وصف المختص بشؤون اللاجئين الفلسطينيين في سوريا ماهر حجازي أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في سوريا بـ"المأساوية"؛ بسبب الأحداث في البلاد، منتقدًا ضعف دور السلطة تجاههم.
وقال حجازي، المهجَّر من مخيم اليرموك إلى هولندا عام 2018: "لا يزال اللاجئون داخل مخيمات سوريا، يعانون أوضاعًا صعبة لتوفير احتياجات أبنائهم والعثور على مأوى لائق وآمن".
وتابع حجازي، وهو كاتب وصحفي فلسطيني: "نستشعر في هذا اليوم معاناة اللاجئين الفلسطينيين، خاصة في مخيم اليرموك والحصار الذي تعرضوا له، والموت جوعًا هناك"، واصفًا تلك الأيام بالصعبة جدًا على اللاجئين الذي رفضوا الخروج وتمسكوا بالمخيم وبرمزيته.
وبسبب اشتداد الأحداث في سوريا، ومقتل آلاف اللاجئين، اضطر الأهالي إلى الفرار من مخيم "اليرموك، ودرعا، وعين التل "حندرات" إلى مناطق مختلفة سواء داخل الأراضي السورية أو خارجها"، وفق حجازي.
وقضى ما يزيد على 4000 لاجئ فلسطيني في سوريا، منذ اندلاع الأحداث هناك في مارس/آذار من عام 2011م، وحتى نهاية عام 2020م، نتيجة العمليات العسكرية التي استهدفت المخيمات الفلسطينية والتي خلفت مئات القتلى والجرحى، بالإضافة لحملات الاعتقال من النظام السوري، وفق مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا.
وأكد حجازي، أن معظم المخيمات الفلسطينية في سوريا دُمرت إما كليًّا وإما جزئيًّا بسبب الأحداث هناك، وهُجر معظم اللاجئين فيها إلى مخيمات جديدة أو إلى دول أوروبية.
وبيّن أن مخيمات "اليرموك، ودرعا، وحندرات" دمرت بشكل كامل وأصبحت غير قابلة للعيش، مؤكدًا أن عشرات العائلات الفلسطينية عادت للإقامة في مخيم اليرموك بعد حصولها على موافقة أمنية من النظام السوري، رغم الدمار هناك، وعدم توفر الخدمات كالمياه والكهرباء.
وأرجع أسباب عودة الأهالي إلى المخيم رغم الدمار هناك، إلى تردي أوضاعهم الاقتصادية، وتراجُع صرف الليرة السورية مقابل العملات الأخرى، مشيرًا إلى وجود مماطلة في تقديم الخدمات للاجئين في "مخيم اليرموك" وإعادة الإعمار.
ومضى بالقول: إن "المخيم بحاجة إلى إعادة إعمار، وتوفير احتياجات وخدمات للاجئين للإقامة فيه"، لافتًا إلى أن العديد من الأهالي صُدموا عند عودتهم إلى منازلهم، فقد وجدوها قد تعرضت للسرقة.
وبين أن عددًا لا بأس به من اللاجئين يرغبون في العودة إلى منازلهم بـ"اليرموك"، لكن ما يعيق ذلك هو عدم توفر احتياجاتهم.
وأكد المختص بشؤون اللاجئين أن الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تشهدها الأراضي السورية، فاقمت معاناة اللاجئين الفلسطينيين، إذ باتوا يعيشون أوضاعًا صعبة جدًا، وأصبحوا غير قادرين على دفع ثمن إيجار المنازل التي يقيمون بها، وعلى تلبية احتياجات أسرهم من مأكل ومشرب.
واستطرد: "هناك مسؤولية كبيرة على الجهات الفلسطينية التي تتواصل مع النظام السوري، لتقديم الدعم الإغاثي والإنساني والسياسي للأهالي هناك".
وجدد التأكيد على تمسُّك اللاجئين بحقهم في العودة إلى ديارهم وقراهم التي هُجّروا منها، مضيفًا: "فلسطينيو أوروبا لن يتخلوا عن حقوقهم، وهم على تواصل وتفاعل مستمر مع قضيتهم".
وانتقد حجازي موقف السلطة تجاه معاناة اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، قائلًا: "للأسف السلطة لها موقف مُخزٍ ومعيب تجاه معاناة اللاجئين في سوريا، وتجاهل معاناتهم مقابل حصولها على امتيازات من النظام السوري".
وأكد أن السلطة لم تقف إلى جانب اللاجئين في معاناتهم "وعملت من أجل تحقيق مصالح شخصية ضيقة، وتنازلت عن حقوق فلسطينيي سوريا مقابل الحصول على العديد من المكاتب والأراضي الزراعية التي صادرها النظام".