فلسطين أون لاين

ندى وهيا شريكات مقاعد الدراسة بالأمس.. رياديات أعمال اليوم

...
هيا اللولو وندى شمعة
غزة/ مريم الشوبكي:

بحثت هيا اللولو وندى شمعة، عن فكرة خارج الصندوق لمشروع تخرجهما من قسم تكنولوجيا المعلومات، وفي أثناء عملية البحث لاحظتا مشكلة تعانيها قريباتها المغتربات في الدول الأوروبية والعربية، وهي ضعف ارتباط الأطفال بهويتهم الوطنية بسبب ظروف الاغتراب.

حينها لمعت في ذهنهما فكرة توفير قصص باللغة العربية الفصحى تحكي عن الوطن بتفاصيله بدءا من موقعه، والأماكن التاريخية، والزي التقليدي، والعادات والتقاليد، وأشهر الأكلات والمشروبات فيه.

ندى وهيا شريكات مقاعد الدراسة بالأمس، سيدات ريادة الأعمال اليوم. (فيلو Filo) هو اسم المشروع المختص بتقديم قصص للأطفال العرب المغتربين حول أصولهم وثقافاتهم العربية وغيرها من القصص التي تنمي شخصياتهم وفق أسس تربوية وقيم صحيحة.

بدأت اللولو وشمعة في تنفيذ الفكرة البحثية في عام 2020، حيث استعانتا بقصص أطفال منشورة تتحدث عن الوطن، وحصل مشروعهما على إشادة كبيرة.

تقول شمعة (23 عامًا) لـ"فلسطين": "وجدنا أن مشروعنا متميز فبحثنا عن مكان لاحتضانه ماليًا، فتقدمنا لحاضنة الأعمال والتكنولوجيا في الجامعة الإسلامية من أجل ذلك، وبعد مدة تدريب ومنافسة بين 25 مشروعا، كان مشروعنا أحد المشاريع العشرة التي حازت التمويل".

وتضيف: "خضنا تدريبات برفقة مدربين عرب وأجانب، عن ريادة الأعمال، والتسويق للفكرة، والمشروع، وليكون مشروعا رياديا ناجحا يحقق دخلًا لنا بصفتنا خريجتين مبتدئتين على سوق العمل، وقطاع ريادة الأعمال".

بدأت شمعة وصديقتها اللولو بكتابة أفكار قصص الأطفال في بداية الأمر، وبرمجة الموقع الإلكتروني الذي ستنشر عليه تلك القصص، وبعدما تحول إلى مشروع حقيقي ممول قامتا بطرح تلك الأفكار على كاتب قصص وبدوره يقوم بصياغتها بطريقة شائقة للأطفال، ورسامة تبدع في تحويل الكلام إلى صورة جذابة للطفل.

وتبين شمعة أن القصص المتوفرة حاليا على الموقع الإلكتروني، تتحدث عن خمس دول عربية: فلسطين، ومصر، والجزائر، وسوريا، والمغرب.

وجمال القصص التي يقدمها الموقع الإلكتروني يأخذ الطفل في رحلة خيالية للدولة التي تتحدث عنها، من خلال سماعها ومشاهدة الصور التي تتعلق بالأحداث.

قصص متعددة المسارات

ويهدف المشروع كما توضح شمعة إلى التخفيف من المشكلة التي يعانيها المغتربون خارج بلدانهم من خلال ربط أطفالهم بأوطانهم وهم في الغربة وتقريبهم منها، وتقوية لغتهم العربية أكثر.

وعن نوعية القصص التي يقدمها مشروع "Filo" تبين اللولو أن القصص المقدمة من خلال الموقع الإلكتروني عبارة عن قصص ثابتة يشاهدها ويسمعها الطفل دون أن يتفاعل معها.

وطرأ على المشروع تحديث وتطوير جديد أضافته الصديقتان وهو تقديم قصص متعددة المسارات، وتشرح اللولو لـ"فلسطين" فكرتها التي تتلخص في أنه يتم تقديم القصص لطفل بمسارات متعددة يستطيع الطفل التفاعل معها من خلال المسار الذي يريده.

وتلفت إلى أن القصص متعددة المسارات ستضيف قيما أخلاقية وسلوكية للطفل، وتعلمه القدرة على اتخاذ القرار، والتعامل السليم مع الناس، والحيوانات أيضًا.

وتذكر اللولو أن الموقع يقدم حاليا 12 قصة سيتم إطلاقها في شهر يونيو/ حزيران القادم.

الخبرة والوصول للجمهور

وFilo"" هو المشروع الوليد لصديقتين شمعة واللولو، حيث تمكنتا من اكتساب خبرة في ريادة الأعمال، وكسب المزيد من الثقة بالنفس، وصقل شخصيتهما وكسر الرهبة من مقابلة الناس، والتفاعل معهم.

وتنبه اللولو إلى أن المشروع يستهدف الآباء بالدرجة الأولى، فهم من سيختارون القصص التي سيشاهدها ويسمعها أطفالهم.

وعن الصعوبات التي واجهت الصديقتان في تنفيذ المشروع، تذكر اللولو أن عدم امتلاك الخبرة الكافية في ريادة الأعمال والنواحي التسويقية، والترويجية أعاقتهما في البداية، والوصول إلى الجمهور المستهدف ولكن بالتدريب واستشارة الاختصاصيين استطاعتا التغلب على هذا الأمر.

وتختم حديثها برسالة وجهتها لطلبة الجامعات: "نفذوا مشروع تخرجكم بمتعة وحب، وآمنوا به، وستحققون نجاحا كبيرًا فيه".