أكد مقرر لجنة فلسطين في البرلمان الأردني السابق النائب د.أحمد الرقب، عضو المكتب التنفيذي لعلماء فلسطين في الخارج، أنّ التطبيع الحاصل بين أنظمة عربية لا قيمة له، ولن ينجح مهما وصل؛ أمام محور المقاومة المُجابه للاحتلال الإسرائيلي وخططه الاستعمارية والاستيطانية.
وقال الرقب خلال حوار مع صحيفة "فلسطين": إنّ "التطبيع هو محاولة جعل الشيء طبيعيًّا، وأنّ هذا الأمر يُستساغ في أيّ موضوع في الدنيا، لكن لا يمكن استساغته مطلقًا مع الاحتلال الإسرائيلي".
وعدَّ أنّ المفهوم العام للتطبيع قد يكون له نتائج إيجابية أو سلبية، لكنه وُظّف سياسيًّا لمصلحة الاحتلال الإسرائيلي.
وأغضبت أنظمة عربية، منها الإمارات والبحرين وعُمان والمغرب والسودان، الفلسطينيين بمختلف توجهاتهم بعد توقيعها اتفاقيات تطبيع مع الاحتلال برعاية كاملة من إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
واعتبر الرقب أنّ التطبيع لن يتحقق بالمفهوم الذي يريده الاحتلال، مُنبّهًا في الوقت ذاته إلى أنّ "العقلية الصهيونية اليهودية ترفض أصلًا التطبيع، وهي قائمة على العنصرية والفئوية والأُحادية، ولا تقبل الآخر مطلقًا؛ فكيف بها أن تُطبّع معه؟.
وأكد أنّ الاحتلال والأطراف المساعدة له، توظف هذا المفهوم سياسيًّا واقتصاديًّا من أجل تحقيق مصالحها التجارية والاستعمارية الهادفة إلى مزيد من السيطرة.
وقال النائب الأردني السابق "في العادة يبدأ التطبيع من القوي نحو الضعيف، وبما أنّ ميزان القوى في المنطقة يظهر أنه في صالح الاحتلال، فإنّ ما حصل ليس تطبيعًا بل استعمار بأسلوب ناعم يعكس تغوُّل القوي على الضعيف من خلال الأنظمة العربية السياسية التي تشتبك بمنظومة من المصالح مع الاحتلال الإسرائيلي".
وتابع: "القوى الكبرى حول العالم لها مصلحة في تطبيع العلاقات بين الأنظمة العربية والاحتلال الإسرائيلي، كما أنّ الأنظمة السياسية العربية في جلّها لها مصلحة في هذا التطبيع، ويعكس ضعف هذه الأنظمة القائمة على النفاق والخيانة والنظر فقط إلى مصالحها بالدرجة الأولى.
ورأى الرقب أنّ "الأيدولوجية الغربية تلتقي مع البراغماتية العربية السياسية وكلاهما متفقتان على أنّ مصلحتهما في بقاء هذا الكيان قائمًا، بعيدًا عن مصالح الإسلام والشعوب والأمة وفلسطين والحرية ومنظومة القيم".
وأكمل: أنّ "هذه المصالح كلها مع الأسف تهدف للسيطرة، ويستخدمون التطبيع كفكرة جهنمية لفتح مجالات اقتصادية وسياسية للعدو الصهيوني".
ونبَّه إلى أنّ مصلحة الاحتلال في زيادة التطبيع، خاصة أنه يعيش حالة إفلاس سياسي، ولقد أصبح غريبًا ويزداد غربة في الأراضي الفلسطينية المحتلة وهذا يُسبّب له إفلاسًا نفسيًّا، ويجعله مهزومًا من داخله ويُعجّل برحيله عن المنطقة لأنه يعيش بمعنويات صعبة جدًّا، والديموغرافيا الفلسطينية والوعي الفلسطيني يزدادان يومًا بعد يوم في الأراضي المحتلة، ولذلك يشعر الاحتلال أنه يختنق.
والحلُّ أمام الاحتلال فقط، كما يرى الرقب، "فتح الحدود النفسية والاقتصادية والجغرافية والديموغرافيّة وإقامة مشاريع ترانسفير مشتركة مع البلاد العربية وغيرها تُخفّف حالة الاختناق النفسي والسياسي داخل الوطن الغالي المحتل.
وربط صمت الدول العربية المُطبّعة على انتهاكات الاحتلال في القدس والأراضي المحتلة، بأنّ هناك "اختراقًا في الذهنية العربية وهو قديم، ويرتبط بفكرة التعايش مع الاحتلال".
وبيّن أنّ معظم العقليات التي تقود الوطن العربي عبارة عن مجموعة من خريجي الجامعات "الصهيونية" والأمريكية والبريطانية والفرنسية وغيرها، وجميعهم مخترقون ذهنيًّا ويريدون التعايش.
ونبَّه إلى أنّ التطبيع يحدث في الغرف المظلمة، ولذلك لا قيمة أو آثار له، ولن يكون سوى فقاعات مستحيل أن تثبت على أرض الواقع، فالشعوب العربية بالفطرة ترفض هذا التطبيع أيًّا كانت أنواعه وصوره.
وشدّد على أهمية الإعلام في المعركة ضد التطبيع العربي مع الاحتلال، وكشف الجرائم التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني والمقدسات الإسلامية والمسيحية في الأراضي المحتلة.
وقال: "نحن مسلمون، ولنا مرجعيّتنا الدينية والقرآنية، والأمر محسوم لصالحنا، ولدينا قناعة عقائدية بسورة الإسراء، ومن حيث البعد القرآني فإنّ هذا العدو (الإسرائيلي) إلى زوال، وهو يعرف هذا حقّ المعرفة وأنّ فلسطين ستكون مقبرة له".
وتابع: "الاحتلال يزداد عزلة وإفلاسًا سياسيًّا ونفسيًّا، وهو يزداد وهنًا على وهن بعد أن مارس الظلم ضد الأطفال والكبار، ووصل إلى عمق الإساءة في دور العبادة للمسلمين مُتجاوزًا كلّ القوانين الشرعية والوضعية".