فلسطين أون لاين

شارك في فعاليات الإرباك الليلي

تقرير محمد مرعي.. رفض الزواج وامتلاك بيتٍ حبًّا في الشهادة

...
الشهيد محمد مرعي
جنين-غزة/ أدهم الشريف:

"لم نترك أمرًا إلا عرضناه عليه، ولقد تجهزنا لبناء بيت له وتزويجه لكنه رفض.." هكذا تحدث ماهر مرعي من سكان مخيم جنين، شمالي الضفة الغربية المحتلة، عن حياة نجله محمد (25 عامًا) في أيامه الأخيرة قبل أن يمضي شهيدًا.

وأعدمت قوة خاصة من جيش الاحتلال اقتحمت منطقة الجامع الكبير في مخيم جنين، فجر الأربعاء الماضي، 29 يونيو/ حزيران الحالي، محمد مرعي خلال مواجهات اندلعت في إثر الاقتحام، واستخدم فيها الشبان الفلسطينيون الحجارة.

وقال والد الشهيد: إن "محمد لم يكن يترك مواجهة مع قوات الاحتلال في مخيم جنين إلا ويشارك فيها، ويتصدى للاقتحامات المتكررة".

وأضاف لصحيفة "فلسطين": كان محمد يتحدث عن الشهادة دوماً، رغم أنني عرضت عليه بناء بيت له والزواج فيه، لكنه كان دائم الرفض حبًا في الشهادة.

وعمل محمد في الضفة الغربية قبل استشهاده، حسبما يفيد والده، في عدة أعمال شاقة، منها البناء لتحصيل قوت يومه، واعتمد على نفسه لسنوات طويلة.

وفي الوقت نفسه، شارك محمد منذ نعومة أظافره في التصدي لاقتحامات جيش الاحتلال لمدينة جنين، حتى أن والده يقول: إنه عندما كان عمره 11 عامًا شارك في المواجهات.

ليس ذلك فحسب، فعندما كبر انضم لوحدات الإرباك الليلي في جنين، وهذه الوحدات انتشرت في محافظات عدة بالضفة الغربية منها نابلس أيضًا، للتصدي لمحاولات جنود الاحتلال والمستوطنين السيطرة على المزيد من الأراضي المحتلة سنة 1948.

ويبدو ماهر مرعي فخورًا بنجله إلى حد كبير، فرغم آلام الفقد والحرمان لنجله فإنه بدا متقبلاً غياب نجله عنه في إثر إصابته برصاص جنود الاحتلال تاركًا خلفه شقيقين آخرين، أكبرهما عمره (27 عامًا)، وثلاث شقيقات أكبرهن تبلغ (10 أعوام).

ويكرر جيش الاحتلال عمليات الاقتحام لمدينة جنين ومخيمها وأحيائها بحثًا عن "المطلوبين" بحسب وصف الجيش، وهم يتبعون لفصائل المقاومة الفلسطينية ولديهم إمكانيات عسكرية لخوض الاشتباكات.

ويكثف جيش الاحتلال عمليات الاستهداف لهؤلاء المقاومين، ولقد شهدت جنين سلسلة اغتيالات نفذها الجيش في إثر اقتحام قواته الخاصة للمدينة ومخيماتها، وطالت مقاومين ينتمون لأجنحة عسكرية منها كتائب القسام، وسرايا القدس، وشهداء الأقصى.

وفي إثر هذه العمليات تندلع مواجهات عنيفة في جنين، دأب محمد على المشاركة فيها وإلقاء الحجارة، الوسيلة المفضلة التي اعتاد عليها سنوات طويلة في التصدي لجنود الاحتلال.

ويقول والده إن محمد قبل استشهاده بقليل كان يعمل مع أحد أفراد العائلة في بناء أحد البيوت، وعندما تلقى نبأ اقتحام الاحتلال مدينة جنين ترك عمله واستقل دراجة نارية مع أحد أقاربه وتوجه لمنطقة الجامع الكبير، وما إن وصل إلى مكان المواجهات سقط أرضًا بعد صرخة مدوية في المكان.

خرجت تلك الصرخة من حنجرة محمد، بعدما أصابته رصاصة قناص في يده اليمنى واخترقتها حتى أصابت خاصرته وتفجرت بداخله، وهي من عيار "250"، بحسب والده محمد.

ولم تنجح محاولات أطباء مستشفى الشهيد خليل سليمان الحكومي لإسعاف محمد، وأعلن بعدها عن استشهاده، لتعم حالة من الغضب أرجاء مدينة جنين قبل تشييعه إلى مثواه الأخير ويوارى تحت الثرى في مقبرة شهداء مخيم جنين، وسط حالة من الغضب وتأكيد ضرورة استمرار مقاومة الاحتلال.

وتابع والده المكلوم أن محمد كان إنسانا ودودا جدًا، يحبه الجميع من الأهل والجيران والأصدقاء.

ولا تقف جرائم الاحتلال في جنين عند استهداف الشهيد مرعي وغيره من الشبان، فقد طالت أيضًا مراسلة قناة الجزيرة في فلسطين الزميلة الصحيفة شيرين أبو عاقلة في 11 مايو/ أيار الماضي، خلال مشاركتها في التغطية الصحفية لاقتحام الاحتلال مدينة جنين، واتهمت أطراف عدة قوات الاحتلال بتعمد اغتيالها.

المصدر / فلسطين أون لاين