجعة من خلال الخسائر التي سنتكبدها ".

يشار إلى أن الشارع الاستيطاني الجديد قد صادر ما يزيد عن 220 دونماً زراعية وقطع أوصال الأراضي الزراعية؛ ومن المقرر أن يكون التواصل بينها من خلال عبَّارات.