رأى مختصان في شؤون القدس، أن هناك عدة تحديات جديدة أمام المرجعيات الدينية في مدينة القدس المحتلة؛ وذلك عقب انتصار إرادة المقدسيين على الاحتلال الإسرائيلي، الذي حاول فرض إجراءات جديدة بعد الرابع عشر من الشهر الجاري.
وشدد المختصان، في حديثهما لصحيفة "فلسطين" أن الإرادة المقدسية وإجماعها حول قيادة رئيسية ممثلة بـ"المرجعيات الدينية" قادت إلى النتيجة والانتصار المشرف في المسجد الأقصى، مشيرين إلى أن دور المرجعيات "لم ينته، بل بدأ .."
ظروف صعبة
وتوقع الباحث في شؤون القدس، فخري أبو دياب، أن تقوم سلطات الاحتلال بإعاقة انتصار إرادة المقدسيين، ورفع معنويات جنوده ومستوطنيه، مشيرا إلى أن ما حدث خلال الأسبوعين الماضيين، "لم يكن تحركات عشوائية، بل تحركات شبابية منظمة مرتبطة بالمرجعيات الدينية، لتجنب المردود السلبي للعمل العشوائي".
وقال أبو دياب لصحيفة "فلسطين": "إن التحركات الشبابية المنظمة، كانت توصل المعلومات للمرجعيات الدينية كي تتخذ القرار، وكان الجميع يلتزم بقرار المرجعيات حتى لو عارضت رأي الشباب؛ وذلك حتى لا ينشق الصف المقدسي" لافتا إلى أن أهالي القدس استطاعوا إيجاد قيادة من خلال المرجعية الدينية، في ظروف صعبة وقاسية.
واستدرك: "سلطات الاحتلال ستحاول تقييم الأمور، والعمل على الانتقام من المقدسيين، من خلال حملة اعتقالات وإبعاد، وهدم منازل لتشتيت جهد المقدسيين، أو فرض اقامة جبرية على أفراد من المرجعيات الدينية بهدف إيصال رسالة للمقدسيين للجم تحركهم القادم".
وأضاف: "هذه الأمور جميعها تشير إلى أن هناك معركة طويلة، مما يعزز فكرة تدعيم المرجعيات الدينية بشخصيات شبابية، باعتبار أن القادم أصعب, مما يتطلب سهرا وتعبا دائما".
مطالب جديدة
فيما رأى المختص في شؤون القدس، زياد الحموري، أن "ما قبل أحداث 14 يوليو/ تموز الجاري، ليس كما بعدها".
وقال الحموري لصحيفة "فلسطين": "انتفاضة المقدسيين نتج عنها حركة شبابية مرتبطة بالمرجعيات الدينية، مما يعزز دور الأخيرة في تحقيق مطالب أخرى تتعلق بالأوضاع في المسجد الأقصى، بعودة الأمور إلى ما قبل انتفاضة الأقصى عام 2000م والتوقف عن الانتهاكات الأخرى من قبل الاحتلال كاقتحامات المستوطنين التي سيكون هناك رد من الشارع المقدسي عليها".
وأضاف الحموري أن حراك الشارع المقدسي – العفوي – ومن ثم ضبط الشارع يدلل أن هناك حركة شبابية أدت إلى تناغم دور الشباب مع المرجعيات الدينية، التي أوصلت مطالب واضحة فرضت على الجميع.
وأشار إلى أن القضايا التي سيتم مواجهتها من قبل المقدسيين، متعلقة بالأمور الحياتية بالقدس المحتلة، خاصة موضوع فرض الضرائب، هدم المنازل، أوضاع المقدسيين الاقتصادية، إلغاء الاقامات، مؤكدا أن الشارع المقدسي سيرد على هذه الأمور خلال الفترة القادمة.
وعلى مدار 14 يوما كان واضحا، والقول للحموري، أن هناك ضغوطات هائلة على المقدسيين تتعلق بالأمور الاقتصادية والحياتية، مبينا أن "القيادة الدينية أدت دورها على أكمل وجه، وأن هذه القيادة حافظت على وزنها واحترامها، مما يعزز دورها المستقبلي الذي لن ينتهي مع انتهاء انتصار القدس".
وتوقع أن تشهد المرحلة المقبلة، تلاحما بين المقدسيين والقوى الوطنية والمرجعيات الدينية والسياسية الموجودة بالقدس المحتلة، مستدركا: "الكلمة بالأساس كانت للشارع المقدسي، الذي أدرك ما هو صح وما هو خطأ، وأدرك أن إجراءات الاحتلال لا يمكن قبولها، خاصة أن هناك تراكمات كبيرة حدثت، إلا أن موضوع البوابات مثل الشعرة التي قصمت ظهر البعير، مما اعتبر حدثا غير مسبوق".
ولفت إلى أنه طوال الأحداث الماضية، كانت هناك أعداد كبيرة من المقدسيين، تتواجد بشكل مستمر على أبوب الأقصى بمواعيد غير الصلاة، لغرض واحد، وهو إلغاء إجراءات الاحتلال، مؤكدا أن ما حدث مثل مرحلة تاريخية ومحل دراسة وتقييم.