قائمة الموقع

عجيسة: زيارة هنية إلى الجزائر سيتبعها تكثيف اللقاءات وفتح الأبواب لقادة العمل الفلسطيني

2022-07-07T08:23:00+03:00
يوسف عجيسة نائب رئيس المجلس الشعبي الوطني الجزائري - أرشيف

قال نائب رئيس المجلس الشعبي الوطني الجزائري، يوسف عجيسة، إنّ الزيارة الأولى لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية إلى الجزائر، بدعوة من الرئيس عبد المجيد تبون سيتبعها تكثيف اللقاءات وفتح أبواب الجزائر لقادة العمل الفلسطيني.

وشدد عجيسة في حوار خاص مع صحيفة "فلسطين"، على أنّ التقارب بين الجزائر وحماس كبير جدًّا، وله ما بعده في دعم المظلومين والمحاصرين والقضية الفلسطينية، التي تعدّ قضية مركزية لدى الجزائريين.

وأضاف: "لا بد من الجزائر وهي الدولة المقاوِمة والرائدة ولها قوة إقليمية كبيرة أن يكون لها قدم في الأراضي الفلسطينية وخاصة غزة"، مشيرًا إلى أنّ زيارة هنية ستُدعّم بزيارات أخرى لها أطر وبرامج أخرى لقادة العمل الفلسطيني.

ضيف عزيز

وأضاف أنّ وجود هنية بين القادة السياسيين ليس بروتوكولًا عاديًّا، ولكن هذه مكانة القائد هنية في قلوب الجزائريين وحتى الرسميين منهم الذين يكنّون حبًّا كبيرًا لفلسطين وللمقاومة، معتبرًا إياه "ضيفًا عزيزًا" على قلوب الجزائريين، تجلّت في معاملة رئيس الجمهورية لهنية في كل المراسيم، في أثناء الاستعراض والأوبريت، وخلال الاحتفال واللقاء في المركز الكبير للمحاضرات والمؤتمرات.

وبيّن أنّ وجود هنية في الصف الأول محاطًا بثلة كبيرة من العسكريين الجزائريين وكل قادة الجيش والحرس الجمهوري، وعن يمينه رئيس الوزراء، وعلى يساره أحد أعضاء المجلس الأعلى للدولة الذي كان في بداية التسعينات من القرن الماضي، رسالة قوية لها دلالتها ورمزيتها لكل الجهات.

وتابع: "هذا الاحتفاء جزء من مكانة المقاومة وفلسطين وحماس في قلوب الجزائريين، وبالنسبة للجزائر التي تحتفي بذكرى الاستقلال، فهذه الحرية لم تهدَ ولكنها انتُزعت بالدماء والأشلاء، وقدمت الجزائر مليونًا ونصف المليون شهيد في سبع سنوات وأكثر من خمسة ملايين شهيد خلال 132 سنة من عمر الاحتلال الفرنسي".

ولفت عجيسة إلى أنّ دخول هنية للجزائر كان مُنتظرًا منذ عهد الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، رغم تقديم كثير من الدعوات، لكن كان هناك موقف من النظام تجاه الفلسطينيين، ولكن بانتخاب الرئيس عبد المجيد تبون، أظهر موقفه تجاه القضية الفلسطينية من خلال تصريحات قوية وجريئة لا تُبارك التطبيع وهذا موقف شعبي ورسمي وقانوني وبرلماني بعد سنّ قانون تجريم التطبيع مع الاحتلال.

3 أمور رمزية

وأكد أنّ اللقاء مع هنية في عهد الرئيس "تبون" لم يتأخر، ولكن كانت الجزائر تبحث عن مناسبة تكون فيها زيارة هنية كبيرة ومُشرّفة للجزائر، وقد اجتمعت بالمناسبة ثلاثة أمور رمزية، مناسبة الزمان في العاشر من "ذي الحجة"، والمكان في أرض الشهداء الجزائر، والذكرى الستين لاستقلال الجزائر.

وأشار إلى أنه سبق زيارة هنية زيارات لممثلي حماس بالجزائر ضمن المبادرة الجزائرية للمصالحة، التقى خلالها الرئيس الجزائري بممثلين عن فصائل العمل الوطني الفلسطيني، وكان يُرتّب لدخول الرأس الأول في حركة حماس بمناسبة كبيرة، فكان حضور هنية شامخًا والاحتفاء به كبيرًا، وأُتيحت الفرصة لهنية للقاء ممثلي الشعب الجزائري من رؤساء أحزاب وجمعيات مجتمع مدني وشخصيات وطنية ورجال الدولة لمناقشة المستجدات المتعلّقة بالقضية الفلسطينية.

ونبّه إلى أنّ الموقف الرسمي الجزائري داعم للقضية الفلسطينية، وهي أولى الدول في احتضان المقاومة ورجالها لأنها الدولة الوحيدة التي لم تسعَ للتطبيع ولا تباركه ولا ترتبط بعلاقات مع الاحتلال، مشددًا على ضرورة أن تفتح الجزائر المجال أكثر للمقاومة ورجالها بالتواجد في الجزائر وأن تكون لهم مكاتب ومؤسسات بها، لكون ذلك مطلب الشارع الجزائري بدعم المقاومة وأن يكون للدولة دور أساسي في دعم القضية الفلسطينية.

المصالحة الفلسطينية

وحول دور الجزائر في تحقيق المصالحة الفلسطينية، أكد نائب رئيس المجلس الشعبي الوطني الجزائري، أنّ الجزائر دائمًا تعرض على الشعب الفلسطيني وقادة العمل الفلسطيني كسر الانقسام وتوحيد تضحياتهم ومقاومتهم، والجزائر بكل المستويات تفتح أبوابها للفرقاء لأنها تدرك أنه لن يكون هناك تحرير إلا بتوحيد كلّ الفصائل الفلسطينية.

وبشأن نجاح الرئيس الجزائري في عقد لقاء بين هنية وعباس، لفت عجيسة إلى أنّ الصورة معبّرة بعد جفاء دام سنوات، ولكنها لم تكن سهلة، فرغم أنها بروتوكولية وبسيطة لكن سبقها تفاوض وحديث وأخذ ورد من أجل أن "تكون بهذا الشكل الجميل".

وأعرب عن أمله ألا تكون مجرد صورة، وأن تلتحم الأفكار حول مشروع المقاومة وتحرير فلسطين وتوحيد الشعب الفلسطيني، الذي يحتضن مقاومته ويلهج بأسماء رجال المقاومة، مشيرًا إلى أنّ تبون، دعا خلال اللقاء، إلى الإسراع في جمع شمل منظمة التحرير الفلسطينية وإقامة الانتخابات لتكريس الشرعية.

وأكد أنّ الانقسام الفلسطيني لا يخدم القضية ولا يدعمها، وتستطيع الجزائر بموقفها وقوتها ومكانتها في قلوب الفلسطينيين مقاومة وسلطة ومنظمة تحرير أن تقدم الكثير، وتستطيع استرجاع الملف الفلسطيني الذي أُريدَ ربّما أن تبتعد عنه الجزائر ويكون بيد جهات معينة، ربّما يؤثر الاحتلال وأمريكا وقوى غربية في قرارها.

واستدرك، "لكنّ الجزائر باستقلال قرارها، وأخذه بنفسها فهي تستطيع أن تفعل الكثير فلها تجربة في تحقيق مصالحة جزائرية بعد عشر سنوات من حرب أهلية، انتهت بتحقيق مصالحة وطنية، والجزائر لها ما تقدمه للفلسطينيين والقضية.

 

اخبار ذات صلة