فلسطين أون لاين

تقرير "غزة هاشم بوابة الشام".. دليل أثري يُعزِّز التشبُّث بالأرض والهوية

...
غزة/ ضحى حبيب:

بالثوب الفلسطيني والأهازيج التراثية القديمة، وفي الممرات التي خطتها أقدام حضارات مختلفة، فحملت حجارتها بصماتهم وآثارهم، استقبلت زهراتٌ فلسطينيات مَن حضروا مراسم الإعلان عن إصدار الدليل الأثري لمدينة غزة الذي يحمل اسم "غزة هاشم.. بوابة الشام".

من قصر الباشا شرق مدينة غزة، الذي يضم مئات القطع الأثرية التي تؤرخ للحقب التاريخية والعصور المختلفة لحضارة الشعب الفلسطيني، وبحضور وكيل وزارة السياحة والآثار محمد خلة، وممثلي إدارة المباحث العامة بوزارة الداخلية، وممثلي مؤسسات المجتمع المدني، وهيئة الوجهاء والعشائر، وأكاديميين ومختصين، أعلن رئيس متابعة العمل الحكومي عصام الدعليس إصدار الدليل الأثري لمدينة غزة. 

وعدّ الدعليس، الدليل الأثري "كنزًا حضاريًا إستراتيجيًا ومعرفيًا للمعالم الأثرية والشواهد العمرانية التاريخية في القطاع، ونافذة علمية توعوية للمواطن والمجتمع عن تاريخ المدينة وإرثها الإنساني، ويسهم في تعزيز انتماء المواطن لأرضه وتاريخه وعراقة مجده التليد". 

غزة هاشم بوابة الشام

ويضم الدليل الأماكن الأثرية في قطاع غزة التي تحمل طابعًا تاريخيًا للحضارات التي تعاقبت على المدينة وتركت خلفها بصمات دلت على وجودها في هذه الأرض لفترة من الزمن.

ويفصح الدليل عن أسرار المقتنيات الحضارية المكتشفة من واقع الحفريات والتنقيب الأثري في باطن الأرض وظاهرها، ويفرد الدليل مساحة مفصلة عن تاريخ المواقع الأثرية بشقيها الإسلامي والمسيحي، فيوثق جزءًا من الحضارة الإسلامية الأيوبية والمملوكية والعثمانية، ويقدم معلومات عن نتائج البحث والكشف الأثري في الأديرة والكنائس.

ويشرح الدليل نماذج عن أنماط الحياة التعليمية والحياة الاجتماعية من خلال دراسة تاريخ القصور والبيوت الأثرية، ويعرض الشواهد التاريخية للحياة العامة والاقتصادية والدينية من أسواق وخانات وأسبلة وحمامات عامة وأسبطة وزوايا ومقامات ومقابر أثرية. 

الحفاظ على التاريخ

"وضمن مساهمة لجنة متابعة العمل الحكومي في دعم وزارة السياحة والآثار والمحافظة على تاريخ المدينة وموروثها الحضاري"، أعلن الدعليس إعفاء جميع المنشآت الأثرية السياحية بنسبة 50% من رسوم التراخيص لعدة سنوات، وتخصيص مبلغ مالي لتطوير متحف قصر الباشا. 

وأكد أن إصدار الدليل الأثري أسلوب من أساليب تعزيز التشبث بهذه الأرض من خلال نشر الوعي المجتمعي والمعرفي عن غزة وإرثها وقيمها الحضارية التي تدحض المزاعم الصهيونية وتفشل محاولات الاحتلال لطمس الهوية الفلسطينية، وتثبت أحقية الشعب الفلسطيني بأرضه ومقدساته. 

وتابع: "ما زال يحدونا الأمل بمواصلة نشر الوعي والإرشاد الأثري المستدام عن جذور وعراقة غزة لكل أبنائها وترسيخ ثقافة الحفاظ على مقتنياتها وشواهدها وقيمها الحضارية للأجيال الفلسطينية المتعاقبة". 

وأضاف الدعليس أن "الدليل يحمل في طياته حكايا وعشق شعب لأرضه ومقدساته وشرف الرباط عليها، ويُعد كنزاً أثرياً إستراتيجياً ومعرفياً، عن المعالم الأثرية، والشواهد العمرانية التاريخية في قطاع غزة، ويفصح عن أسرار المقتنيات الحضارية المكتشفة من واقع الحفريات، والتنقيب الأثري، في باطن الأرض وظاهرها، التي بقيت تعاند الزمن".

ولفت إلى أنه سيتم توزيع الدليل على المواطن الفلسطيني والمؤسسات التعليمية، والمكتبات العامة، ومؤسسات المجتمع المدني بكل الوسائل.

وفي حين وجه الدعليس شكره لوزارة السياحة والآثار والطواقم العاملة فيها على جهودهم المبذولة في الحفاظ على الموروث التاريخي والحضاري لمدينة غزة، قالت الباحثة بوزارة السياحة والآثار والمشاركة في إعداد الدليل الأثري هيام البيطار: "يعد الدليل مرجعًا فكريًا وثقافيًا ونموذجًا علميًا وعمليًا للحضارة الغزية منذ أن استوطن الإنسان الكنعاني الأول فيها، ويمنح الدليل الباحثين والدارسين تفاصيل عن التلال والمواقع الأثرية ونتائج الحفريات والتنقيب الأثري عنها". 

وذكرت أن الدليل "يفرد مساحة مفصلة لتاريخ المواقع الأثرية بشقيه الإسلامي والمسيحي، ويوثق جزءاً من الحضارة الإسلامية الأيوبية والمملوكية والعثمانية، إضافة إلى نماذج عن أنماط الحياة التعليمية والاجتماعية، من خلال دراسة تاريخ القصور والبيوت الأثرية".

وأشارت إلى أن إنتاج الدليل وطباعته وتعدد وسائل نشره جاء بهدف استثمار الوعي المجتمعي، "والتعريف بعظم وسمو وتقدم حضارة غزة التي نفخر بها". 

وخلال الاحتفالية قام الحضور بجولة في متحف قصر الباشا، ووُزعت خلالها نسخ من الدليل الأثري عليهم جميعًا. 

المصدر / فلسطين أون لاين