فلسطين أون لاين

أسرت خلالها ضابطًا وجنديًّا

تقرير معركة "العصف المأكول".. 51 يومًا والقسام تقصف (تل أبيب)

...
صواريخ المقاومة وهي تدك مدن الاحتلال في معركة العصف المأكول
غزة/ أدهم الشريف:

رغم أنّ المعركة التي خاضتها فصائل المقاومة وفي مقدمتها كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، امتدت لـ51 يومًا، إلا أنّ المقاومة استطاعت خلالها الصمود في وجه العدوان والردّ على جرائم جيش الاحتلال، بالوسائل الدفاعية وقصف "تل أبيب" وغيرها من المدن المركزية في الداخل المحتل بآلاف القذائف الصاروخية.

ويُوافق غدًا الخميس، 7 يوليو/ تموز 2014، الذكرى الثامنة لمعركة "العصف المأكول" التي امتدت 51 يومًا، ونفّذت خلالها المقاومة العديد من العمليات النوعية، أبرزها عمليات خلف خطوط العدو، والتسلل لقاعدة "زكيم" البحرية.

وسبق أن ارتكب جيش الاحتلال سلسلة انتهاكات واعتداءات في مناطق مختلفة من القدس والضفة الغربية المحتلتيْن، أدّت إلى مزيد من الاحتقان وأثارت غضب الشارع الفلسطيني ومقاومته، وأبرزها كان حرق مستوطنين الطفل المقدسي محمد أبو خضير، وقصف نفق للمقاومة في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، استُشهد فيه عدد من مقاتلي كتائب القسام.

وفي إثر ذلك قرّرت كتائب القسام والمقاومة خوض المواجهة مجددًا ضد جيش الاحتلال وحكومته التي كان يرأسُها آنذاك بنيامين نتنياهو.

وبالفعل لجأت القسام ومعها فصائل المقاومة إلى قصف مدن الداخل المحتل وركّزت قصفها خلال المعركة على "تل أبيب" العاصمة الاقتصادية للاحتلال وأهم مدنها.

إنجازات عسكرية

وخلال المعركة، أعلنت القسام إدخالها صواريخ للخدمة جديدة من تصنيع مهندسيها بقدرات ومَدَيات متعددة، وهي؛ (R-160) نسبة إلى رئيس حركة حماس سابقًا الشهيد عبد العزيز الرنتيسي، و(J-80) نسبة إلى الرجل الثاني في القسام الشهيد أحمد الجعبري، و(s-55).

وتقول القسام على موقعها الإلكتروني، إنها أطلقت خلال معركة "العصف المأكول" 3621 قذيفة صاروخية؛ ثمانية منها باتجاه حيفا، و109 تجاه (تل أبيب)، والقدس المحتلة بـ 19 صاروخًا، و"ديمونا" بـ 12 صاروخًا، إضافة لمئات الصواريخ التي طالت المستوطنات والمواقع العسكرية المحاذية لقطاع غزة.

ومن أبرز إنجازات القسام خلال المعركة كشفها عن 3 نماذج من الطائرات المسيرة التي صنعها مهندسو القسام، وهي؛ (A1A)، (A1B)، (A1C). وبثّت القسام آنذاك فيديوهات قصيرة لنجاح طائراتها في تنفيذ عدة مهمات عسكرية ضد أهداف لجيش الاحتلال خارج حدود قطاع غزة.

وطال بنك أهداف المقاومة وكتائب القسام قواعد ومطارات عسكرية، ومواقع أخرى في مدن كبرى كحيفا والقدس و"تل أبيب" و"ديمونا" ومطار "بن غوريون"، واللد والرملة و"هرتزليا" و"ريشون ليتسيون" وأسدود، وصولًا إلى مناطق البحر الميت وحتى بئر السبع جنوبي فلسطين المحتلة.

كما أعلنت القسام عن بندقية القنص "الغول".

وتقول القسام: إنها نفذت عشرات عمليات الصد والاستدراج لقوات جيش الاحتلال خلال الالتحام البري، منها 22 عملية قنص، استهداف 91 آلية، إطلاق 57 قذيفة مضادة للدروع، تفجير 28 عبوة، 38 اشتباكًا مسلحًا، إطلاق 11 صاروخًا موجّهًا.

خلف الخطوط

ونفّذت القسام عمليات نوعية خلف خطوط جيش الاحتلال، أولها كان اقتحام قاعدة "زيكيم" عبر تسلُّل وحدات "الضفادع" في القسام عبر البحر بتاريخ 8 يوليو/ تموز 2014، وإيقاع خسائر في صفوف جنود الاحتلال.

وبتاريخ 17 يوليو، خرج مجاهدو القسام عبر أحد الأنفاق الإستراتيجية عند بوابة موقع "إسناد صوفا" العسكري، ونفّذوا مهمة استطلاع بالقوة كان هدفها رصد المكان ومعرفة أماكن تمركز الاحتلال وآلياته بدقة من أقرب نقطة، ونجحوا في تدمير منظومة استخبارية لجيش الاحتلال.

وفي 19 من ذات الشهر، اقتحم عناصر نخبة القسام عبر نفق موقع "أبو مطيبق" شرق المحافظة الوسطى، وقتلوا 7 من جنود الاحتلال، واغتنموا قطعتي سلاح من نوع "M16".

وفي 20 يوليو، نفّذت القسام عملية تسلل جديدة عبر الأنفاق إلى هدف شرق بلدة بيت حانون، شمالي القطاع، واستُشهد خلالها عدد من منفذي العملية ونجح اثنان منهم في العودة عبر النفق الذي خرجوا منه لتنفيذ العملية.

وبعد 8 أيام، وتحديدًا في 28 يوليو، نفّذت القسام عملية تسلل جديدة عبر الأنفاق شرق حي الشجاعية في موقع "ناحل عوز" العسكري، وقتل جنود القسام 10 من جنود الاحتلال ثم عاد جميع مقاتلي القسام بسلام.

كما نجحت القسام في أسر ضابط وجندي في جيش الاحتلال خلال عمليات نوعية، وهما مأسورَين لديها منذ المعركة، وهما: "شاؤول آرون"، "هدار جولدن".

وتتطلّع كتائب القسام إلى إنجاز صفقة تبادل مُشرّفة على غرار "وفاء الأحرار" 2011، والتي نجحت خلالها في فكّ قيود 1047 أسيرًا وأسيرة من سجون الاحتلال.