اعتبر مفتي القدس والديار الفلسطينية، الشيخ محمد حسين أن أهم عامل لانتصار القدس والمسجد الأقصى المبارك هو وحدة وسلامة الموقف والصبر الذي تحلى به أبناء الشعب الفلسطيني، مؤكداً أن البوصلة يجب أن تكون نحو القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية".
وقال حسين في حديث لصحيفة "فلسطين": إن "الرسالة وصلت للاحتلال أن المسجد الأقصى بالنسبة للشعب الفلسطيني خط أحمر"، مشيرًا إلى أن الاحتلال بنى جدار الفصل العنصري ظنا منه أنه يمكن فصل مدينة القدس عن كامل المدن الفلسطينية الأخرى، إلا أن القدس تبقى لأهلها الفلسطينيين واحدة موحدة.
وأعرب عن أمله بأن تزول كافة مظاهر التوتر في القدس حتى يتمكن المصلون من كافة الأعمار من أداء صلاة الجمعة القادمة في المسجد الأقصى، وشدد على أن أبواب المسجد الأقصى يجب أن تكون مفتوحة في كل وقت حتى يتمكن المصلون من الوصول إليه من أحياء مدينة القدس وخارجها، مستبعدًا بأن يبقي الاحتلال على قرار صلاة الجمعة بالأقصى لمن هم فوق الخمسين عاما فقط.
وأكد أن المسجد الأقصى مكان عبادة، وأن الحفاظ عليه واجب، وهو ما يدركه أبناء الشعب الفلسطيني تجاه مسجدهم، مشيرا إلى أن المصلين خارج المسجد الأقصى (أمس) انصرفوا بهدوء "وهذا دليل على مسؤوليتهم وإدراكهم أن توجههم للأقصى لأداء الصلاة فقط، لعدم اعطاء المجال أمام الاحتلال للعبث فيه".
وبشأن إزالة الاحتلال للبوابات الإلكترونية، قال حسين: "إن الشعب الفلسطيني رفض الدخول للبوابات الإلكترونية، لأنها ليست إجراءات أمنية لا من قريب أو بعيد، وإنما بوابات مطلوب منها تمرير أمر سياسي ببسط السيطرة الإسرائيلية على المسجد الأقصى"، مؤكداً أن السيطرة على الأقصى للمسلمين فقط لأنه مسجد إسلامي خالص.
ولفت إلى أن الأقصى ومنذ خمسين عاما لم يشهد تركيب كاميرات ذكية أو أبواب إلكترونية، مبينا أن الاحتلال هدف من إجراءاته الأخيرة بسط السيطرة والسيادة والتضييق على المصلين لآمال وأغراض كان الاحتلال يطمح إليها في قضية التقسيم الزماني والمكاني وهذا ولى من غير رجعة، بعد وحدة الموقف الفلسطيني.
وأكد مفتي القدس، أن الرسالة واضحة للاحتلال الإسرائيلي أنه لا يمكن أن يسمح الشعب الفلسطيني بأي إجراء بالمسجد الأقصى كما حدث بالمسجد الإبراهيمي، قائلا: "كان الاحتلال واهما أن ما جرى بالإبراهيمي سيجري بالأقصى".
وأضاف: "صحيح أن المسجد الإبراهيمي من المساجد المهمة في فلسطين، وأن الإجراءات التي تمت فيه اجراءات احتلالية باطلة، لكن ما حدث هناك لا يمكن أن يحدث بالأقصى"، متسائلا، "الأقصى مكان إسلامي خالص لا علاقة للإسرائيليين فيه، فبأي حق يريدون تهويد المدينة والسيطرة والهيمنة عليها"؟.
وحول تعرض المرجعيات الدينية لأي ضغوط عربية وإسرائيلية للتخلي عن مطلب ازالة اجراءات الاحتلال بحق الأقصى، قال حسين: "موقفنا واضح أنه لا مجال للضغوط والمراهنات على حقنا بالمسجد الأقصى، فنرفض ذلك من باب العقيدة والتاريخ والدين ومن باب أننا حراس الأقصى، ولا يمكن أن نخضع لا للاحتلال أو أي جهة أخرى أو أن نتزحزح عن موقفنا الثابت تجاه الأقصى".
وشدد على أنه لا مجال للمساومات والمفاوضات على الموقف الإسلامي الشعبي الرسمي الوطني الفلسطيني تجاه الأقصى، لافتًا إلى تناغم وترابط كافة الأهداف الفلسطينية في صف واحد تجاه الأقصى.
وأَضاف حسين: "لا شعار أسمى من شعار حماية الأقصى ورعايته، فكل البوصلة توجهت نحو القدس"، مؤكداً أن حماية الأقصى مقدمة لحماية القدس بكل مكوناتها ومقدساتها وصولا للحرية التامة للشعب الفلسطيني.