قائمة الموقع

"رجاظة" "معاتشة" لهجات فلسطينية ستعرفها بلعبك "إنت فاهمني"

2022-07-04T08:33:00+03:00
رغد القواسمة

لو حدثك أحدهم بكلمات كـ"ييا.. رجاظة.. همدت.. معاتشة" ستعتري وجهك علامات استفهام وتعجب، حينها سيحاول فك شيفرات تلك الكلمات ويسألك "إنت فاهمني؟"، ويبدأ سبر أغوار تلك الكلمات التي هي لهجات لعدة بلدات فلسطينية لا يزال البعض يتداولها، وآخرون يجهلونها ولا سيما الجيل الجديد منهم.

لن تبحث كثيرًا عنها وإنما ستجدها بين يديك في لعبة "إنت فاهمني" من خلال بطاقات ورقية تتشاركونها فيما بينكم وتبدؤون بالتعرف على أصول لهجاتكم، وتقضون وقتًا ماتعًا مفيدًا، وتصبح لديكم حصيلة غنية باللهجات الفلسطينية.

معاني الكلمات الواردة في الأعلى تبينها مبتكرة اللعبة رغد القواسمة، فـ"ييا" تعني "يا أخي" ويستخدمها أهالي مدينة يطا في الخليل، أما "رجاظة" فتعني "دجاجة"، وحينما يقول لك أحدهم من قرية بخماس قضاء القدس "همدت" فهو بالتأكيد يقصد أنه "جائع"، أما "المعاتشة" لدى أهالي قرية بدرس فهي "الغسالة".

تعريف باللعبة

وفازت لعبة "إنت فاهمني" التي ابتكرتها القواسمة بالمركز الأول في مسابقة "الثقافة هوية صمود" التي تطلقها حاضنة أعمال رامي زاهي خوري للابتكار والريادة.

وتهدف الحاضنة إلى التركيز على الابتكار والريادة في الوظائف التي تتعلق بالفنون لأن الفنون وسيلة قوية ليس فقط من حيث قابليتها للتوظيف وإنما أيضاً في إنشاء مساحات يمكن تكرارها واستدامتها وتوسيعها بسهولة، كما وتهدف الوحدة إلى الاستثمار في الشباب الفلسطيني الواعد وخاصة طلبة وخريجي جامعة دار الكلمة.

تبين القواسمة (22 عامًا) لـ"فلسطين" من مدينة الخليل أن اللعبة عبارة عن ألعاب ورقية جماعية فلسطينية تعمل على إثراء قاموس اللاعبين بالمصطلحات الفلسطينية، "وتقريب المسافات واختلاف اللهجات ليفهم كل منا الآخر، ونحاول من خلالها المحافظة على الثقافة الفلسطينية الكلامية وحمايتها من الكلمات الدخيلة بفعل العولمة، ومن سرقة الاحتلال لها أيضا".

وتوضح أن "إنت فاهمني" تعزز عند الأطفال مهارات عدة مهمة منها مهارات التواصل الاجتماعي، والعمل الجماعي الذي قل بفعل الألعاب الإلكترونية، وانعزال الأطفال عن العالم الواقعي.

وتلفت القواسمة إلى أن اللعبة ستجاري التطور بوجود رمز (QR) الذي ينقل اللاعب إلى الاستماع لكيفية نطق الكلمة بالطريقة الفلسطينية الأصيلة.

وتنبه إلى أن هذه اللعبة هي واحدة من سلسلة ألعاب جماعية بمحتوى خاص بالفلسطينيين، وستعمل على تطويرها للعمل على تنمية مختلف المهارات لدى الأجيال القادمة.

وتريد القواسمة أن يكون المغتربون الفلسطينيون جزءًا من جمهور اللعبة ليتعرفوا على لهجات بلداتهم وقراهم الأصلية لِتُقرب وجودهم في وطنهم، وكذلك العرب في جميع دول العالم ليتعرفوا أكثر على الثقافة الفلسطينية.

وتشير القواسمة إلى أن اللعبة سيتم طباعتها وبيعها في الأسواق الفلسطينية خلال الفترة المقبلة، وسيتم توزيعها في المكتبات في عدة دول عربية وأجنبية، كما سيتم بيعها على موقع أمازون العالمي. 

تنقية وتجميع المصطلحات

ومن الصعوبات التي قابلتها القواسمة، تذكر أنها تكمن في تنقية وتجميع المصطلحات الأصلية، وتصنيفها والتأكد من مصدرها، متوقعة أن تواجه بعض المصاعب في إقناع الجيل الحالي باستعمال الألعاب الورقية عوضا عن الإلكترونية.

وتقول: "كما تحتاج أي فكرة إلى صقل ودعم وتوجيه، كذلك كانت لعبة "إنت فاهمني"، عندما قمت بالتقديم للمشاركة في مسابقة الثقافة هوية صمود، التي وسعت مداركي في شتى المجالات التسويقية، والمالية، والتنظيمية وغيرها، ومن ثم الدعم المالي عندما فاز مشروعي بالمنحة البذرية ليبدأ تطبيقه على أرض الواقع".

وعن الأسباب التي دفعتها نحو تطبيق فكرة لعبتها، تضيف القواسمة: "من السهل سرقة الأكلات التراثية، والأثواب التقليدية من قبل الاحتلال الإسرائيلي، ولكن من الصعب عليه أن يسرق اللغة الأصلية المحكية، كما أن وجود اللغة من عدمه يثبت وجود حضارتنا".

وعن الأمر الذي سيضفي جمالية أعلى على اللعبة، تتحدث: "سأقوم بتسجيل الكلمات بأصوات كبار السن من البلدة والقرية الأصلية لها، وفهم الأقدر على نطقها بطريقة صحيحة".

اخبار ذات صلة