اختتم رئيس المكتب السياسي لحركة حماس "إسماعيل هنية" والوفد المرافق له زيارة هامة لدولة الجزائر والتي جاءت بدعوة رسمية من الرئيس الجزائري "عبد المجيد تبون" للحركة، تخللها المشاركة في احتفالات الذكرى الستين لاستقلال الجزائر، وحضور العرض المهيب للجيش الجزائري والذي هتف بقوة لفلسطين وخص قطاع غزة بالهتاف والتحية، خلال الزيارة التقى هنية بالرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، وشارك في اللقاء الذي تم برعايته بين وفدي حركتي "حماس" و"فتح"، الأمر الذي يعكس حرص الحركة على الانفتاح التام والجاهزية الكاملة لتطوير علاقاتها والتواصل الدائم مع كافة الدول على الصعيد الإقليمي والدولي في سياق "دعم واسناد القضية الفلسطينية وتعزيز صمود شعبنا وحشد الطاقات لدعمه واسناده في نضاله ضد الاحتلال.
وقد ظهر حرص الحركة أيضا من خلال الزيارات المكثفة التي أجراها الوفد برئاسة هنية لأهم وأبرز المكونات في دولة الجزائر؛ وذلك لاستثمار الزيارة وتعزيز التواصل واطلاع الجميع على آخر التطورات في المشهد السياسي والوطني الفلسطيني وتحفيز ودعوة الجميع لمساندة ودعم شعبنا الفلسطيني ومقاومته الباسلة، والاستماع للآراء وتبادل المعلومات والتوافق على تعزيز التعاون الفلسطيني الجزائري، ومن أبرز هذه الزيارات كانت زيارة كلا من: مجلس الأمة الجزائري، والالتقاء برئيسه صالح قوجيل، والمجلس الشعبي الوطني والالتقاء برئيسه إبراهيم بوغالي، إضافة إلى عقد العديد من اللقاءات الهامة مع عدد من المسؤولين الجزائريين.
هذه الدعوة (الجزائرية) كشفت عن: 1_مدى اهتمام وتقدير الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون للقضية الفلسطينية واعتزازه بمكوناتها السياسية والوطنية الهامة والحية وفي مقدمتها حركة حماس، 2_حرص واستعداد الجزائر لمواصلة الدعم والاسناد لشعبنا الفلسطيني وقضيته العادلة، 3_وبينت مدى التزام الجزائر في البقاء على مواقفها التاريخية والتي سطرتها رسميا وشعبيا على مدى عقود من الزمن،4_ وكشفت عن حجم المحبة في قلوب الجزائريين لشعبنا وقضيته، 5_أن هناك اهتمام وحرص شديد على حضور حركة حماس في هذه المناسبة الوطنية الهامة والتي دعي لها الملوك والامراء ورؤساء الدول والسفراء وغيرهم من الشخصيات الهامة على المستوى الإقليمي والدولي.
كما يمكن الإشارة إلى حجم الوفود التي قدمت للقاء هنية والوفد المرافق له، والتي تكشف وبلا شك عن (عظم المكانة والتأثير) التي تشكله الحركة في الساحة الجزائرية بل وفي مختلفة الساحات العربية والإسلامية، وكان من أبرز هذه الوفود التي تم استقبالها كلا من: رئيس الهلال الأحمر الجزائري ابتسام حملاوي، وعدد من رؤساء وقادة الأحزاب؛ من بينهم الأمين العام لجبهة التحرير الوطني أبو "الفضل البعجي"، ورئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري، ونائب رئيس حركة البناء الوطني أحمد الدان، وأمين عام حركة النهضة يزيد بن عائشة، والدكتور الشيخ محمد مأمون القاسمي عميد جامع الجزائر، ورئيس منتدى سيدي أبي مدين للإخوة الجزائرية الفلسطينية، والدكتور عبد الرزاق قسوم رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، ورئيس جمعية البركة أحمد إبراهيمي، ورئيس جمعية الأيادي البيضاء بوزيد شناف، ووفد من جمعية الإرشاد والإصلاح، وأعضاء من مجلس الأمة والنواب والشخصيات الوطنية والعائلات وفي مقدمتهم عائلة الشيخ محفوظ النحناح رحمه الله، وغيرهم من الشخصيات.
وفي السياق فإنه يجب الوقوف على أهم النقاط الجوهرية التي جعلت الحركة تكون حاضرة وبقوة في المشهد الجزائري إلى جانب حضورها في عواصم أخرى ومنها:
أولا: الحركة باتت اللاعب الأبرز والأهم في المشهد السياسي والوطني الفلسطيني وهي الأقدر على تمثيل وحماية شعبنا والدفاع عن مصالحه وحقوقه الثابتة.
ثانيا: مواقف الحركة المتوازنة ودبلوماسيتها المتقدمة وانفتاحها على كافة الدول وتضامنها مع قضايا الأمة وتقديرها للجهود الجزائرية وتثمين كافة المواقف وابقاءها لقنوات اتصال مباشرة ودائمة مع مختلف مكونات الدولة الجزائرية.
ثالثا: ثبات الحركة وصمودها في وجه المؤامرات المختلفة وتضحياتها المتواصلة دفاعا عن قضية فلسطين ومعها مختلف القوى الفلسطينية والتي كان اخرها خوض معركة سيف القدس والتي أثبتت من خلالها قدرتها على مواجهة وردع العدو الصهيوني بل وفرض معادلات جديدة.
رابعا: تجاوب الحركة مع كافة الدعوات العربية والإسلامية ومنها دعوات الجزائر لإنهاء الانقسام واتمام المصالحة الوطنية وتقديم كل ما يلزم لإنجاح هذا الجهد في كافة المحطات.
لذلك كانت حماس حاضرة وبقوة، وخطف رئيس مكتبها السياسي الأضواء في مختلف محطات الزيارة حتى بات البعض يلقبه برئيس الشعب الفلسطيني وليس رئيس حركة حماس فحسب، وهذا عائد لنجاح هذه الحركة في تقديم شخصيات وازنة لقيادة مكتبها السياسي لهم رصيد كبير من الحب والفعالية والتأثير ليس في الساحة الفلسطينية فحسب بل على مستوى العالم العربي والإسلامي، فلقد بات إسماعيل هنية أحد أهم وأبرز الشخصيات الفلسطينية التي تحظى بالمحبة والقبول فلسطينيا وعربيا واسلاميا، الامر الذي يجعله في كل مرة يحصد أعلى النسب في مستوى التأييد لانتخابه رئيسا للشعب الفلسطيني في معظم استطلاعات الرأي الفلسطينية والعربية التي أجريت في فترات مختلفة.