فلسطين أون لاين

تقرير زيارة هنية إلى لبنان.. رسائل قوة تؤكد استمرار محور المقاومة في مواجهة الاحتلال

...
إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" (أرشيف)
بيروت-غزة/ أدهم الشريف:

جاءت زيارة وفد حركة المقاومة الإسلامية حماس إلى لبنان بقيادة رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية، لبحث التطورات السياسية والميدانية في فلسطين ‏ولبنان والمنطقة، لتؤكد مجددًا استمرار محور المقاومة في مواجهة الاحتلال ومخططاته الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية والتوسع في الأراضي العربية.

ويؤكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس سهيل الهندي أن زيارة هنية تحمل رسائل تضامن مع اللاجئين الفلسطينيين والشعب اللبناني، الذين هم ضحية لانتهاكات الاحتلال التي ما زال يتعرض لها المواطنون في الأراضي المحتلة.

رسائل مهمة

ويبيّن الهندي في تصريح لصحيفة "فلسطين" أن الزيارة تحمل رسائل مهمة جدًا بالنسبة لحركة حماس وحزب الله اللبناني، وفيها رسائل قوة من المقاومة الفلسطينية واللبنانية رافضة لتطبيع أنظمة عربية مع الاحتلال.

ويضيف أن صور لقاء الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، بهنية والوفد المرافق له، أكدت مضي الشعبين الفلسطيني واللبناني والمقاومتيْن قدمًا في مواجهة الاحتلال والتصدي له.

ويتابع: الجميع يدرك أنه يجب مواجهة الاحتلال بوحدة واحدة للمقاومة والشعوب أيضًا، لما يمكن أن تشكله من قوة.

ويؤكد الهندي أهمية وحدة العرب والمسلمين في مواجهة الاحتلال ومخططاته، وكذلك التصدي للتطبيع، ومواجهة الاحتلال بكل ما أوتينا من قوة.

ويبيّن أن الزيارة جاءت في محاولة لتخفيف أعباء الحياة عن أبناء الشعب الفلسطيني، وللتواصل مع القوى والفصائل في لبنان، ولقد أكدت الزيارة أهمية الوحدة الوطنية في مواجهة الاحتلال.

ويتابع أن الزيارة حملت رسالة اطمئنان للاجئين الفلسطينيين في لبنان، وأن حماس تقف إلى جانب أبناء شعبها في ظل الظروف الصعبة والتحديات التي يواجهونها، وأبرزها حالة الفقر والبطالة المنتشرة بين الفلسطينيين في مخيمات اللجوء، ومشكلات السكن والبطالة.

تحولات إستراتيجية

من جهته يرى الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل أن المنطقة في مرحلة تحولات إستراتيجية كبرى، تزامنًا مع الزيارة المقررة للرئيس الأمريكي جو بايدن، في ظل ظروف دولية صعبة وحرب استنزاف بين (إسرائيل) وإيران.

وأمام كل ذلك أصبح الأمر يتطلب تحركًا، خاصة عندما يتعلق الأمر بمحور المقاومة في المنطقة، ومن هذا المنطلق جاءت زيارة وفد حماس إلى لبنان في وقت قد تشهد الظروف بالمنطقة تدهورًا أكثر أو نشوب صراعات إقليمية، كما يقول عوكل لـ"فلسطين".

ويضيف: من المؤكد أن زيارة هنية ووفد حماس فعَّلت بشكل أكبر التنسيق بين أطراف المقاومة في فلسطين ولبنان، وهي التي ترى خطورة ما يجري في هذه المنطقة.

ويشير إلى أن لبنان تعرض لحرب عام 2006، ومن بعدها استهدف الاحتلال المقاومة الفلسطينية بأربعة حروب عدوانية على غزة، فضلاً عن قصف أهداف في سوريا وعمليات خاصة واغتيال تنفذها (إسرائيل) في إيران.

مقاومة أكثر فاعلية

ويقول عوكل: "اليوم (إسرائيل) تتحدث عن استعدادها لحرب على 6 جبهات، وهي تعتقد أنها قادرة على هزيمتها جميعًا، ولكن الإشارات تدلل على أنها ستواجه مقاومة مجتمعة أكثر فاعلية وليس من كل طرف على حدة كما حصل في مرات سابقة".

ويمثل هذا موضع اختبار خلال المرحلة المقبلة، والقول للمحلل السياسي عوكل، ومدى استعداد محور المقاومة أن يسند نفسه في مواجهة عدوان الاحتلال على أي من جبهات المقاومة، أو أن كل طرف سيخوض معركته وحده.

ويعتقد عوكل أنه بقدر ما يحكي الاحتلال عن استعداده لفتح عدة جبهات في أي معركة مقبلة، فإن المقاومة أكثر تضامنًا واستعدادًا للعمل المشترك والتصدي له.

ويربط المحلل السياسي خالد صادق، زيارة هنية والوفد المرافق له من قيادة حماس إلى لبنان بزيارة الرئيس الأمريكي إلى المنطقة، تزامنًا مع الحديث الدائر عن تحالفات جديدة في المنطقة تقودها (إسرائيل) والإدارة الأمريكية، في محاولة مستميتة لمحاصرة محور المقاومة والقضاء على الحقوق والمكتسبات، سواء لدى المقاومة اللبنانية أو الفلسطينية.

حماية المنطقة

ويرى صادق في حديث لـ "فلسطين" أن زيارة وفد حماس جاءت لتدارس كيفية حماية المنطقة من الأطماع المحدقة، أو ما يرتكبه الاحتلال من انتهاكات في غزة والضفة الغربية، وذلك يستدعي تنسيق المواقف لدى محور المقاومة للتصدي لهذه المخططات الإسرائيلية وكبح جماح الاحتلال الذي يضرب في كل مكان.

وينبّه إلى اتفاق المقاومة الفلسطينية واللبنانية على الخطوط العريضة التي من شأنها حماية المنطقة من حالة الذوبان التي يسعى الاحتلال والإدارة الأمريكية إلى إحداثها في الجسم العربي، وضرب وحدة الموقف الوطني الفلسطيني، وكذلك ضرب وحدة الموقف العربي، واتفاقها أيضًا على تنسيق المواقف، ومعرفة سبل التصدي لهذه المحاولات، وإفشالها، وفرض محور المقاومة، والتأثير في القضية الفلسطينية، ومحاولة الالتفاف على حقوق الشعب الفلسطيني.

ويعتقد صادق أن أي مواجهة مقبلة مع الاحتلال قد تشهد وحدة عسكرية لجبهات محور المقاومة، خاصة أن الاحتلال هو من وسع نطاق الحرب، ولجأ إلى الضرب في كل مكان.