دعا القيادي في حركة "فتح" محمد دحلان إلى عقد لقاءٍ في القاهرة يجمع قادة الفصائل من أجل إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة، وبحث كل السبل لضمان مساندة ودعم صمود المقدسيين، والتواصل مع برلمانات العالم من أجل الضغط على حكومة الاحتلال لوقف ممارساتها وإجراءاتها في القدس.
وقال النائب بالمجلس التشريعي دحلان -خلال كلمة له عبر الفيديو كونفرنس في جلسةٍ طارئةٍ للتشريعي بمقره في غزة من أجل دعم صمود المقدسيين وتعزيز دفاعهم عن المسجد الأقصى - : "تنعقد جلستنا الطارئة اليوم من أجل القدس عاصمة دولتنا الفلسطينية، ومن أجل المقدسات مهوى قلوبنا، وللوقوف إلى جانب جماهيرنا المقدسية وهي تخوض أشرس وأنبل مواجهة لإسقاط كل إجراءات وتدابير الاحتلال".
وبين دحلان أن مواجهات القدس أوصلت رسائل واضحة إلى العالم أجمع مفادها أن القدس والمقدسات قنبلة موقوتة لا ينبغي العبث بها أو معها.
وطالب دحلان بعدم الاكتفاء بإعادة الأمور إلى ما كانت عليها قبل 14 تموز الماضي ، لأن في ذلك شيء من التسليم بالوضع القائم، وأن الأمل منعقد على ما يتجاوز ذلك، وقال: "إنني ألمس في هذه الهبة المباركة همة خارقة، تمتلك مقومات التواصل والاستمرار من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي عبر مقاومة شعبية سلمية وشاملة ومتصاعدة".
واعتبر أن ما يحدث بالأقصى " يفرض علينا جميعاً إعادة النظر بأوضاعنا الداخلية، وتجاوز الجراح، والتسامي فوق الصغائر، وتكريس كل قدراتنا وإمكاناتنا لنصرة أهلنا في القدس".
وعن تفاهمات القاهرة الأخيرة، أوضح دحلان أن جهوداً بُذلت مؤخراً بين تيار فتح الإصلاحي وقيادة حركة حماس، وأنه جرى خوض حوارٍ مباشرٍ مستندٍ إلى قواسم ووثائق وطنية مشتركة، وصولاً لتفاهمات تعيد الأمل لأهلنا الأبطال في قطاع غزة، ولتخفيف ما أمكن من معاناتهم من الظلم الطويل والشامل.
وقال: "لقد وجدنا لديهم، كما وجدوا لدينا كل الاستعداد والتفهم والإيجابية، وقد بدأت تلك التفاهمات تعطي ثمارها، لكن لازلنا في بداية الطريق، ومن جانبنا سنعمل بلا كلل لتطوير وتعميق التفاهمات لعلها تعطي النموذج والأرضية لكل قوى شعبنا، للعودة والتلاحم في إطار مؤسسات وطنية منتخبة".
وأشار دحلان إلى أن تحرير القدس لا يتحقق بالكلام، بل بحشد كل الطاقات والجهود الفلسطينية والعربية والدولية خلف شعبنا وقضيتنا العادلة، وهو أمر لن يتحقق إلا بتوحيد الموقف الفلسطيني شعبياً ورسمياً، داعياً إلى تجاوز كل الخلافات الداخلية فوراً، واتخاذ ما يتوجب من إجراءات لإنهاء الانقسام.