أكد الكاتب والمحلل السياسي، أحمد أبو زهري أن كتائب الشهيد عزالدين القسام، اختارت توقيت الإعلان عن حالة أحد الجنود الأسرى بعناية شديدة.
ووصف أبو زهري في حديثه لـ"فلسطين أون لاين" التوقيت بأنه "حرج وحساس" لحكومة الاحتلال الإسرائيلي.
وقال: حكومة الاحتلال تعيش في حالة من عدم الاستقرار السياسي، فهي لا تحتمل مزيد من الضغوط والتي يمكن أن تجعلها في واقع أكثر تعقيدا وتضعها أمام تحديات غير مسبوقة.
وأعلن الناطق باسم كتائب القسام "أبو عبيدة" عن تدهور طرأ على صحة أحد أسرى الاحتلال الإسرائيلي لدى الكتائب.
وقال أبو عبيدة في تغريدة له على تطبيق تلجرام: "نُعلن عن تدهورٍ طرأ على صحة أحد أسرى العدو لدى كتائب القسام، وسننشر خلال الساعاتِ القادمة بإذن الله ما يؤكد ذلك".
ضربة قاسمة
وقال أبو زهري في حديثه لـ"فلسطين أون لاين": "التغريدة شكلت صفعة قاسية لقيادة الاحتلال بمستوياتها المختلفة، بل ضربة قاسمة ستهز أركان هذه القيادة وستجعلها في موقف حرج للغاية، وهي بمثابة فرصة لأحزاب المعارضة لمهاجمة قيادة الحكومة والجيش وتحميلها المسؤولية الكاملة حول الفشل الذريع في إدارة هذا الملف.
وأضاف: "مثل هذا الاعلان يمكن يأتي في سياق تحريك ملف الأسرى وإعادته إلى (واجهة الاهتمام) وتفعيل دور كل الأطراف المعنية والراعية لهذا الملف، وهي أيضا لا تنفصل عن الحقيقة التي كشفت عنها الكتائب والتي تؤكد بأن تدهورا طرأ على حياة أحد الجنود خصوصا أن كتائب القسام تتمتع بمصداقية عالية وتتصرف بدقة متناهية في التعامل مع كافة الملفات وفي مقدمتها ملف الأسرى؛ فالاعلان يتضمن إشارة مباشرة وقوية بأن الكتائب ستثبت ذلك من خلال مادة خاصة وحصرية سيتم الكشف عنها خلال وقت قريب".
وأردف بالقول: "ربما نشهد تحرك جدي وملحوظ في ملف الاسرى وإعادة تكثيف لجهود الوسطاء خصوصا بعد هذه التغريدة وما ستكشف عنه الكتائب من تفاصيل متعلقة بالجندي، وهذا شئ مهم ومكسب اضافي لخدمة قضية اسرانا الابطال".
وتابع: "هذه التغريدة من أقوى وأهم ما أعلن عنه القسام بخصوص الجنود الاسرى وذلك لعدة أسباب أبرزها؛ انه يتعلق بتدهور الحالة الصحية لاحد الجنود، وأيضا لأنه سيتبع بمادة خاصة تكشف عن وضع الجندي للرأي العام ولكل الجهات المعنية، وهذا سيكون له تأثير نفسي شديد على معنويات أهالي الجنود الأسرى والذين فقدوا منذ زمن اي ثقة بما تقوله وتصرح به قيادة الحكومة سواء الحالية او السابقة،
وزاد بالقول في حديثه لـ"فلسطين أون لاين": "هذا بدوره سيدفعهم للانتفاض ضد حكومة الاحتلال ومهاجمتها وانتقاد دورها ولومها عن الاخفاقات المتكررة في هذا الملف بل الاكاذيب التي كانت تصدرها لخداع الراي العام وعائلات الجنود، الامر الذي سيخلق حالة من الغضب لدى الجبهة الداخلية التي تتعاطف بشكل ملحوظ مع عائلات الجنود".
وشدد على أن "الوقت ليس في صالح حكومة الاحتلال وما حدث هذه الليلة شكل عاملا ضاغطا وقويا لا يمكن التغاضي عنه أو تجاهله؛ لانه يتعلق بالجنود الأسرى وهو أكثر الملفات ازعاج لقيادة الاحتلال التي أصبحت (مكشوفة وعاجزة) عن تقديم اي شئ في هذا الملف على الرغم من محاولاتها المستمرة وفي كافة الاتجاهات لتحرير الجنود من قبضة القسام والتي باءت جميعها بالفشل أمام صمود وتحدي الكتائب".
يُذكر أنّ كتائب القسام تحتجز أربعة جنود إسرائيليين منذ عام 2014، وهم الجندي شاؤول أرون والجندي هدار جولدن وهشام السيد وأبرهام منغستو.